
نينا كالو أوّل فنانة من ذوات الإعاقة الذهنية تنال جائزة “تورنر” 2025
حقّقت الفنانة البريطانية النيجيرية نينا كالو إنجازًا غير مسبوق بفوزها بجائزة “تورنر” 2025، إحدى أرقى الجوائز في الفن المعاصر، لتصبح أوّل فنانة لديها إعاقة ذهنية وتعيش مع التوحّد ومحدودية في التواصل اللفظي تحصد هذا التكريم.
وجاء إعلان الجائزة خلال حفل في برادفورد، حيث صعدت نينا إلى المسرح برفقة ممثلتين عن مؤسسة “أكشن سبيس”، التي احتضنت تجربتها الفنية منذ أكثر من 25 عامًا. وتولّت شارلوت هولينسهيد، مديرة الاستوديو، إلقاء كلمة بالنيابة عنها، مؤكدة أنّ نينا “كسرت حاجزًا تاريخيًا” وأنّ ما تحققه اليوم هو ثمرة نضال طويل في وجه التمييز والإقصاء داخل عالم الفن.
سنوات من التمييز وجائزة تمحو الصمت
أشارت المؤسسة إلى أنّ بدايات نينا في التسعينيات قوبلت بلامبالاة واستخفاف داخل المؤسسات الفنية، حيث لم تُعرض أعمالها باحترام، ولم تُعتبر يومًا جزءًا من المشهد “المرغوب”. وتشدد هولينسهيد على أنّ الفنانة واجهت “كمًّا هائلًا من التمييز ما زال مستمرًا حتى الآن”، معربةً عن أملها بأن تُسهم الجائزة في تفكيك الصور النمطية حول الفنانين ذوات/ي الإعاقة وتقويض النظرة الإقصائية لهم.
View this post on Instagram
منحوتات تولد من حركة الجسد
بدأت نينا مسيرتها في الفنّ ثنائي الأبعاد، قبل أن تتجه قبل نحو 15 عامًا نحو المنحوتات الضخمة التي صارت علامتها المميزة. وتقوم منحوتاتها عادة على هياكل ملفوفة وطبقات متراكمة من القماش والورق وشرائط الأشرطة المغناطيسية، تُبنى عبر حركات تكرارية تعكس علاقة حميمية بين الجسد والمادة.
وفي العام 2013، بدأت بإنتاج رسوم دائرية أشبه بالدوّامات، تُظهر اشتغالها الحسي بالحركة والدائرة واللون، وتُعرض غالبًا في مجموعات ثنائية وثلاثية.
تقدير واسع من لجنة التحكيم
اختارت لجنة تحكيم الجائزة المكوّنة من قيّمين ومسؤولي متاحف – أعمال نينا “الرسم 21” وسلسلة “منحوتات معلّقة 1–10″ تقديرًا لـ”فرادتها وجرأتها” وقدرتها على تحويل الإيماءة التعبيرية إلى أعمال تجريدية آسرة. وأشاد المنظمون بـ”حسّها المرهف في التعامل مع اللون والحجم”، وبالتجربة البصرية التي تُنتجها، والتي وُصفت بأنها “قوية الحضور”.
لحظة فارقة في حضور الفنانين ذوي الإعاقة
وصفت قيّمة الفنون ليزا سلامنسكي ترشيح نينا بأنه “لحظة فاصلة” في تاريخ الاعتراف بالفنانين ذوي الإعاقة. وأكدت أنّ أهميته لا تكمن فقط في وصول الفنانة إلى منصّات عالمية مثل “مانيفيستا”، بل أيضًا في ضرورة عدم حصر قراءة عملها ضمن “عدسة الإعاقة”، بل النظر إليه بوصفه ممارسة فنية مكتملة تستحق التقدير بذاتها.
ورغم أن نينا أقامت أول معرض فردي لها عام 2018، فإن انطلاقتها الفعلية نحو سوق الفن بدأت مؤخرًا. وقد أعلنت صالة “أركاديا ميسّا” في لندن، ممثلها الرسمي، أنّ فوزها اليوم يشكل “لحظة اعتراف” ستؤثر طويلًا في النقاش الثقافي.
وضمّت لائحة المرشحين أربعة أسماء، من بينهم الفنان العراقي محمد سامي، الذي اعتبره كثيرون الأوفر حظًا، إلى جانب المصوّر رينيه ماتيتش والفنانة الكورية الكندية زادي شا.
وستحصل نينا على مكافأة قدرها 25 ألف جنيه إسترليني، بينما ينال المرشّحون الآخرون عشرة آلاف جنيه لكلّ منهم.
(المصدر CNN)

