“ليس سهلاً أن نولد نساء”.. المرأة بعيون المرأة في معرض “هُنّ”
لأنهُنّ الفن، والروح التي تنفث في رحم الأعمال الفنية الصامتة، كان معرض “هُنّ” شاهداً على المرأة بعيون المرأة.
“هُنّ” اللاتي يقلبن الرمادي قوس قزحٍ من الحياة، ويرصّعن صمت اللون بثورة المعاني. وهُنّ يبعثن من جسد الفنون حباً وسكينةً وثورةً لا تهدأ.
تحت عنوان “هُنّ”، وبشعار “النساء بأعين الفنانات/ين المحليات/ين”، نظّمت الفنانتين التشكيليتين آية أبو هوّاش ورنين الحمصي بالشراكة مع مجمع ABC التجاري ومنظمة Fe-Male معرضاً فنياً بمناسبة بيوم المرأة العالمي.
ويستعرض المعرض رحلة المرأة من خلال اللوحات والرسومات والمنحوتات والصور والفيديو وغيرها.
بحضورٍ فنيٍ وإعلاميٍّ وشعبيٍ حاشد، افتُتح المعرض في 8 آذار/ مارس الجاري، في منطقة فردان في بيروت. ويستضيف على مدار 3 أشهرٍ عدداً من الفعاليات المتعلقة بحقوق النساء.
ويشترك في فعالياته 62 فنانةً/اً تشكيلياً/ةً، لبنانية/اً وعالميةً/اً، يجسّدن/وا من خلال أعمالهن/م الفنية صيرورة حياة النساء. في مناسبةٍ، اعتبرت منظمة “فيمايل” أنها “دعوةً للاحتفاء بالنساء في عالم الفن، وللدخول إلى عالم النساء من خلاله”.
رنين الحمصي: “ليس سهلاً أن نولد نساءً”
من ناحيتها، لفتت الفنانة التشكيلية رنين الحمصي إلى أن “المراد من الفعالية الثقافية الفنية هو إظهار المرأة بعيون المرأة”.
وأشارت إلى أن “44 من أصل 62 فنان/ة شاركوا/ن في المعرض هنّ نساء”. وأكدت أنه “لا يخلو الأمر من أن نرى نظرة الرجل للمرأة، من خلال مشاركة عددٍ من الرجال، بهدف تقديم المرأة من منظور مختلف”.
وتحدّثت رنين عن مضمون الأعمال الفنية المختلفة التي تضمنت “صوراً، وفيديوهات، ورسومات زيتية أو رسومات على الورق، ومنحوتات، سيراميك”. إذ نوّهت إلى أن “كل تلك الأعمال تضمنت معانٍ تمحورت حول العلاقة بين المرأة والأرض”.
وأشارت إلى أن “بعض الفنانات/ين يمثلن/ون أنفسهن/م وأحاسيسهن/م أو الاختبارات التي عايشنها/وها من خلال لعمل الفني المشارِك”.
وأوضحت أن “بعضهن/م جسدن/وا المرأة من منظار خارجي، وبعضهن/م عكسن/وا دورها في المجتمع أو المنزل أو في الحياة العامة وعدة مجالات”.
المرأة في الأعمال الفنية.. “إمّا نظرة جنسية أو ضحية”
وحول أدوار النساء التي صوّرتها الأعمال الفنية، أضافت: “جربنا أن نتطرق إلى كل المواضيع والقضايا التى تتعلق بالمرأة، من الأمومة إلى العقم، والمواضيع السياسية، وإيجابية الجسد، والصور الفوتوغرافية”.
وكشفت أن “الفنانات/ين المشاركات/ين لدينا كنّ/كانوا من مختلف الأعمار والمستويات الفنية، من المبتدئين للناشئين للمرحلة المهنية المتوسطة”.
وتطرّقت الحمصي إلى دور المرأة في الفن، إذ اعتبرت أنه “عادةً ما يغيَّب دورها، ويتم تظهيرها بنظرة جنسية في أغلب الأوقات، أو كضحية في أوقاتٍ أخرى”.
لذلك، أراد المعرض، بحسب رنين، أن “تتحدث المرأة عن نفسها، وأن تصوّر نفسها كما هي بعيونها”.
إلا أنه “لا يستغن الأمر تجسيد المشاكل التي تواجههن، ولكننا حرصنا على عدم التركيز على هذا الجانب”، وفق الفنانة الشابة.
وفي رسالةٍ خصّتها للنساء في يوم المرأة العالمي، قالت: “ليس سهلاً أن يخلق الإنسان إمرأة في العالم العربي تحديداً”.
ودعت كل النساء أن “يحلمن ويطمحن، ويحاولن، ولا يخفن من مطاردتن أحلامهن، وبفضل سعيهن سيحققنها”.
آية أبو هوّاش: حصة النساء في المعارض الفنية أقل نسبياً من حصة الرجال
من جهتها، رأت الفنانة التشكيلية آية أبو هواش أنه “يتم الإضاءة على الفنانين الرجال أكبر من الإضاءة على الفنانات”. واعتبرت أن “هذا الأمر قد يؤدي إلى غياب حضورها في الساحات الفنية، إلا أنها عملياً ليست غائبة”.
ولفتت إلى أن “المرأة موجودة في الفن، إلا أن حصتها في المعارض العالمية عادةً ما تكون أقل نسبياً من الرجال”.
وكشفت أن “هدف المعرض بالدرجة الأولى هو السرد القصصي لصيرورة حياة النساء، وتجسيدهن بطريقة شفافة وعفوية”.
من ناحية ثانية، وجدت أن “المعرض هو فرصة لخلق القوة الداعمة للنساء، بالإضافة إلى تعزيز التواصل الصحيح”.
وقالت إنه “في الأوقات الصعبة، هناك تواصل مغلوط وعنيف بين الناس”. ورأت أن “التواصل الإيجابي يتحقق من خلال الفن، إذ من الممكن أن يكون أكثر إنسانية وشفافية”.
كما توجّهت إلى النساء لتحفيزهنّ على “اختيار الطريقة التي يرين أنها تمثّلهنّ”.
واعتبرت أن “الفن هو أجمل الطرق للتواصل مع المجتمع”. وأضافت: “لا تتوقفي عن إخبار قصتك أو التواصل من خلال أي طريقة تعبر عنك”.