عُلقت في الشجرة حتى الموت.. انتهاكات متكررة ضد النساء في السودان

في مقطع فيديو انتشر على منصات التواصل الاجتماعي، يظهر عنصرًا منتميًا لقوات الدعم السريع، علق فتاةً سودانية على شجرة.

استخدم الجاني حبلًا، وعلّق به الفتاة، وقام بتصويرها، حتى فارقت الحياة بسبب التعذيب والصراخ.

جاء حادث تعذيب وقتل الشابة قسمة علي عمر كصورة متكررة للانتهاكات التي تتعرض لها النساء في السودان، بعد أن ألقت الحرب ظلالها على دارفور والفاشر.

ورغم تضرر ملايين السودانيين/ات من هذه الحرب، إلا أن النساء كنّ الأكثر ضررًا، ليجدن أنفسهن في مواجهة الجوع والنزوح، وانعدام الرعاية الأساسية، وتصاعد مظاهر العنف القائم على النوع الاجتماعي، بحسب تقارير أممية حديثة.

وذكرت المستشارة روضة عبد القادر عضوة اللجنة الوطنية للتحقيق في انتهاكات القانونين الوطني والدولي الإنساني،  في مؤتمر صحفي في أيار/ مايو الماضي، أن اللجنة رصدت 1392 حالة عنف جنسي ضد النساء في عدد من ولايات البلاد، بحسب تقرير صادر عن وحدة مكافحة العنف ضد النساء والأطفال، شملت اغتصابات جماعية، واستعبادًا جنسيًّا، واختفاءً قسريًّا، إلى جانب حالات حمل وزواج قسريين، وهذا لا يمثل سوى 2% من مجموع الجرائم غير المسجلة في هذا السياق.

قتلت قسمة بسبب رسالة صوتية

ولا توجد حتى الآن أرقام واضحة لعدد النساء اللاواتي قتلن في السودان، فجميع الإحصائيات عامة تشمل الأطفال والنساء والرجال.

وتعددت الأسباب والذرائع التي تبرر قتل النساء في السودان على يد المسلحين، قسمة مثلًا قتلت بسبب رسالة صوتية أرسلتها بلغة قبيلتها الزغاوة لأحد أقربائها، فاتهمت زورًا بالتعاون مع جهاتٍ معادية، بينما يؤكد مقربون لها “عدم تورطها في أي صراع ذو علاقة بالحرب”.

واستخدم الجاني حبلًا، وعلّق به الفتاة، وقام بتصويرها، حتى فارقت الحياة بسبب التعذيب والصراخ.

وفي تعليقاتٍ نشرها نشطاء وناشطات سودانيين/ات، على مواقع التواصل الاجتماعي أكدوا/ن فيها أن الحرب تركت أثرها المدمر على الأبرياء، وبشكلٍ خاص النساء اللاتي تعرضن لانتهاكات جسيمة.

ووصف الناشطات، والنشطاء على مواقع التواصل أن ما تعرضت له قسمة هو من أبشع صور التنكيل والتعذيب الذي تواجهه النساء على الإطلاق، وفي السودان تحديدًا.

بينما نفت قوات الدعم السريع أيّ صلةٍ لها بما واجهته قسمة من انتهاكٍ وتعذيبٍ وموت.