“الدور الرقابي ينتهي عند باب المدرسة”.. اعتقوا أجساد النساء
أحالت السلطات المصرية 5 معلمين بينهم المعلمة آية يوسف، للنيابة الإدارية. والجريمة: المشاركة في وصلة رقص بلدي خلال رحلة إلى محافظة القاهرة! حدث ذلك بعد انتشار مقطع مصوّر يُظهر المعلمة وهي ترقص وسط زميلاتها وزملائها على سطح مركبٍ وسط النيل.
الفيديو الذي اعتبرته النيابة “خادش للحياء”، صُور ونُشر على مواقع التواصل الاجتماعي من دون إذن المعلمة الحاصلة على لقب “المعلمة المثالية”، في شكلٍ يعتبر انتهاكاً صارخاً لخصوصيات الناس بشكلٍ عام، والنساء خصوصاً، بالإضافة إلى كونه جريمة قانونية يجب المحاسبة عليها واعتداء على حق الغير.
إلا أن السلطات، وفق بعض الناشطات والناشطين، “بدلاً من أن تتحرك لتطبيق نصوص القانون المصري ومعاقبة الشخص الذي قام بتصوير الفيديو وتداوله على منصات التواصل، لاحقت المعلمة التي تعرضت لأزمةٍ نفسية بسبب تداعيات الحادثة”.
في غضون ذلك، لم يغب عن الأزهر التصويب نحو ممارسة سلطة الوصاية الذكورية على النساء. إذ اعتبر أن “رقص المعلمين تصرف مهين لمهنتهم/ن وغير مقبول”. وتجاوز الوصاية نحو التنظير على خيارات النساء وحيواتهن الشخصية، معتبراً أنه “كان الأجدى بهم/ن أن يقوموا بالقراءة أو المذاكرة أو القيام بما هو مفيد”.
وسط تلك المزايدات والتنظيرات المألوفة، تضامن ناشطون وناشطات عبر مواقع التواصل مع المعلمة. وعبرن/وا عن أسفهن/م من هذا التمادي في انتهاك الحريات الشخصية. وأكدن/وا أن “معايير العمل يتم تطبيقها في حدود مكان العمل فقط، أما خارجها فكل شخص يتعامل بالطريقة التي تناسبه، طالما أنه لا يتسبب بأي ضررٍ أو أذى لأي شخص آخر”.
من ناحيتها، تضامنت وكيلة مدرسة وهي المعلمة هويدا فريد، مع “المعلمة المثالية” من خلال نشر صورها أثناء رقصها في زفاف ابنها. وعلّقت: “الدور الرقابي للوزارة على المعلم/ة أو على الموظف/ة عموماً ينتهي عند البوابة الخارجية للمؤسسة، إلا إذا كان/ت في مهمةٍ رسميةٍ خاصة بالعمل ويمثل/تمثل المؤسسة أو المنظمة التابع/ة لها تمثيل خارجي”.
وتابعت: “أما إذا كان الحدث يخص صاحبه/صاحبته ويخص حياته/ا الخاصة مع أسرته/ا أو أصدقاؤه/ا أو أياً كان، ليس لأحد سلطة عليه/ا”.
وأثارت الواقعة جدلاً كبيراً في الشارع المصري، بعد أن تسبب ناشر الفيديو بالأذى المباشر للمعلمة، على الصعيدين الشخصي والمهني. وأعلنت المعلمة عن تركها لوظيفتها، بعد اختراق خصوصياتها والتعدي على حريتها الشخصية.