عقوبة بالسجن لعام واحد فقط بحق زوج “شهد” ضحية الدخلة البلدي

سنة واحدة حبسًا لزوجٍ اعتدى على زوجته ليلة الزفاف، الدخلة البلدي تعيد الجدل حول العنف الجنسي المبرر عرفًا وقانونًا.

بعد أن انهال عليها بالضرب متسببًا بـ45 غرزة في وجهها ويدها، حكم القضاء المصري بسنةٍ واحدة فقط على زوج الشابة شهد، ضحية ما يُعرف بـ”الدخلة البلدي”.

الواقعة حدثت في منتصف أكتوبر، بعد يومين فقط من زواج شهد، إذ لم يتم فضّ إكليل المهبل المعروف بـ”غشاء البكارة” لأن العريس كان “مرتبكًا” بحسب ما وصفت أسرته.

اللجوء إلى “الدخلة البلدي”

تلجأ بعض الأسر في مصر إلى ما يُعرف بـ”الدخلة البلدي” لإثبات “عذرية” النساء عند الزواج، وهي عادة ما زالت موجودة في عددٍ من القرى والنجوع وبعض المدن الصغيرة، رغم تراجعها في السنوات الأخيرة، لكنها لم تختفِ تمامًا.

و”الدخلة البلدي” هي الاسم الدارج لممارسةٍ تقليدية تنتهك الجسد الإنساني بوحشية.

فوفقًا لهذا العرف، يقوم الزوج، أو إحدى السيدات من العائلة، أو القابلة (الداية)، باستخدام إصبع اليد بدلًا من إيلاج العضو الذكري لـ”فض الغشاء”، لإثبات ما يسمّى بـ”شرف الفتاة”.

وفي حالة شهد، لجأت والدة العريس بمشاركة ست نساء أخريات إلى هذه الممارسة، لكن مع استمرار شهد في الرفض، أقدم زوجها على لكمها وضربها مستخدمًا “كاتر”، ما تسبب بإصابتها بـ30 غرزة في وجهها و15 غرزة في يدها.

 

 اكتفى القضاء بحكمه لمدة سنة واحدة،

رغم أن القانون يحكم في قضايا العاها المستديمة

ما بين 3 – 10 سنوات

العرف والقانون…يبرران جرائم ليلة الدخلة

ما ارتكبه زوج شهد يُعدّ جريمة اعتداءٍ جسيم تصل إلى مستوى العاهة المستديمة، ويعاقب عليها القانون المصري بالسجن من 3 إلى 5 سنوات، وترتفع العقوبة إلى 10 سنوات إذا ارتُكبت مع سبق الإصرار والترصد.

ورغم أنّ العريس لم يكتفِ بضربها، بل شارك مع ست نساء في الاعتداء عليها جنسيًا ضمن ما يسمى بـ”الدخلة البلدي”، إضافةً إلى سرقة مصوغاتها الذهبية، فقد أصدرت المحكمة حكمًا بالحبس سنة واحدة فقط بحقه.

القرار أثار غضبًا واسعًا بين المتابعين والمتابعات على مواقع التواصل الاجتماعي. كتبت رضوى رضوان في تعليقها على الخبر: “إنها مهزلة متكاملة الأركان! من هؤلاء القضاة معدومي الضمير الذين يصدرون مثل هذه الأحكام؟”

 

بينما علّقت صفاء خوجا بالقول: “الأحكام المخففة هي التي تشجّع المجرمين والمجرمات على تكرار الجريمة.”

لم تكن قضية شهد الأولى، فقد سبقتها العديد من النساء اللواتي تعرضن للعنف أو الاغتصاب تحت مظلة ما يسمى بـ”الدخلة البلدي”، وهي ممارسة يُبررها بعض الأعراف الاجتماعية وتغضّ عنها القوانين.

هذه العادة التي تُرتكب باسم “الشرف” و”التقاليد”، تترك وراءها ضحايا من النساء والفتيات يعانين من أضرار جسدية ونفسية دائمة، في حين لا يزال مرتكبوها يتمتعون بالإفلات من العقاب الكامل أو الجزئي.

 

 

 

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد