الحب هو القانون الآن… إقرار قانون أسري جديد في استفتاء شعبي تاريخي
وافق الشعب الكوبي في 25 أيلول/سبتمبر، على قانون الأسرة التقدمي الجديد بغالبية ساحقة في استفتاء شعبي ووطني تاريخي.
وفي صباح 26 أيلول/سبتمبر، أفادت رئيسة المجلس الانتخابي الوطني (CEN) ألينا بالسييرو، أنه بعد احتساب الأصوات، التي وصلت إلى 94.25%، قرر الكوبيون والكوبيات، بنسبة 66.87%، المصادقة على تنفيذ قانون الأسرة الجديد، الذي كُتب بالتشاور مع عامة الناس.
وهكذا، صوّت نحو ثلثي السكان للموافقة على الإصلاحات في القانون الجديد، الذي يعطي النساء الحق في الحمل البديل، والكويريين/ات الحق في تبني الأطفال والطفلات.
ووصف قانون الأسرة الجديد بأنه “أكثر القوانين شمولية، وتقدّمية، وثورية في العالم.
إذ يشرّع الزواج المتساوي، وحقوق التبني المتساوية، بغض النظر عن التوجه الجنسي.
ويعترف بحقوق الأمهات البديلات أي بالحمل البديل، ويعترف بعمل النساء في الأسرة أي العمل الرعائي، وبدور الجدات والأجداد في العائلة.
احتفال وطني
بعد إعلان النتائج الأولية، احتفل آلاف الكوبيين/ات على شبكات التواصل الاجتماعي بالتصديق على القانون الجديد.
وانتشرت عبارات على واتساب وتويتر وإنستغرام وفيسبوك، مثل:
“الحب هو قانونٌ بالفعل”، “انتصر الحب والاحترام والوحدة”، “صوّت الكوبيون/ات بكل قلوبهم/ن لصالح الوحدة والاشتراكية والثورة”.
كما احتفل الرئيس ميغيل دياز كانيل بالنتائج. وغرد قائلاً إن “الموافقة على قانون الأسرة الجديد يحقق العدالة. ويسدّد دَيناً لعدة أجيال من الرجال والنساء الكوبيين/ات، الذين/اللواتي تنتظر مشاريعهم/ن العائلية هذا القانون منذ سنوات. من اليوم سنكون أمة أفضل “.
كما غرد الرئيس بصورة ارفقها بعبارة: “الحب هو القانون الآن”.
ما الذي يجعل قانون الأسرة الكوبي الجديد الأكثر تقدماً في العالم؟
يسن القانون الجديد تقدمًا كاسحاً في حقوق النساء والكويريين والكويريات، والأطفال والطفلات، وكبار السن، والأشخاص ذوي/ذوات الإعاقة.
كما يضمن حق جميع الأشخاص في تكوين أسرة من دون تمييز، ويضفي شرعيةً على الزواج من الجنس نفسه، والسماح للأزواج من نفس الجنس بتبني الأطفال والطفلات.
وسيجري بموجب القانون تقاسم حقوق الوالدين بين الهياكل الأسرية الممتدة وغير التقليدية، التي يمكن أن تشمل الأجداد والجدات، وزوجة الأب، والأمهات، والأمهات البديلات.
ويضيف أيضاً مستجدات، مثل اتفاقيات ما قبل الزواج، والمساعدة على الإنجاب.
ويشجع التوزيع المتساوي للمسؤوليات المنزلية بين الرجال والنساء.
كما ينص على الحق في حياة أسرية خالية من العنف. وحياة تقدّر الحب والمودة والتضامن والمسؤولية.
ويقونن عقوبات العنف الأسري، ويعزز السياسات الشاملة للتصدي للعنف القائم على النوع الاجتماعي.
ويحظر القانون زواج الأطفال والطفلات والعقوبة الجسدية. وينص على أن الوالدين يتحملان “المسؤولية” بدلاً من “الوصاية” على الأطفال والطفلات.
وسيُطلب منهن/م “احترام كرامة الأطفال والطفلات، والمراهقين/ات، وسلامتهم/ن الجسدية والعقلية”.
كما يؤكد أنه يجب على الآباء والأمهات منح الأبناء والبنات الناضجين/ات مزيداً من الكلام في حياتهم/ن.
ويوسع القانون الجديد أيضاً حقوق كبار السن، والأشخاص ذوي/ذوات الإعاقة.
لحظة كبيرة لكوبا
يعد هذا الاستفتاء لحظة كبيرة لكوبا، التي شهدت اضطهاد الكويريين والكويريات، وإرسالهم/ن إلى معسكرات العمل في الستينيات والسبعينيات.
وعلى الرغم من إقرار التعديل الجديد، شهد القانون معارضةً كبيرة بين الجماعات الدينية، والمحافظين.
شمل القانون وثيقة من 100 صفحة، مرت بأكثر من 20 مسودة، وساعات من النقاش في اجتماعات على مستوى المجتمع المحلي.
وقد دعمت حكومة كوبا تغيير القانون، ودشّنت حملةَ وطنية لحثت الناس على الموافقة عليه.