فيضانات باكستان .. النساء تدفع ثمن التغيرات المناخية باهظاً

600 ألف حامل تأثرن بالفيضانات

تعيش باكستان في إقليم البنجاب كارثة إنسانية منذ ثلاثة أشهر، حيث ارتفعت حصيلة ضحايا الأمطار الغزيرة والفيضانات المفاجئة المصاحبة لها إلى (972) قتيلًا/ة، و(1062) مصابًا/ة، وذلك منذ بدء موسم الأمطار في 26 حزيران/يونيو الماضي.

وأعلنت الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث الباكستانية في بيان لها 17 أيلول/سبتمبر الجاري، أن بين الضحايا (266) طفلًا/ة، و(547) رجلًا، و(159) امرأة، بينما تسببت الأمطار والفيضانات والسيول في تضرر (8481) منزلًا.

وأضافت أن فرق الإغاثة لا تزال تواصل جهودها في مناطق إقليم البنجاب الشرقي الذي يتعرض لفيضانات قوية بسبب ارتفاع منسوب المياه في الأنهار.

تأثير التغيرات المناخية على النساء يعادل 14 ضعفًا عن تأثر الرجال

تُعد النساء من أكثر الفئات تضررًا من التغيرات المناخية، ووفقًا لتقرير صادر عن منظمة “نساء من أجل عدالة مناخية دولية” تحت عنوان “حتى التغير المناخي يظلم النساء”، فإن نسبة تأثر النساء بالتغيرات المناخية وتداعياتها تزيد بمقدار قد يصل إلى 14 ضعفًا عن تأثر الرجال.

وتواجه النساء الحوامل المنكوبات بفيضانات باكستان أشكالًا عدة من المعاناة في ظل الوضع الكارثي، مثل عدم توفر رعاية مناسبة لهن بعدما دمّرت الكارثة عيادات ومستوصفات، بالإضافة إلى أن معظمهن يعشن حاليًا في خيام ويفتقرن إلى أدنى مقومات الحياة. وتشير الأرقام إلى تأثر نحو 600 ألف حامل بالفيضانات.

وقالت الناشطة مهرين طلعت في تصريحات صحفية إن الفيضانات الجارفة دمّرت كل شيء؛ أكواخًا، منازل، عيادات، وأسواقًا متواضعة موجودة في مناطق نائية بإقليم السند، ويعيش سكانها المتضررون حاليًا في خيام لا تتوفر فيها أي من الاحتياجات الأساسية للحياة، لكنهم لا يملكون إلا حل العيش فيها.

الحوامل يعشن في خيمة قد تضم 6 أو 10 أشخاص، من دون حمامات، ولا وجود لطبيبات أو أدوية، ما يفاقم معاناتهن.

وأضافت أن عامة الناس يتدبّرن أمورهن بطريقة أو أخرى لمواجهة الكارثة الطبيعية، لكن المشاكل الحقيقية تشمل المرضى، ومن بينهم الحوامل، خاصة أن هناك حوامل يعشن في خيمة قد تضم 6 أو 10 أشخاص، من دون حمامات، ولا وجود لطبيبات أو أدوية، ما يفاقم معاناتهن.

وأكدت مهرين أنها رأت حوامل كثيرات في المناطق المتضررة يعملن على تنظيف منازلهن من الطين والمياه، لأنهن لا يجدن مكانًا مناسبًا آخر للعيش والإيواء، كما رأت حوامل في الأيام الأخيرة من حملهن يُعانين من مشاكل مختلفة، في وقت لا تتوفر مراكز طبية أو طبيبات يذهبن إليهن للعلاج، كما لا توجد عيادات لوضع الحمل.

وأعلنت الحكومة الباكستانية تعطيل المدارس الحكومية والخاصة في إقليم السند، ومركزه مدينة كراتشي، وذلك لأن الأمطار الغزيرة تمنع الحركة ولأن المياه دخلت إلى منازل الناس، بينما الطرق كلها مليئة بالمياه.

ووفقًا للهيئة الوطنية لإدارة الكوارث الطبيعية، فإن الأمطار الغزيرة في مختلف مناطق البلاد ستشهد زيادة غير مسبوقة وستستمر إلى الـ25 من الشهر الجاري، مؤكدة أن الحكومة تتخذ كل ما يلزم من أجل الحفاظ على أرواح المواطنات والمواطنين وممتلكاتهن/هم، والوصول إليهن/هم في أسرع وقت ممكن.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد