تصاعد جرائم قتل النساء في تركيا: 25 ضحية خلال شهر واحد

تُقتل النساء على يد الأزواج أو الشركاء

لا تزال جرائم قتل النساء والأطفال في تركيا تتكرّر بوتيرة مقلقة، في ظل منظومة قانونية واجتماعية تُكرّس الإفلات من العقاب وتُغذّي العنف القائم على النوع الاجتماعي. ووفقاً للتقرير الشهري الصادر عن وكالة  JINNEWS  حول حوادث العنف خلال شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2025، فقد قُتلت  25  امرأة وطفل واحد في مختلف أنحاء البلاد، فيما توفيت 8 نساء و3 أطفال في ظروف وُصفت بـ«الغامضة».

عنف ممنهج تحت حماية الصمت القضائي

يشير التقرير إلى أنّ العنف المنزلي ما زال يشكّل النسبة الأكبر من جرائم قتل النساء، إذ تُقتل العديد من الضحايا في منازلهن وعلى يد رجالٍ من الدائرة الأقرب: الأزواج أو الشركاء أو الأقارب.
هذا النمط المتكرّر من الجرائم يعكس البنية الأبوية للمجتمع التركي التي تضع النساء في موقع التبعية والخطر الدائم، في ظل غياب آليات حقيقية للحماية، وتهاون القضاء في محاسبة الجناة، مما يرسّخ ثقافة الإفلات من العقاب ويجعل القتل “جريمة متوقّعة”.

وجوه الضحايا: نساء بين الزواج والطلاق والاستقلال

بحسب معطيات التقرير، كانت الضحايا في أوضاع اجتماعية مختلفة، مما يؤكد أن العنف لا يميّز بين امرأة وأخرى:

ثماني نساء متزوجات قُتلن على يد أزواجهن، وثلاث نساء في طور الطلاق، وثلاث أخريات منفصلات عن أزواجهن، وخمس نساء مطلقات تعرّضن للقتل بعد الانفصال، وامرأتان قُتلتا على يد رجال تعرّفن إليهم مؤخرًا، إضافةً إلى أمّ لطفل قُتلت بوحشية داخل منزلها.
تُظهر هذه الحالات أنّ قرار النساء بالانفصال أو الاستقلال غالبًا ما يتحوّل إلى لحظة خطر قصوى، إذ تُواجَه المرأة بعنفٍ مضاعف عقابًا لها على “خروجها عن السيطرة الذكورية”.

العنف يشكل ظاهرة متجذّرة في البنية الثقافية

الجغرافيا الواسعة للعنف

امتدت جرائم قتل النساء في تشرين الأول على نطاق جغرافي واسع، ما يدلّ على عمق الأزمة وانتشارها البنيوي. فقد سُجّلت حالة واحدة في كلٍّ من: أدرنة، يالوفا، مانيسا، دنيزلي، جناق قلعة، أنقرة، زونغولداك، جانكيري، بولو، أضنة، سيرت، وقوجه إيلي، وحالتان في كلٍّ من قيصري ومرعش، بينما شهدت إزمير خمس جرائم قتل، وإسطنبول أربعًا.
هذا التوزيع يبرز أنّ العنف ليس محصورًا بمناطق محددة أو طبقات اجتماعية معينة، بل هو ظاهرة وطنية متجذّرة في البنية الثقافية والسياسية التي تُهمّش النساء وتبرّر معاناتهن.

نساء يواجهن بالعزيمة رغم الألم

على الرغم من تصاعد معدلات القتل والعنف، أكدت وكالة JINNEWS  أنّ النساء في تركيا وكردستان لا يزلن يواجهن هذا الواقع القاتل بالنضال والمطالبة بالعدالة والحرية.
منظمات نسوية عديدة واصلت التظاهر والمطالبة بإعادة تطبيق اتفاقية إسطنبول لحماية النساء من العنف، التي انسحبت منها الحكومة التركية عام 2021، معتبرات أنّ استمرار العنف اليوم هو نتيجة مباشرة لذلك القرار.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد