تقرير بحثي يُوثق 495 جريمة عنف ضد النساء في مصر خلال النصف الأول من 2025

156 جريمة قتل و 122 واقعة تحرش جنسي

وثقت مؤسسة إدراك للتنمية والمساواة 495 جريمة عنف ضد الفتيات والنساء في مصر وقعت أو اُكتشفت خلال النصف الأول من عام 2025، في الفترة من كانون الثاني/يناير إلى حزيران/يونيو الماضي، عن طريق متابعة وتوثيق ما نُشر في الصحف المصرية وبيانات النيابة العامة.

وتصدرت جريمة القتل أعلى معدلات العنف في التقرير بواقع 156 جريمة، منها 120 جريمة قتل نتيجة لعنف أسري على يد أحد أفراد الأسرة أو الزوج أو الشريك، سواء كان حاليًا أو سابقًا، أي حوالي 89.5%)، مع توزيع جغرافي متباين بين المحافظات.

وسجل التقرير حوالي 14 جريمة قتل على يد غرباء أو أفراد من خارج الأسرة، مع تسجيل 9 حالات في المحافظات المركزية.

وتتنوع دوافع جرائم القتل على يد أفراد من خارج العائلة مثل؛ السرقة، الانتقام، مخالفات مالية، أو حادثة غامضة.

كما رصد التقرير طرق متعددة لقتل النساء منها؛ الطعن، الشنق، التعذيب، وأحيانًا قتل الأطفال للتغطية على الجرائم أو الانتقام.

وذكرت المؤسسة في التقرير النصف سنوي لمرصد جرائم العنف ضد النساء والفتيات التابع لها، والصادر خلال الأيام الماضية، أن شهدت بداية عام 2025 جريمة بشعة حيث قُتلت أم وأطفالها الثلاثة بسبب ضائقة مالية وهجر الزوج، بالإضافة إلى وقائع قتل داخل الأسرة بذريعة “التأديب” أو “الشك في السلوك”، كان من بينها قتل أب لطفلته، وأخرى لابنة على يد شقيقها.

ووثق التقرير 10 جرائم اغتصاب، مع حالات شروع في الاغتصاب لم تنجح، ووقائع تتعلق بارتكابها من قبل أفراد من الأسرة أو غريبين، بالإضافة إلى جرائم تخص الأطفال والنساء ذوي الإعاقة.

ورصد التقرير حوالي 122 جريمة تحرش جنسي، و62 جريمة اعتداء جنسي على الأطفال/ات منها 9 حالات اغتصاب، وجرائم اغتصاب متعلقة بالأطفال ذوي الإعاقة والأحداث الصغيرة.

وكشف التقرير عن ارتفاع معدل جرائم العنف الرقمي بواقع 19 جريمة ابتزاز، و10 حالات سب وقذف عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

أما عن معدلات الانتحار التي رصدها التقرير نصف السنوي، سجل 22 واقعة انتحار، معظمها مرتبط بالعنف الأسري، مع تركز في محافظات القاهرة، الجيزة، وسوهاج، بالإضافة إلى رصد 8 محاولات انتحار أخرى لم تسفر عن وفاة.

يكشف التقرير عن اتجاه جديد في جرائم العنف الأسري، حيث ارتبط عدد من جرائم القتل بالضغوط الاقتصادية والمادية داخل الأسرة، مثل حالات أمهات أقدمن على قتل أطفالهن بسبب الفقر والعجز عن الإنفاق، وأزواج قتلوا زوجاتهن بعد خلافات على المصروف.

ورصد التقرير تزايد تورط الأطفال/ت في دائرة العنف، سواء كضحايا أو كجناة، إذ سجلت الباحثات 34 جريمة ارتكبها أطفال/ت دون 18 سنة، ما يعكس مدى تطبيع العنف وتوارثه داخل المجتمع من جيل للأجيال الأصغر سنًا.

في الوقت نفسه، حذر التقرير من تصاعد وتيرة العنف الرقمي، حيث وثق 19 واقعة ابتزاز وتصوير وتشهير، من بينها حالات ارتكبها أفراد من داخل الأسرة.

وأكدت مؤسسة إدراك للتنمية والمساواة أن الوقائع الواردة في التقرير تمثل فقط الجرائم المبلغ عنها رسميًا أو المنشورة إعلاميًا، وبالتالي فهي لا تعكس الحجم الحقيقي للعنف الذي تتعرض له النساء والفتيات في مصر، في ظل استمرار أنماط واسعة من العنف غير المعلن أو غير المبلغ عنه.

جدير بالذكر أن المسح الصحي للأسرة المصرية 2021، أشار إلى تعرض 31% من النساء للعنف الأسري بجميع أشكاله من جانب الزوج، منهن 25.5% تعرضن لعنف جسدي مقابل 5.6% تعرضن لعنف جنسي و22.3% لعنف نفسي.

ويُعد المرصد الذي أطلقته مؤسسة إدراك للتنمية والمساواة في بداية عام 2020 منصة لتوثيق بيانات جرائم العنف المعلنة رسميًا ضد النساء والفتيات.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد