
“تأديب” يتحوّل إلى جريمة ضد طفلة في مصر: تفاصيل الاعتداء في القليوبية
تعرّضت الطفلة للضرب المبرح على يد عمّها
في جريمةٍ جديدة تُسلّط الضوء على العنف الممنهج ضد الفتيات داخل الأسر، كشفت الأجهزة الأمنية في محافظة القليوبية (مصر) عن تعرّض طفلة للضرب المبرح على يد عمّها في مدينة الخصوص، ما أدى إلى إصابتها بكسور وسحجات متفرقة في أنحاء جسدها. وتمكّنت القوى الأمنية من توقيف المعتدي، فيما باشرت النيابة العامة التحقيقات في القضية.
العائلة كمساحة للعنف لا للحماية
تعود الحادثة إلى الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني 2025، حين تقدّمت والدة الطفلة ببلاغ إلى قسم شرطة الخصوص، تتّهم فيه شقيق زوجها، وهو عامل، بالاعتداء العنيف على ابنتها أثناء إقامتها لديه، وبحسب شهادتها فقد قام المعنف بربط الطفلة ومنعها من الأكل والشرب وذلك بعد أن غضب منها لأنها “قطعت سبحة كانت في يده”.
View this post on Instagram
تبرير العنف بـ”التأديب”: جذر ثقافي يُعيد إنتاج الانتهاك
أقرّ المعنف خلال التحقيقات بأنّه ضرب الطفلة بقصد “تأديبها”، وهو تبريرٌ شائع في قضايا العنف الأسري، يعكس الشرعنة الاجتماعية لاستخدام العنف ضد الأطفال والطفلات تحت مسمّيات تربوية أو أخلاقية.
هذا النمط من السلوك لا يمكن فصله عن بنيةٍ ثقافية تضع الرجل في موقع الوصي والمتحكّم، وتُجيز له فرض السيطرة الجسدية والمعنوية على الأضعف داخل العائلة.
العنف المنزلي لا يُعالج فقط بالمحاسبة القضائية، بل يحتاج إلى سياسات وقائية تشمل التوعية الأسرية.
من التوقيف إلى العدالة الترميمية
رغم ضبط الجاني وإحالته إلى القضاء، تبقى الأسئلة معلّقة حول آليات حماية الطفلة وضمان حقها في الدعم النفسي والاجتماعي بعد ما تعرّضت له.
فالعنف المنزلي لا يُعالج فقط بالمحاسبة القضائية، بل يحتاج إلى سياسات وقائية تشمل التوعية الأسرية، وتمكين الأمهات من التبليغ دون خوف، وتأمين مراكز حماية واستقبال للناجيات القاصرات.