التطرف في سوريا.. كلية الفنون الجميلة تمنع استخدام “الموديل العاري” في مشاريع التخرج

أصدرت كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق، في سوريا، قرارًا يقضي بمنع استخدام “الموديل العاري” في مشاريع تخرج الطلاب في أقسام النحت، والتصوير، والحفر، والطباعة، وذلك بناءً على تعميم وُجه إلى جميع الأقسام الأكاديمية في الكلية، واعتُبر إلزاميًا تحت طائلة العقوبات.

“أي مشروع يتضمن تصوير الجسد عاريًا سيُمنح علامة صفر تلقائيًا”.

وجاء في نص التعميم أن القرار يهدف إلى “الانسجام مع الثوابت الأخلاقية والمجتمعية”، مؤكدًا على ضرورة متابعة أعمال التخرج بشكل يتماشى مع تلك الثوابت، ومنع تشكيل أي أعمال فنية تتعلق بالموديل العاري. ووقع التعميم عميد الكلية، الأستاذ الدكتور فؤاد دحدوح، مشددًا على “الإشراف الدقيق والمتابعة المستمرة لأعمال التخرج”، ومعلنًا أن “أي مشروع يتضمن تصوير الجسد عاريًا سيُمنح علامة صفر تلقائيًا”.

الحريات في سوريا.. إلى أين؟

القرار، الذي تم اتخاذه تحت ضغط من جهات عليا، أثار موجة من ردود الفعل داخل الأوساط الفنية والأكاديمية، حيث عبّر طلاب/ طالبات وفنانون/ات سوريون/ات عن قلقهم/ن من تأثيره السلبي على حرية الإبداع، وجودة التعليم الفني، ومستقبل الفنون التشكيلية في سوريا.

يأتي هذا القرار في سياق تحولات متسارعة يشهدها المشهد الثقافي والاجتماعي في سوريا، منذ انتقال السلطة إلى أحمد الشرع في ديسمبر/ كانون الأول 2024، عقب سقوط نظام بشار الأسد.


وقد رُصدت منذ ذلك الحين سلسلة من الإجراءات التي تمس الحريات العامة، من بينها إغلاق نوادٍ ليلية ومطاعم في دمشق، وتشديد الرقابة على بيع المشروبات الكحولية، ومنع ارتداء الشورت والبيكيني في الأماكن العامة، إلى جانب انتهاكات أخرى للحرية الشخصية.

كما وثقت تقارير محلية ودولية تصاعدًا في الانتهاكات بحق الأقليات، وتفشيًا في مظاهر العنف دون محاسبة، في ظل غياب رؤية واضحة للسلطة الانتقالية، ما يُعد خرقًا لبنود الإعلان الدستوري الذي نصّ على احترام الحريات الفردية والتنوع الثقافي والاجتماعي في البلاد.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد