
تونس: وقفة تضامنية مع الناشطة سعدية مصباح والمعارضة تعلن الإضراب الجماعي عن الطعام
نظمت “حملة ضد تجريم العمل المدني والجمعيات ومنظمات المجتمع المدني” في تونس اليوم، وقفة تضامنية لدعم الناشطة سعدية مصباح، وذلك تزامنًا مع أول جلسات المحاكمة في قضيتها، تعبيرًا عن رفض الحملة لتجريم العمل المدني واستهداف الناشطين/ات، ودفاعًا عن الحق في التنظيم، والتعبير، وعمل منظمات المجتمع المدني الحر والمستقل.
أولى أيام المحاكمة
وبدأ القضاء التونسي، اليوم الاثنين 22 كانون الأول/ديسمبر الجاري، محاكمة رئيسة جمعية منامتي سعدية مصباح ونشطاء/ات الجمعية الذين/اللواتي يواجهون/ن تهماً مالية في إطار نشاط الجمعية التي تعمل على مناهضة العنصرية ومساعدة المهاجرين، إذ أحيلت مصباح مع باقي أعضاء/ت الجمعية الذين/اللواتي يحاكمون/ن في نفس القضية.
من هي سعدية مصباح
وألقت قوات الأمن التونسية القبض على رئيسة جمعية منامتي واحتجازها في السجن منذ 7 أيار/ مايو 2024 بعد التحقيق معها حول نشاط وتمويلات الجمعية، وذلك في إطار حملة الاعتقالات التي نفذتها السلطات للعاملين/ات في مجال إغاثة المهاجرين/ات، ومن بينهم/ن رئيس/ة المجلس التونسي للاجئين/ات مصطفى الجمالي ومدير مشاريع المجلس عبد الرزاق الكريمي إلى جانب أعضاء جمعية تونس أرض اللجوء.
وتنشط جمعية “منامتي” في مجال التوعية القانونية بالقانون عدد 50 لسنة 2018 المتعلّق بتجريم العنصرية وإحياء الأيام الوطنية والدولية لمناهضة العنصرية إلى جانب تنظيم ندوات ثقافية وحقوقية، وتقديم الإحاطة القانونية لضحايا التمييز العنصري وفق نظامها الأساسي.
ومن جانبه، قال المحامي فادي غالي، أحد أعضاء هيئة الدفاع عن الناشطة سعدية مصباح، إن موكلته مثلت اليوم الاثنين، أمام هيئة المحكمة لمواجهة ثلاثة تهم تتعلق بالإثراء غير الشرعي وغسيل الأموال وعدم مسك سجل محاسبي للجمعية، مؤكّداً أن عقوبة مجموع هذه التهم قد تصل إلى 20 عاماً من السجن.
إضراب جماعي عن الطعام
في سياق متصل، أعلن عدد من السجناء/ات السياسيين/ات، محامين/ات ونشطاء/ات مدنيين/ات الدخول في إضرابٍ جماعي عن الطعام، اليوم الإثنين، استجابة لنداء السجين السياسي العيّاشي الهمّامي الذي دعا إلى الإضراب عن الطعام لمدة ثلاثة أيام انطلاقاً من اليوم الاثنين وحتى الأربعاء 24 كانون الأول/ ديسمبر الجاري.
جبهة الخلاص الوطني للمعارضة
وكانت قد أعلنت جبهة الخلاص الوطني المعارضة في تونس، مساء الأحد 21 كانون الأول/ديسمبر الجاري، مشاركة عدد من أعضاء/ات هيئتها التنفيذية وأنصارها في الإضراب جماعي عن الطعام، تضامنًا مع الهمامي وجميع المعتقلين/ات السياسيين/ات وسجناء/ات الرأي.
وقالت الجبهة، في بيانها، إنها تعبر عن تضامنها مع “جميع المعتقلين/ات الذين/اللاتي حوّلوا/ن زنازينهم/ن إلى ساحات نضال ضد الاستبداد”، واحتجاجًا على ما وصفته بسياسات تجريم العمل السياسي والمدني والكلمة الحرة.
قيس سعيد وقمع الحريات
وتشهد تونس موجة من قمع الحريات منذ تعلّيق الرئيس التونسي قيس سعيّد عمل البرلمان في تموز/يوليو 2021، وعزل رئيس الوزراء، وهيمن على السلطة في البلاد مُتذرعًا بصلاحيات حالة الطوارئ، تزامن معها تضييق على حرية الرأي والتعبير واستهداف المعارضين/ات بالأحكام العسكرية.
وفي سياق متصل، اعتقلت الشرطة التونسية، السبت 29 تشرين الثاني /نوفمبر الماضي،الناشطة السياسية البارزة شيماء عيسى خلال مشاركتها في احتجاج وسط العاصمة تونس، لتنفذ حكماً بالسجن لمدة 20 عاماً صدر ضدها يوم الجمعة.
وأدانت منظمة العفو الدولية جريمة اختطاف الناشطة التونسية المعارضة شيماء عيسى خلال مشاركتها في مسيرة سلمية، معتبرةً هذا العمل استمرارًا لترهيب المدافعين والمدافعات عن الحقوق الإنسانية وتضييقا لكل الأطر للعمل السياسي والمدني في تونس.