أطفال/طفلات غزيون/ات يولدون/ن بتشوهات خلقية نادرة بسبب الحرب

يشهد قطاع غزة ارتفاعا لافتا في عدد الأطفال/ الطفلات المولودين/ات بتشوهات خلقية نادرة خلال الحرب الإسرائيلية على القطاع، في ظل انهيار المنظومة الطبية ونقص الغذاء والدواء نتيجة الحصار المستمر منذ عامين.

ويواجه الأهالي والأطباء/ات صعوبات كبيرة في توفير الرعاية الصحية اللازمة للمولودين/ات بهذه الحالات.

وتروي والدة الطفل أمير الكيلاني البالغ 7 أشهر معاناتها منذ ولادته بوزن 900 غرام ونقص أكسجين، إذ يعاني من ضمور وارتخاء في الأعصاب وتأخر في النمو وتشنجات.

وتقول الأم في حديثها المنقول عن الجزيرة نت  إنه “من 4 أشهر لعمر الـ6 أشهر وأنا نائمة معه في المستشفيات، حالته صعبة”، مشيرة إلى صعوبة توفير الرعاية اللازمة وسط الأوضاع الراهنة.

 

من بين نحو 17,000 ولادة سُجلت في تلك الفترة – تم تسجيل 67 حالة ولادة مع تشوّهات خلقية

 

أطفال/ طفلات ولدوا/ن مشوهين/ات

ويؤكد الأطباء/ات أن الأرقام ارتفعت بشكل كبير مقارنة بما كان عليه الحال قبل الحرب، وقال أحد الأطباء إن “قطاع غزة سابقا كان من أعلى المناطق معدلا في الأمراض الخلقية، لكن الحرب زادت هذه الأرقام بشكل شديد”.

ووفق الطبيب، فإن الأمراض الخلقية تضاعفت، خاصة على مستوى تشوهات القلب النادرة والبنية الشكلية والأمراض الإنزيمية الاستقلابية، مؤكدا أن سوء التغذية ونقص الأدوية والتعرض للأبخرة والسموم، والتوتر النفسي للأمهات الحوامل كلها عوامل تؤثر في تكوين الجنين.

وبحسب بيانات وزارة الصحة – غزة للفترة من كانون الثاني إلى حزيران 2025، من بين نحو 17,000 ولادة سُجلت في تلك الفترة – تم تسجيل 67 حالة ولادة مع تشوّهات خلقية (أي نحو 0.39% من المواليد).

أما والدة الطفلة حكمة نوفل البالغة 42 يوما فتروي معاناتها منذ الولادة بسبب تشوه كامل في الوجه وشفة أرنبية من الدرجة الثالثة، إذ اضطرت إلى التغذية عن طريق أنبوبة لأن الرضاعة الطبيعية غير ممكنة، وسط ظروف معيشية صعبة وقصف متكرر.

وحسب والدة حكمة، فإنه كان من المفترض أن “تُجرى لها عمليات منذ أول سنة، لكن المنظومة الصحية منهارة ولا يمكن إجراؤها هنا”.

وأشار الطبيب إلى اكتظاظ الأقسام المخصصة لهذه الحالات، إذ يحتضن أحد الأقسام -الذي تبلغ سعته 30 سريرا- نحو 140 طفلا/لة، مما يضطرهم/ن أحيانا إلى وضع طفلين/تين على نفس السرير أو على الأرض في الممرات.

وأكد أن الغذاء المناسب والدواء يشكلان العنصرين الأساسيين لحياة هؤلاء الأطفال/الطفلات، في حين تتضاعف معاناتهم/ن مع استمرار الحصار والظروف الإنسانية الصعبة.

وتعمدت إسرائيل خلال الحرب استهداف القطاع الصحي مباشرة، حيث قُصفت أو دُمرت أو أُخرجت من الخدمة 38 مستشفى و96 مركزا للرعاية الصحية و197 سيارة إسعاف، وفق بيانات المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.

وختم الأهالي حديثهم/ن بقلق بالغ على مستقبل أطفالهم/ن/طفلاتهم/ن، إذ يبقى الكثير منهم/ن محرومين/ات من حياة طبيعية، في ظل هشاشة المنظومة الصحية وغياب الرعاية الكافية للأطفال/الطفلات المولودين/ات بتشوهات خلقية نادرة في غزة.

وكانت إسرائيل قد ارتكبت منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 70 ألف شهيد ونحو 171 ألف جريح فلسطيني، معظمهم من الأطفال/لات والنساء.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد