فارس إسكندر يحاضر بـ”العفة” .. حين تكون الذكورية وجهاً إعلامياً

يتحفنا “الشاعر” فارس إسكندر، من وقتٍ إلى آخر، بتصريحاتٍ مسيئة للنساء بشكلٍ عام، وللفنانات خصوصاً، في ظلّ إعلامٍ يلهث وراء “الترند” أكثر من المسؤولية.

واليوم نتحدث عن أحدث سموم الذكورية التي أطلقها إسكندر عبر الإعلام، ضد الفنانة صفاء سلطان، التي رفضت تحقيره للفنانات، وانتهاكه لحيواتهن الشخصية.

صفاء سلطان: فارس إسكندر “قليل أدب”

إذ علّقت صفاء سلطان، خلال مشاركتها في برنامج “المجهول” مع المقدم رودولف هلال، على قناة “أل بي سي آي إنترناشيونال”، على تصريحات إسكندر المهينة للفنانات.

بينما جاء السءال على خلفية إساءته إلى الفنانة الاستعراضية ميريام فارس، واستباحة حياتها الشخصية.

بالإضافة إلى وصم الفنانات بتقديم “تنازلات”، للاستمرار في الوسط الفني.

لذلك، وصفت صفاء أسلوب فارس إسكندر بـ”قلة أدب”.

ولأن إسكندر، على ما يبدو، يستهويه دور الوصاية على الفنانات، ويدغدغ لديه ذكورة هشة يحييها التسلّط على النساء، أصرّ على إساءاته قائلاً: “لن أعتذر”!

في حين أتى ردّه على صفاء سلطان على هيئة “استشراف”، ومحاضرة بـ”العفة”.

إذ تهجّم عليها بطريقته المعهودة في إهانة وتحقير ووصم الفنانات، اللاتي يفترض أنهن “زميلاته” في الوسط الفني.

وقال، في حلقة من البرنامج نفسه، إن تصريحاته “أزعجت من قدّمت تنازلات وعلى الرغم من ذلك لم تنجح”.

استباحة معهودة لحياة الفنانات .. وبطاقة الدين لكسب التعاطف الأبوي

حاول إسكندر التقليل من شأن صفاء، لمجرد رفضها وصم زميلاتها وتحقيرهن.

 


واعتبر أنها “لم تنجح في أي مجال، ومن الطبيعي بعد تقديمها تنازلات وعدم نجاحها أن تتكلم بهذه الطريقة”.

هذا الرد الذي يفضح عقليته المتسلطة، وشعوره بوهم التفوق الذكوري على النساء، لم تقف عند هذا الحد.

بل تعداه إلى التنصت على حياة صفاء الشخصية، والسماح لنفسه بالخوض بها أمام الرأي العام.

فتهجّم عليها بادعاءاتٍ مسيئة ومستبيحة لخصوصيتها، لا تهدف إلا إلى ترسيخ المحورية الذكورية، وبثّ خطاب الكراهية ضد النساء والفنانات.

فقال: “إنت فشلتي بكل يلي قدمتيه، ولو ما إنتِ مصاحبة فنان معروف بالوسط الفني ما كان حدا بيجيبك على عمل”.

كما حاول لعب دور الوصي عليها، مستعيناً ببطاقة الدين التي تُغري المجتمعات الأبوية.

فتطرق إلى مسألة خلع ابنة صفاء سلطان الحجاب، رابطاً الموضوع بـ”الشرف والكرامة والعرض”، على حد تعبيره.

وقال: “بس بدك تحكي بالشرف والكرامة، ما تشلحي بنتك عن راسها”.

على من العتب؟

تصريحات “الشاعر بأحقية ذكوريته” المهينة للنساء المتكررة، ليست مستهجنة.

فلعل فارس الذي نصّب نفسه وصياً وولياً، فقط لكونه ذكر، استلّ “صلاحياته” من منظومة اجتماعية/قانونية/دينية متكاملة، تنمّط النساء والفتيات وأدوارهن.

لكن ما يدعو للقلق هو تسابق بعض المنصات الإعلامية على وضع خطابات كراهية النساء في خانة الرأي، في سبيل كسب المشاهدات وركوب موجة “الترند”.

فهل العتب على فارس إسكندر أو على المنصات التي تفرض خطابه العنصري علينا؟

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد