تزويج الطفلات يحصد ضحية جديدة .. انتحار القاصر ضياء الغول
انتحار ضياء الغول (14 عاماً)
أقدمت الطفلة اللبنانية ضياء محمود الغول (14 عاماً)، من قضاء الضنية في محافظة الشمال، على الانتحار في بلدتها قرحيا، في 22 حزيران/ يونيو الجاري.
ونُقلت لاحقاً إلى مستشفى قيصر معوض في زغرتا للمعالجة، إلا أنها فارقت الحياة، متأثرةً بجراحها.
روايتان متضاربتان
وتداولت مصادر صحفية أن الفتاة تعرضت لضغوط عائلية، بهدف حثّها على الزواج من شخصٍ لا تريده.
في حين أشار مختار بلدتها علي حمو، في اتصالٍ مع “شريكة ولكن”، إلى أن “الفتاة انتحرت بسبب رفض أهلها الزواج من شخصٍ تحبه”.
لا شك في أن تضارب الروايتين، الذي يحمل تخوّفاً من تحوير القضية أو محاولة تذنيب الضحية، يضع على عاتق القوى الأمنية مسؤوليةً للتحقق من الرواية الصحيحة، ومعاقبة المسؤول عن المتسبّب بوفاة ضياء.
ولمّا كانت قوانين الأحوال الشخصية الطائفية في لبنان تسمح بغالبيتها بإجراء عقد زواج للطفلات/الأطفال، لن تتوقّف مخاطر هذه الظاهرة عن الفتك بصحتهن/م وحيواتهن/م.
تفاقم الأزمات خلق ذرائع لتزويج الطفلات
ومع تزايد الأزمات اللبنانية، ارتفعت نسبة تزويج الطفلات، ومعها عدد اللواتي يعانين من سوء المعاملة والعنف والاستغلال بشكلٍ هائل.
ويرى الخبراء والخبيرات أن الأزمات الاقتصادية والصحية والاجتماعية والسياسية والبيئية، خلقت ذرائع جديدة لهذه الممارسة، وزادت من انتشارها، وفاقمت خطورتها.
وعلى الرغم من انتشار المبادرات الحقوقية الهادفة إلى إيقاف هذه الجريمة، إلا أنه لا يمكن الاكتفاء بها في ظلّ افتقاد قانون مدني ينظم الأحوال الشخصية للمواطنات/ين.
وتقدّم بعض الجمعيات الناشطة ضد استغلال الطفلات/الأطفال والمناهضة لتزويجهن/م، خدمات قد تعطي أملاً في إنقاذ فتيات كثيرات من جريمة التزويج المبكر وعواقبها الوخيمة. كما تساعد الفتيات وعائلاتهن في التصدي لهذه الآفة.