شهادات تخرج إلى العلن من إحدى الجامعات .. من يحاسب المتحرشين؟
بشجاعةٍ كبيرة، تتوالى شهادات فضح النساء والفتيات للمتحرشين والمعتدين على مساحاتهن الخاصة.
واليوم، نضع بين أيديكن/م ما وصلنا أمس من شهادتين لطالبتين في إحدى الجامعات.
هذه الشهادات تحكي عن تعرضهما للتحرّش اللفظي والغرضية الجنسية، على يد طالب آخر.
وقالت الناجيات إنه “يتحرّش بالطالبات لفظياً، ويعرّضهن للمضايقات والإحراج”.
الشهادة الأولى .. “ما مدى انفتاحك على فكرة علاقات الصداقة مع امتيازات؟”
أنا طالبة حقوق تعرّضت شخصياً للتحرش اللفظي والجسدي، وهذه هي شهادتي:
منذ نحو شهر، حاصرني شاب جسدياً في حرم الجامعة.
وقبل نحو أسبوعٍ من الحادثة، طلب مني أن “أتسكّع” معه بين الحصص لتناول القهوة.
وكان ذلك مقبولاً مني لأنني اعتقدت أن هذا الأمر يحصل بين الأصدقاء والصديقات والزملاء والزميلات في الجامعة، ولأنني اعتبرت أنه طلب غير مؤذٍ.
ليتضح لي لاحقاً، عند ملاقاته أنه يريد فتح محادثة هدفها التطرق إلى “مدى انفتاحه الذهني”، وسؤالي إذا كنت “نشطة جنسياً في حياتي الرومانسية!”.
وحين حاولت تجنب الإجابة على الأسئلة، التي كانت انتهاكاً خطيراً لحياتي الخاصة، أصر على أن أجيب، وأن “أتوقف عن الهروب من أسئلته”.
وبعد أن تحول الوضع وأصبح غير مريح ومزعج للغاية، ذهبت بغضب إلى الحمام للتفكير في كيفية المغادرة، وأرسلت رسالةً نصيةً إلى صديقتي طلباً للمساعدة.
واصل المتحرّش أثناء محاصرتي وإحراجي، من ضمن استعراضاته المتنوعة من الانتهاكات المباشرة والمضايقات المغلّفة بالمجاملة، التحديق في فخذاي طوال الوقت.
كما أصر على أسئلته حول حياتي الجنسية و”مدى انفتاحي على فكرة علاقات الصداقة مع امتيازات”.
هل ستخرج المزيد من الشهادات؟
وقالت: “شاب محتال ومتحرّش، يجب أن يحاسب على مضايقاته اللفظية والجسدية المستمرة ضد الطالبات في الجامعة”.
وأضافت: “آمل أن تشجع شهادتي هذه، غيري من الطالبات اللواتي تعرّضن للتحرش، على الخروج بشهاداتهن، لأن فضح جميع المتحرشين واجبٌ علينا”.
الشهادة الثانية .. “أنا بعرف إنك عم تحكي عن ثيابي الداخلية!”
أنا طالبة في السنة الثالثة اختصاص قانون، وهذه شهادتي:
“تعرضت خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر 2022 للتحرش اللفظي وإلى جنسنتي، من قبل أحد الطلاب.
كنت قد تواصلت معه في اليوم السابق، ودعوته إلى تناول القهوة لتسوية سوء تفاهم حدث بيننا سابقاً، لتوضيح الصورة، والحفاظ على العلاقات المدنية مع زميلي في الفصل.
بمجرد أن ركبت سيارته بدأت أشعر بعدم الارتياح، لأن كل محادثاته ركزت على حياتي الخاصة وممارستي الجنسية و”مدى انفتاحي”!
سألني خلال لقائنا تحديداً إن كنت أحظى بأنظار واهتمام الشباب، بسبب طريقة لباسي، بينما كان يؤكد لي أنني “جريئة بلبسي”.
كما أشاد بي لكوني “منفتحة جداً، أو كتير open minded”، ثم سألني: “إلى أي درجة أنتِ منفتحة؟ يعني لوين ممكن يوصل هل انفتاح؟”.
بعد محاولاتي العديدة لتغيير الحديث، الذي كان يركز فيه على حياتي الجنسية، وما إذا كنت نشطة جنسياً أو لا، أوضح لي ما يقصده بشكلٍ مباشر.
فقال: “مثلاً أنا بعمل سكس (أمارس الجنس)، وأنا مرة دفعت لحدن أعمل معها سكس، أي دفع المال لقاء خدماتٍ جنسية”.
قبل أن نصل إلى الوجهة المحددة، بدأ يمدح نفسه، وزعم بفخر أنه شخص “صادق للغاية” ومباشر.
ثم أخبرني بعدها ماذا يحكي عني الزملاء في الصف: “أول ما تفوتي على الصف كل حدا بصير يتطلع ويقول إجت”، بينما كان يفرك كفه على صدره ويبتسم!
في البداية، قلت له إنني لم أفهم وسألته عما يقصده، فضحك واستمر في فرك صدره أكثر، بينما كان يحدق في صدري ويقول “انت بتعرفي شو قصدي”.
وعندما قلت له إنني لا أعرف ماذا يقصد، ضحك وقال “خلص إنسي”.
بعد ذلك فهمت ما قصده، وقلت له: “أنا بعرف إنك عم تحكي عن ثيابي الداخلية”، فأجاب: “إيه”.
دعوة لمشاركة شهادات .. هناك أخريات لم يوافقن بعد على فضحه
وأكملت شهادتها بتوصيف المعتدي: “هو متحرّش ومعتدي ويمشي بيننا بكل حرية، ومستمر في تحرشه وتعدياته حتى يومنا هذا، ضد طالبات أخريات لم يوافقن بعد على فضحه.
وأنا من خلال هذه الشهادة، أشجع كل من واجهت تجربةً مزعجةً وخطيرة مماثلة من هذا المعتدي، وجميع الناجيات من مضايقاته، إلى التقدم بشكوى ضده، ومشاركتها علناً.