
“نحن نقاوم بالزراعة ولن نغادر أرضنا”..فلسطينيات يتحدّين الاستيطان الصهيوني
الزراعة تقاوم زحف الاستيطان الصهيوني
تتخذ 9 فلسطينيات من الزراعة، في بلدة بيت أُمّر شمالي مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية، وسيلة للمقاومة للحفاظ على الأرض أمام التوسع الاستيطاني الزاحف، واعتداءات جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين/ات.
وفاء أبو مريم هي واحدة من تلك النساء اللواتي يشتركن معًا في مشروع زراعي منذ عدة سنوات، لكنه تحوّل إلى مشروع مقاوم يقف صلبًا في وجه التوسع الإسرائيلي الاستيطاني.
وفي تقرير لوكالة “الأناضول”، سلّطت الضوء على نضال سيّدات فلسطينيات، يزرعن أنواعًا مختلفة من الخضار والعنب، بينما يجثم على نفوسهن بجوار مزرعتهن تجمّع لمستوطنات “غوش عتصيون” الإسرائيلية.
“نحن نقاوم بالزراعة ولن نغادر أرضنا”
بدأت علاقة، حسبما قالت لوكالة الأناضول.
وأضافت: “جميع أفراد العائلة يساعدون في الأرض، وهكذا تتم زراعة حب الأرض في نفوسنا، إلى جانب زراعة الأرض بالخضروات والأشجار.”
وأكدت وفاء أن الأرض مصدر دخل رئيسي لعائلتها منذ سنوات، خاصة مع اشتداد الأزمة المالية منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة، لافتةً: “باتت الأرض مصدر الدخل الوحيد الذي تعتاش منه عائلتي، وعائلات الشريكات.”
وتسوّق السيّدات المُزارعات المنتجات في الأسواق المحلية، وغالبًا ما يتم بيعها بشكلٍ مباشر للمستهلكين/ات، لكنهن يشتكين من تردّي الأسعار في السوق مقارنة مع مستلزمات الزراعة والإنتاج.
وتستدرك وفاء قائلة عن ارتفاع الأسعار: “أكبر التحديات التي تواجهنا هي التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية على حساب الأرض الفلسطينية.” مشيرةً إلى استيلاء مستوطنة “غوش عتصيون” على جزء كبير من أراضي الفلسطينيين/ات.
“المزرعة ستبقى سدًّا في وجه الاستيطان”
“نعيش المجهول، كل يوم نرى الضم يتحقق على الأرض عبر التوسع الاستيطاني”، تعلّق وفاء على قرار دولة الاحتلال بضم الضفة الغربية.
وتُكمل: “رغم ذلك لن نغادر أرضنا وسنبقى فيها، ولا مكان لنا غير هذه الأرض. نحن نقاوم اليوم بالزراعة وبالبقاء، هذه المزرعة ستبقى سدًّا في وجه الاستيطان”، مؤكدةً: “هذه الأرض والهواء والمياه لنا فقط.”
مخططات صهيونية لضم الضفة الغربية
وفي مطلع سبتمبر/أيلول الجاري، أعلن وزير مالية الاحتلال بتسلئيل سموتريتش اعتزام تل أبيب ضم 82% من مساحة الضفة الغربية المحتلة وإخضاعها للسيطرة الإسرائيلية، وشدّد على ضرورة منع قيام دولة فلسطينية.
وأواخر أغسطس/آب الماضي، أعلنت إعلام صهيوني أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية- سيناقش مخطط فصل مدينة الخليل عن منطقة نفوذ السلطة الفلسطينية واستبدال قادة المنطقة بعشائر محلية وإنشاء إمارة منفصلة، وذلك ردًّا على نية عدد من الدول الغربية الاعتراف بدولة فلسطين.
ويُكثّف الكيان الصهيوني منذ بدء حرب الإبادة على غزة من ارتكاب الجرائم بالضفة، تمهيدًا لقرار ضمها، وشمل ذلك عمليات هدم منازل وتهجير مواطنين/ات فلسطينيين/ات ومصادرة أراضيهم/ن وتوسيع وتسريع البناء الاستيطاني.
“مهمتنا عظيمة .. حماية الأرض”
بدورها، تقول أمل صليبي، بينما تواصل العمل في مزرعتهن، إنها تنتمي للأرض وتحبها، ومشروعها وإن كان اقتصاديًا، فإنه محاط بحب وانتماء للأرض.
وتتابع لوكالة الأناضول: “نحن في مهمةٍ عظيمة لحماية الأرض، نحميها بوجودنا المتواصل فيها، وبزراعتها واستثمارها”.
وترى صليبي أن الاقتصاد والزراعة عمودان للثبات في الأرض في ظل مواصلة الاحتلال الإسرائيلي العمل على تفريغ الأرض من أصحابها، وطردهن/م واستحواذ المستوطنين على أوسع مساحة منها.
وتوضح: “نزرع الفاصولياء والعنب والبندورة ومزروعات أخرى ونعيل أسرنا”.
وبموازاة الإبادة في غزة، قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون/ات بالضفة، بما فيها القدس المحتلة، ما لا يقل عن 1017 فلسطينيًا/ة، وأصابوا نحو 7 آلاف آخرين/ات، إضافة إلى اعتقال أكثر من 18 ألفًا و500، وفق معطيات فلسطينية.
يُذكر أن قوات الاحتلال ترتكب منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة، أدّت إلى سقوط نحو 65 ألف شهيد/ة وجرح قرابة 163 ألفًا آخرين/ات من الفلسطينيين/ات، وما يزيد على 9 آلاف مفقود/ة، ومئات آلاف النازحين/ات، ومجاعة أزهقت أرواح 393 فلسطينيًا/ة، بينهم 140 طفلًا/ة.