الناشطة المصرية سناء سيف تناضل للافراج عن شقيقها.. “القاهرة لن تكون آمنة مرة أخرى”
أعلنت الناشطة المصرية سناء سيف، في 18 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، عن اعتصامٍ بدأته من أمام وزارة الخارجية في لندن.
والهدف من هذا الاعتصام في لندن، المطالبة بإطلاق سراح شقيقها علاء عبد الفتاح من سجون السلطات المصرية.
وطالبت سناء بـ”حياة طبيعيةٍ لعائلتها، وأن يكون علاء بينهن/م بعيداً عن أذية السيسي وبلطجيته”.
وقالت عن دعوتها للاعتصام والتظاهر إنها تأتي “للمطالبة بالإفراج عن شقيقنا المحبوس منذ أكثر من 3 سنوات، ومضرب عن الطعام بشكلٍ جزئي منذ مئتين ويوم”.
وأشارت مصادر صحفية إلى أنه “في 16 آب/أغسطس 2022، أبلغ علاء شقيقته سناء، خلال زيارته في مجمع سجون وادي النطرون بـ4 مطالب له. لافتاً إلى احتمالية تصعيد إضرابه عن الطعام ليصبح كلياً”.
وذكرت أن المطالب هي “الإفراج عن كل المحتجزين/ات داخل مقرات الأمن الوطني، الإفراج عن كل الذين/اللواتي تخطوا/ين مدة الحبس الاحتياطي، وهي 18 شهراً لقضايا الجنح، و24 شهراً لقضايا الجنايات”.
وأضافت إلى المطالب: “الإفراج عن كل الذين/الللواتي صدر ضدهم/ن أحكام بإجراءات تقاضي غير دستورية (وفقاً للدستور الجديد)، كالحبس في قضايا النشر، ومحاكم أمن دولة طوارئ، وعفو ثلث المدة عن كل المحكوم عليهن/م في قضايا لا يوجد فيها مجني عليه/ا”.
سناء سيف: “من زنزانتي كنت أرى الناس يتعرضن/ون للتعذيب”
سبق أن تعرضت سناء (28 عاماً) للاعتقال التعسفي عدة مرات، في مصر، على خلفية نشاطها في قضايا حقوق الإنسان.
إضافة إلى مشاركتها في الاحتجاجات والتظاهرات، قبل أن تنتقل إلى لندن.
ونشرت صحيفة الغارديان البريطانية مقابلة مع سناء تحت عنوان: “من زنزانتي كنت أرى الناس يتعرضن/ون للتعذيب: سناء سيف تهرب من مصر وتكافح لإطلاق سراح شقيقها”.
وأوضحت الصحيفة أن “قرار مغادرة سناء للقاهرة لم يكن سهلاً عليها، رغم فترات السجن الطويلة، والضرب الوحشي، والتهديدات من نظام عبد الفتاح السيسي”.
وأكدت أن هذا القرار “لم يتضمن فقط وداع العائلة والأصدقاء/الصديقات، إنما أيضاً مغادرة البلاد المسجون فيها شقيقها علاء، المضرب عن الطعام بشكلٍ جزئي من أجل حريته”.
واستذكرت سناء، خلال المقابلة، حين كانت في السجن وكانت تقابلها زنازين النساء اللاتي يواجهن عقوبة الإعدام.
كما لفتت إلى أنه “كان علي تقبُّل أنني سأكون معهن مستقبلاً، فهذا ما تم تهديدي به من قبل السلطات”.
وأضافت: “ربما أكون ساذجة لأنني لم أدرك ذلك سابقاً، لكن القاهرة لن تكون آمنة مرة أخرى”.
وتطرقت إلى أساليب الاستجواب المهينة، والتعذيب داخل السجون المصرية.
فأشارت إلى أنها كانت “تسمع وترى أشخاصاً يتعرضن/ون للتعذيب، والضرب، والشتم، أثناء الاستجواب، كما سمعت صراخاً من تعرض بعضهم/ن للصعق بالكهرباء”، بحسب الغارديان.
وأكدت أن “الضباط كانوا يعذبون السجينات أمامها، ليؤثروا عليها نفسياً”.
وعن اعتقالها، قالت إنه “حتى يومنا هذا لم يتم تقديم أي دليل على جريمتي المفترضة، وهو ما يجعلني لا أستوعب معانتي ومعاناة أخي”.
عائلة سناء سيف .. تاريخ من النضال
اشتهرت عائلة سناء سيف، أصغر أفراد الأسرة بـ”معارضتها للديكتاتوريات”.
وهذه ليست المرة الأولى التي يفصل فيها السجن بين أفراد هذه العائلة، على خلفية آرائهن/م السياسية.
من الوالد أحمد سيف الإسلام، الذي سبق أن اعتُقل أكثر من مرة، في عهد السادات وفي عهد مبارك.
ووالدتهن/م، الدكتورة ليلى سويف، التي عملت على تعزيز الحريات الأكاديمية في مصر.
والشقيقة الكبرى منى، الباحثة والناشطة السياسية، التي شاركت في تأسيس حركة مصرية ضد المحاكمات العسكرية للمدنيين.
أما الناشط علاء عبد الفتاح، الأخ الأكبر، فأمضى في السجن 5 سنوات من عام 2014 إلى 2019، بسبب مشاركته في تظاهرة ضد المحاكمات العسكرية، بعد تولي الجيش السلطة عام 2013.
وحُكم عليه مؤخراً بالسجن لمدة 5 سنوات بتهمة “بث ونشر، وإذاعة أخبار، وبيانات كاذبة”، بعد سنتين من الاعتقال التعسفي من دون محاكمة.