من هي بيل هوكس التي غيرت وجه النسوية؟
بعد تاريخٍ حافلٍ بالنضال النسوي، رحلت يوم 15 كانون الأول/ ديسمبر الجاري الكاتبة النسوية الأميركية غلوريا جينز واتكينز، المعروفة باسم بيل هوكس. وعالجت بيل خلال رحلتها النضالية، في العديد من الكتب والمقالات مسألة الهوية النسوية وأسست لتاريخٍ جديد لها وغيرت وجهها للأبد، إلى أن رحلت عن عمر يناهز 69 عاماً، إثر فشل كلوي كان في مراحله الأخيرة.
استعارت غلوريا اسم بيل هوكس أي “خطاف الجرس” من جدتها لوالدتها، لأنها “اشتهرت بلسانها الخشن والجريء، الذي أعجبت به بشدة”.
ولدت بيل في 25 أيلول/سبتمبر 1952 في هوبكنزفيل، وهي بلدة صغيرة منفصلة في كنتاكي، لعائلة أميركية إفريقية من الطبقة العاملة. ترعرعت وسط عائلتها المؤلفة من ستة أطفال/طفلات، يعمل والدهم/ن كبوّاب ووالدتهم/ن كعاملة منزلية لدى إحدى العائلات أصحابها من ذوي البشرة البيضاء.
تلقت تعليمها في مدارس عامة منفصلة عنصرياً، واعتبرت أنها اختبرت في هذا المكان التعليم باعتباره ممارسة للحرية. زتحدثت عن المحن الكبيرة التي واجهتها عند الانتقال إلى مدرسة متكاملة حيث كان معظم المعلمين والطلاب من أصحاب البشرة البيضاء.
تخرجت من مدرسة هوبكنزفيل الثانوية قبل حصولها على درجة البكالوريوس في اللغة الإنكليزية من جامعة ستانفورد عام 1973، ودرجة الماجستير في اللغة الإنكليزية من جامعة ويسكونسن-ماديسون عام 1976.
بيل التي كانت قارئة نهمة، ركزت في كتاباتها على المساواة بين الجنسين، وتقاطع العرق والرأسمالية والأبوية في إنتاج وإدامة أنظمة الاضطهاد والقمع والهيمنة الطبقية.
وهي تعتبر من مؤسسات خط إنهاء مركزية النسوية وربطها بالقواعد الشعبية والهامشية، إذ أصرت على أن النضال من أجل حقوق النساء يجب أن يأخذ بعين الاعتبار التجارب المتنوعة لنساء الطبقة العاملة وصاحبات البشرة السمراء. وساعدت كتاباتها المتعددة حول الجندر والعرق في دفع النسوية إلى ما وراء رؤيتها البيضاء للطبقة الوسطى، لتشمل أصوات النساء ذوات البشرة السمراء ونساء الطبقة العاملة.
بدأت مسيرتها التدريسية عام 1976 كأستاذة لغة إنكليزية ومحاضرة أولى في الدراسات العرقية في جامعة جنوب كاليفورنيا. ونشرت أكثر من 30 كتاباً وعدداً من المقالات العلمية، كما ظهرت في أفلامٍ وثائقية وشاركت في محاضرات عامة، وتناولت فها قضايا العرق والطبقة والجنس في التعليم والفن والتاريخ والإعلام والنسوية.
وأصدرت عام 1981 كتاب “ألست امرأة؟ النساء السوداوات والنسوية”، جادلت فيه كيف دفعت، مطالبة النسوية بالتحدث نيابة عن جميع النساء، بالتجارب الفريدة لنساء الطبقة العاملة والنساء صاحبات البشرة السمراء إلى الهامش. إذ قالت إنه “حدث انخفاض في قيمة الأنوثة السوداء نتيجة للاستغلال الجنسي للنساء السوداوات أثناء العبودية التي لم تتغير خلال مئات السنين”.