
بين الدم والولادة: سناء وليلى وغسان… رموز خالدة في ذاكرة المقاومة
بين الدم والولادة، يخط التاريخ نضال بطلاتٍ كنّ في الصفوف الأولى للمقاومة، وما زلن رموزًا للتحدي وكسر شوكة العدوان الصهيوني.
في التاسع من نيسان/أبريل، نستذكر الثائرتين الجميلتين سناء محيدلي وليلى خالد، رمزان مزهران من رموز المقاومة والكرامة والنضال. ونتذكر غسان كنفاني، الكاتب المقاوم الفلسطيني الذي استفزت كتاباته ونشاطاته النضالية الاحتلال الصهيوني حتى اغتالته.
يجمع التاسع من نيسان بين الولادة والاستشهاد، القلم والبندقية، الإنسان/ة الحر/ة والمثقف/ة والمقاوِم/ة.
هو يومٌ تتقاطع فيه الولادات مع الشهادة، وتلتقي فيه الكلمة بالبندقية، وتتوحد فيه معاني الفداء في وجوه ثلاث شخصيات خالدة: سناء محيدلي، ليلى خالد، وغسان كنفاني.
View this post on Instagram
سناء محيدلي… عروس الجنوب
في 9 نيسان/ أبريل 1985، دوّت صرخة البطولة من جنوب لبنان. حين قرّرت الشابة سناء محيدلي، ابنة السبعة عشرة، أن تخط بجسدها درسًا في النضال ومقاومة الاستعمار، فاقتحمت بسيارة مفخخة حاجزًا لجيش الاحتلال الإسرائيلي في منطقة جزين الجنوبية.
كانت السيارة محمّلة بـ200 كيلوغرام من مادة الـTNT، وأسفرت عمليتها عن مقتل وجرح ما يقارب الخمسين جنديًا إسرائيليًا.
سناء، التي خرجت من بيتها وهي تحمل الورد على ثوبها الأبيض، لم تكن تبحث عن موت، بل عن حرية لوطنها، فاستحقت لقب “عروس الجنوب”.
قالت الاستشهادية سناء في وصيتها المصورة: “انا الشهيدة سناء يوسف محيدلي، عمري 17 سنة من الجنوب، جنوب لبنان الجنوب المحتل المقهور، من الجنوب المقاوم الثائر، أنا من مجموعة قررت الاستشهاد في سبيل التحرير “.
ليلى خالد… أيقونة الكوفية
“لا يمكن تقاسم الحرية أو تقسيمها. لن يكون هناك سلام طالما يوجد صهيوني واحد على الأرض الفلسطينية”.
أيقونة الكوفية، الفدائية الفلسطينية ليلى خالد.
في اليوم نفسه، ولكن من عام 1944، وُلدت في مدينة حيفا الفلسطينية واحدة من أكثر النساء شهرة في تاريخ النضال الفلسطيني: ليلى خالد.
دخلت ليلى صفحات التاريخ حين قامت بعملية خطف طائرة تابعة لشركة TWA الأمريكية عام 1969، في خطوة جريئة انتهت بإطلاق سراح أسرى فلسطينيين.
وعادت عام 1970 لمحاولة ثانية، هذه المرة على متن طائرة “إل آل” الإسرائيلية، غير أن العملية لم تكتمل، حيث قُتل رفيقها واعتُقلت هي، ليُفرج عنها بعد أقل من شهر ضمن صفقة تبادل أخرى.
كانت تلك العمليات البطولية بمثابة رسالة إلى العالم بأن الشعب الفلسطيني موجود، ويقاوم، ولا يُهزم ولا يستسلم، حتى في السماء.
غسان كنفاني… الكلمة التي أقلقت العدو
ومن رحم اليوم ذاته، وُلد أيضًا غسان كنفاني، عام 1936 في مدينة عكا، ليكون لاحقًا أحد أبرز الأدباء والمفكرين في تاريخ القضية الفلسطينية.
كتب غسان عن الوطن واللاجئين/ات والمخيمات، وعن الإنسان/ة الفلسطيني/ة المقهور/ة والمتمرد/ة في آن. بأسلوبه الأدبي البسيط والعميق، زرع في أذهان القرّاء/القارئات صورة لا تُنسى عن فلسطين.
استفزت كتاباته ونشاطاته النضالية الاحتلال الصهيوني، فقام باغتياله عام ١٩٧٢ في بيروت بوضع عبوة ناسفة في سيارته.
اغتيل غسان، لكن بقيت كلماته حية، تقاوم كما كان هو يقاوم.