شريكة ولكن: لن نخضع للترهيب ونتمسّك بحقنا في نقل الحقيقة

تبلّغت منصة “شريكة ولكن” استدعاءً للمثول أمام مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية في لبنان، بإشارة صادرة عن المدعي العام الاستئنافي في بيروت القاضي رجا حاموش، لكلّ من رئيسة التحرير حياة مرشاد والصحافية جويل عبد العال، على خلفية شكوى مقدّمة من المغني فارس كرم، بعد نشر تحقيق حول نظام الكفالة الاستعبادي، يتضمّن اتهامات ضدّه بإساءة معاملة عاملة منزلية.

هذه ليست المرة الأولى التي نتعرّض فيها لمحاولات ترهيب واستدعاءات تعسّفية تهدف إلى إسكاتنا والتأثير على عملنا الصحفي.

وإذ نشير إلى أن الوكيل القانوني لمنصّتنا الأستاذ فاروق المغربي مثّل الصحافيتين أمام المكتب، وبعد الاستماع إليه أصرّ المدعي العام الاستئنافي في بيروت القاضي رجا حاموش على استدعاء الصحافية جويل عبد العال شخصيًا، في خطوةٍ تؤكّد استمرار الضغوط غير المبرّرة على الجسم الصحفي.

إننا في “شريكة ولكن” نعيد التأكيد أننا لا نهاب الحقيقة، ولن نتراجع عن رسالتنا.

كل ما نشرناه ليس ارتجالات ولا اجتهادات، بل هي شهادات موثّقة من العاملة المنزلية الكينية غريس ويمبار، ونحن مستعدّات للمضي في هذه القضية حتى النهاية.

نؤكّد عدم وجوب امتثال الزميلة جويل عبد العال أمام هذا المكتب الأمني ونرفض حذف أو تعديل أي من المواد المنشورة على منصّتنا. وسنضع لاحقًا أمام الرأي العام توثيقات صوتية مسجّلة وردتنا من جديد من العاملة، تؤكّد أن مستحقاتها لم تُدفع، ردًا على ادعاءات مكتب الاستقدام المتناقضة.

علمًا أنّ صاحبة المكتب، إلهام لطيف، التي خرجت بمقطع مصوّر تدّعي فيه دفع مستحقات غريس وعاملة كينية أخرى بعد عملهما لدى فارس كرم، كانت قد أكّدت في اتصالٍ سابق موثّق لدينا عدم دفع مستحقات العاملتين، و”أن فارس كرم كان لديه نية للدفع”، وكأن أجور العاملات مادة للابتزاز والعقاب من الطرفين.

لتعود اليوم، في تغييرٍ واضحٍ لتصريحاتها، وفي محاولةٍ بائسة للنيل من مصداقية موقعنا الصحفي والحقوقي، وتدّعي أنّ “فارس كرم دفع أجور العاملتين الكينيتين نفسيهما”، في تناقضٍ صارخ مع تبريراتها السابقة لعدم قبض العاملتين بدل أتعابهما. إذ سبق وادّعت أنّهما “كانتا ستسلمان أجرهما لولا هروبهما”، متجاهلةً التوقّف عند دوافع “الهروب” المزعوم.

ولا يسع هذا البيان التوقّف عند أساليب المراوغة التي يتيحها نظام الكفالة الاستعبادي، والتي تتجاهل العنف المُمأسس والممنهج ضد العاملات المهاجرات، وتتجاهل أيضًا دوافع “الهروب” الكثيرة.

وفي الفيديو الذي نشره موقع لبناني معروف بتطبيعه مع ذوي وذوات النفوذ، قالت إلهام لطيف إن “العاملتين الكينيّتين عملتا لدى فارس كرم، قبل أن يتنازل عنهما، وقد دفع أجرهما بالكامل”، في حين كانت قد حاولت سابقًا تكذيب العاملتين بالقول إنهما “اشتغلوا فقط كم يوم، تقريبًا ١٢ يوم مش أكتر”، قبل أن تعود لتُقرّ: “صحيح لم تأخذا أجرهما، وكان فارس ينوي دفع أجورهما، بس هني هربوا”.

تجدر الإشارة إلى أن المكتب المذكور يواجه تهم استعباد أكثر فداحة تستدعي التحرّك الجدي والفعلي والمسؤول.

إلى فارس كرم، وخلفه منظومة التطبيع مع نظام الكفالة الاستعبادي، لن نخضع للترهيب ونتمسّك بحقنا في نقل الحقيقة.
سنبقى حيث يجب أن نكون:

صوتًا للناجيات، لا صدًى لأصحاب النفوذ.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد