مأساة جديدة في مخيم”بزيبز”: وفاة الطفلة ديما تجسد معاناة نازحي”جرف الصخر”

مطالب نسوية للسلطات العراقية لإنقاذ سكان المخيم

فارقت الطفلة ديما أحمد إبراهيم، من أهالي منطقة جرف الصخر جنوبي بغداد، الحياة داخل خيمة بمخيم بزيبز، في مشهد يلخص مأساة آلاف النازحين/ات المحرومين/ات من العودة إلى ديارهم/ن منذ أكثر من عقد، بسبب سيطرة الميليشيات والعصابات المسلحة على المنطقة.

ولدت ديما في خيمة وماتت في خيمة، تمامًا كما يعيش آلاف النازحين/ات أوضاعًا مأساوية تتجلى في سوء التغذية وانعدام أبسط مقومات الحياة، وسط شح المياه وانقطاع الكهرباء وتحذيرات متكررة من كارثة إنسانية وشيكة ما لم يحدث تدخل عاجل.

منظمة حقوق المرأة العراقية: إجرام وإهمال بحق أكثر من 1400 أسرة تعيش في المخيم

طالبت منظمة حقوق المرأة العراقية، عبر حسابها الرسمي على منصة X، بإعادة أهالي جرف الصخر إلى منازلهم/ن بعد تهجيرهم/ن واستعمال مدينتهم/ن – وفق وصف المؤسسة – لأغراض تصنيع السلاح والمخدرات.

وأدانت المنظمة “الإجرام والإهمال” بحق أكثر من 1400 أسرة تعيش في المخيم منذ أكثر من عشر سنوات، داعيةً السلطات المحلية والدولية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لإنهاء معاناتهم وضمان عودتهم الآمنة والكريمة.

ليست هذه المأساة الأولى؛ ففي آذار/ مارس 2025 توفيت طفلة نازحة إثر حريق اندلع بسبب تماس كهربائي في خيمة داخل المخيم، ما أدى إلى إصابتها بحروق بليغة أودت بحياتها بعد نقلها إلى مستشفى الفلوجة.

أُنشئ مخيم بزيبز قبل عشر سنوات قرب مدينة الفلوجة، على خلفية العمليات العسكرية ضد تنظيم الدولة الإسلامية، ويستضيف مئات العائلات النازحة من مناطق مختلفة. إلا أن معظم المخيمات، ومنها بزيبز، تفتقر إلى معايير السلامة الأساسية، ما يجعلها بيئة محفوفة بالمخاطر.

ويواجه الأطفال والطفلات في المخيمات حرمانًا مضاعفًا يشمل نقص الغذاء والمياه والرعاية الصحية، إلى جانب العنف والاستغلال والاتجار بالبشر، فضلًا عن الحرمان من التعليم وفرص الاندماج في المجتمع. كما يعانون من آثار نفسية حادة مثل القلق والخوف والانفصال عن الأهل وصعوبات بناء الثقة بالنفس وتكوين العلاقات.

 

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد