تقرير حقوقي: الاحتلال الإسرائيلي قتل 60 صحافيًا/ة في غزة خلال 2025

أعلن مركز حماية الصحفيين الفلسطينيين – PJPC، عن مقتل قوات الاحتلال الإسرائيلي لأكثر من من 60 صحافيًا/ة وعامًلا/ة بمجال الإعلام في قطاع غزة منذ مطلع العام الجاري 2025

واستمر الاستهداف الإسرائيلي للصحافيين/ات منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 وحتى أثناء سريان وقف إطلاق النار الحالي منذ نحو شهرين وأسبوع، ليبلغ عدد الصحافيين/ات الشهداء/ات 257 شهيدًا/ة، بحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.

وأبرز المركز، في بيان صحفي اليوم الأربعاء 17 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، أن استهداف الصحافيين/ات والعاملين/ات في الحقل الإعلامي جاء في إطار سياسة ممنهجة تهدف إلى إسكات الحقيقة وطمس الجرائم المرتكبة بحق المدنيين/ات، مشيرًا إلى أن الضحايا قُتلوا/ن أثناء أدائهم/ن واجبهم/ن المهني، أو داخل منازلهم/ن، أو في خيام النزوح، وحتى أثناء تلقيهم/ن العلاج داخل المستشفيات.

 

وأضاف المركز أن الإحصاءات الموثّقة لديه تُظهر أن غالبية الصحافيين/ات الذين استُهدفوا/ن كانوا/ن يعملون/ن في التغطية الميدانية المباشرة وتوثيق الانتهاكات الإنسانية، ما يعكس تعمّد الاحتلال استهداف من ينقلون/ن الرواية الفلسطينية ويوثّقون/ن جرائم الحرب أمام الرأي العام العالمي.

وأكد مركز حماية الصحفيين الفلسطينيين أن استهداف الصحافيين/ات في قطاع غزة يُعد جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية وفقًا لأحكام نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، ولا سيّما المادتين (7) و(8)، اللتين تُجرّمان الهجمات المتعمدة ضد المدنيين/ات، بما في ذلك استهداف فئة محمية كالصحافيين/ات أثناء النزاعات المسلحة.

وسعت إسرائيل طوال حرب الإبادة وأثناء الهدنة إلى السيطرة على الرواية المتعلقة في غزة عبر مجموعة من الإجراءات غير المسبوقة، مثل اغتيالات الصحافيين/ات الفلسطينيين/ات والهجمات على مرافق وسائل الإعلام وحظرها، بالإضافة إلى منع دخول الصحافيين/ات الأجانب للقطاع.

استشهاد صحفيو/ت غزة الأسوأ تاريخيًا

ووُصف استشهاد الصحافيين/ات في غزة بالأسوأ تاريخيًا، إذ تجاوز عددهم/ن مجموع من قُتلوا/ن من الصحافيين/ات في الحرب الأهلية الأميركية والحربين العالميتين الأولى والثانية وحرب كوريا وفيتنام ويوغسلافيا وأفغانستان، وفق ما خلص إليه مشروع “تكاليف الحرب” التابع لجامعة براون الأميركية.

واعتبر المركز (PJPC)، أن تكرار هذه الجرائم واتساع نطاقها ووقوعها ضمن سياق هجوم واسع ومنهجي ضد السكان المدنيين/ات يوفر أساسا قانونيًا مباشرًا لإدراج هذه الانتهاكات ضمن الملفات المفتوحة لدى مكتب الادعاء العام في المحكمة الجنائية الدولية، ويستوجب توسيع التحقيقات الجارية لتشمل جرائم قتل الصحافيين/ات بوصفها جزءًا من سياسة رسمية تهدف إلى منع توثيق الإبادة والجرائم المرتكبة في قطاع غزة.

ولفت المركز إلى أن الانتهاكات ضد الصحافيين/ات شملت إصابة واعتقال العشرات من الصحافيين/ات وتدمير مقار ومعدات إعلامية، إضافة إلى قطع متعمد لشبكات الإنترنت والاتصالات، في محاولة واضحة لعزل قطاع غزة ومنع توثيق الجرائم والانتهاكات على الأرض.

مطالب بمحاكم دولية لمحاسبة الاحتلال على جرائمه

وطالب مركز حماية الصحفيين الفلسطينيين الأمم المتحدة، والمحكمة الجنائية الدولية، والمقررين الخاصين المعنيين بحرية الرأي والتعبير، بفتح تحقيق دولي عاجل ومستقل في جرائم استهداف الصحافيين/ات في غزة، والعمل على محاسبة المسؤولين/ات عنها، ووقف سياسة الإفلات من العقاب التي تشجّع على تكرار هذه الجرائم.

وشدد المركز على أن استمرار الصمت الدولي إزاء قتل الصحافيين/ات يُشكّل ضوءًا أخضر لمواصلة الانتهاكات، مؤكدًا أن حماية الصحافة ليست مطلبًا مهنيًا فحسب، بل واجب قانوني وأخلاقي يضمن حق الشعوب في المعرفة، ويصون الحقيقة، ويحول دون تكرار الجرائم بحق المدنيين/ات.

241 ألف شهيد/ة وجريح/ة خلال حرب الإبادة الجماعية

وخلفت حرب الإبادة الجماعية على غزة أكثر من 241 ألف فلسطيني/ة بين شهيد/ة وجريح/ة معظمهم/ن أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود/ة، إضافة إلى مئات آلاف النازحين/ت، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين معظمهم/ن أطفال/ات، فضلًا عن الدمار الشامل ومحو معظم مدن القطاع ومناطقه من على الخريطة.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد