
حرية الصحافة في مرمى النار: إيقاف لينا يعقوب مديرة قناتي العربية والحدث في السودان
نقابة الصحافة ترفض القرار وتطالب بالتراجع الفوري عنه
أدانت نقابة الصحافة في السودان، السبت 20 أيلول/ سبتمبر الجاري، قرار وزارة الثقافة والإعلام والسياحة بإيقاف الصحافية لينا يعقوب، مديرة مكتب قناتي”العربية” و”الحدث” في السودان، وسحب ترخيصها الصحافي، واعتبرت الخطوة انتكاسة خطيرة لحرية الصحافة وتقييدًا لحق المجتمع في الوصول إلى المعلومات.
نقابة الصحافة: حملة منظَّمة استهدفت الصحافية لينا يعقوب
وقالت النقابة، في بيان، إن القرار “يكرّس بيئة عدائية متنامية تجاه الإعلاميين/ات ظلت مستمرة منذ اندلاع الحرب، ويشكل خطرًا على سلامتهم/ن ويحدّ من قدرتهم/ن على القيام بدورهم/ن الحيوي في نقل وتوثيق الأحداث”.
وأشارت النقابة إلى أن “البيان الرسمي للوزارة لم يقدم، في معظم حيثياته، أدلة ملموسة أو أمثلة واضحة على المخالفات المزعومة، ما يفتح الباب لتأويلات واسعة تهدد عمل الصحافيين/ات”.
واستنكرت النقابة عن توقيت القرار، الذي يتزامن حسب وصفها مع حملة مُنظمة استهدفت الصحافية على منصات التواصل الاجتماعي، ما يُثير تساؤلات جادة حول دوافعه الحقيقية واستقلالية القرار الإداري.
وجاء قرار إيقاف الصحافية عقب نشر قناتي “العربية” و”الحدث”تقريرًا حصريًّا، كشفت فيه لينا يعقوب عن ظروف إقامة الرئيس السوداني المعزول عمر البشير، وعدد من قادة نظامه، داخل مجمع سكني بقاعدة مروي الطبية في شمال البلاد تحت رقابة أمنية؛ حيث يقيم هناك منذ خروجه من المستشفى العسكري بعد استعادة الجيش العاصمة الخرطوم، خلافًا للاعتقاد السائد بأنه محتجز في سجن “كوبر.”
وعرض التقرير تفاصيل حياة البشير ومعاونيه اليومية، من ممارسة الرياضة والقراءة، إلى استخدام الإنترنت عبر خدمة “ستارلينك”، إضافة إلى تلقي رعاية طبية منتظمة، لثلاثة أيام أسبوعيًّا.
يُذكر أن نظام البشير، المعروف بـ”الإنقاذ”، أطيح به في ثورة شعبية في أبريل /نيسان 2019، وصدر لاحقًا قانون “تفكيك نظام الإنقاذ” الذي قضى بحل حزب “المؤتمر الوطني” الذي يترأسه البشير، ومصادرة ممتلكاته.
لينا يعقوب من أبرز الأسماء في عالم الصحافة السودانية والعربية، عُرفت بجرأتها ومهنيتها العالية، نظرًا لتغطياتها الجريئة وتحليلاتها العميقة. وبدأت مسيرتها المهنية في عدة صحف محلية قبل أن تنتقل إلى الإعلام العربي والدولي.
السودان تحتل المرتبة 156 من أصل 189 في التصنيف العالمي لحرية الصحافة لعام 2025
ويأتي قرار إيقاف يعقوب في ظلّ مناخٍ معادٍ للحريات في السودان، جعل البلاد تحتل المرتبة 156 من أصل 180 دولة في التصنيف العالمي لحرية الصحافة لعام 2025، الصادر عن منظمة “مراسلون بلا حدود” مطلع أيار/مايو 2025، مُسجلًا تراجعًا ملحوظًا عن مرتبته السابقة (149) في العام الماضي، وسط تصاعد القمع والانتهاكات بحق الصحفيين في ظل النزاع المسلح والانهيار المؤسسي.
وأرجعت المنظمة هذا التراجع إلى الزيادة الكبيرة في وتيرة التهديدات والاعتداءات والانتهاكات الممنهجة ضد الصحافيين/ات، ما أجبر العشرات منهم/ن على الفرار إلى دول الجوار. يذكر أن مباني العديد من وسائل الإعلام تعرضت للهجوم والنهب، منذ اندلاع الحرب في 15 نيسان/أبريل 2023، وسط تصاعٍد لافتٍ في حالات القتل والاعتقال والمضايقات التي تطال الصحافيين/ات من طرفي النزاع.
وطالبت نقابة الصحافة السلطات بالتراجع الفوري عن القرار، ووقف أي استهداف للصحافيين/ات، وضمان سلامتهم/ن المهنية والشخصية، داعية المنظمات الإقليمية والدولية المعنية بحرية الصحافة إلى التضامن مع لينا يعقوب والضغط لإلغاء القرار.
وفي سياق متصل، تفاعل الصحافيين/ ات ونشطاء/ ات مع قرار إيقاف لينا يعقوب، وأعلنوا/ن تضامنهم/ن معها على منصات التواصل الاجتماعي، مؤكدين/ات رفضهم/ن للقرار.