“النقيب” ناضر كسبار يضرب من جديد!
عدسة ذكورية في معالجة قضايا الاعتداءات الجسدية والجنسية
أطل علينا نقيب المحاميين/ات ناضر كسبار من جديد بتصريحٍ يعزز الثقافة الأبوية. أعاد من خلاله تسويق السلوكيات من منظارٍ تنميطيٍّ معززٍ للتمييز الجندري.
فخلال ندوة نظّمتها لجنة تحديث الأحوال الشخصية في النقابة، في 30 آذار/ مارس الجاري، حملت عنوان “إشكالية العنف الأسري بين الواقع والقانون”، أدلى “النقيب” -المفترض وجوده في موقع مسؤوليةٍ حقوقية- بتصريحاتٍ تعيد انتاج المفاهيم الذكورية.
مفاهيم ظاهرها يدّعي الموضوعية، وباطنها يوطّن النساء والفتيات على الصمت، ويمنعهن عن البوح في حال تعرّضهن لاعتداءٍ جسدي أو جنسي.
View this post on Instagram
السردية الذكورية
إذ تخوّف “النقيب” من ما اعتبره “إعطاء أفراد العائلة مبرّرات للتعسف بعد أن كبرت مخيّلة البعض في تدبير المكائد”. وقصد بها ادّعاء النساء والفتيات “كذباً” بالتعرّض للعنف الأسري.
وعلى الرغم من إشارته إلى خطورة “مسألة العنف الأسري في العلاقة بين أفراد العائلة الواحدة”، ألمح إلى ما اعتبره “سلبطة” أي “مكر من النساء والفتيات، عن طريق “الادعاء بالتعرّض للضرب أو للركل أو للدفش، أو من خلال طعن أنفسهن وضرب رأوسهن بالحائط، ومن ثم القول إنهن تعرضن للضرب”.
وتبنّى كسبار السردية الذكورية في معالجة قضايا الاعتداءات الجسدية والجنسية ضد النساء والفتيات.
وحملت تصريحاته تشكيكات مباشرة بالضحايا/ الناجيات. فلم تنحصر باللوم، بل تعدّته إلى الاتهام المباشر بـ”التجني” و”الاستفادة المادية” عبر استخدام قضايا العنف الأسري.
إذ قال: “تأتينا الشكاوى بأن الأب تحرش بإبنته. كل ذلك بقصد الأذى والإستفادة من هذه الادعاءات الكاذبة، لتنال النساء مكاسب ومبالغ لم تكن لتنالها لو اكتفت بعرض وقائع علاقة عادية مع زوجها”.
وادعى أن سرديته تندرج في إطار “مقاربة القضية بحذرٍ شديدٍ، وعدم إفساح المجال أمام التعسف في استخدام الحقوق”، ضارباً بعرض الحائط ما قد ينتج عنها من وصمٍ وإسكاتٍ مضاعف للناجيات.
تكذيب الناجيات
وثقافة لوم الضحايا/الناجيات أو تكذيبهن هي نفسها التي تمنع النساء والفتيات من البوح أو اللجوء إلى القضاء في حال تعرّضهن للاعتداء الجسدي أو الجنسي من أحد أفراد عائلتهن.
وهذه الخطابات المستهينة بالعنف الأسري ومدى انتشاره، والتي تصوّر فضحه على أنه “مكائد” وتكذًب الناجيات منه، لا تعدو كونها عملية ممنهجة، تساهم إلى جانب القوانين التمييزية، بالتطبيع مع إسكات النساء ووصمهن وبالتالي زيادة العنف ضدهن.
وللنقيب ناضر كسبار تصريحاتٍ سابقة تصبّ في خانة إعادة النساء إلى بيت طاعة الأعراف. بالإضافة إلى وصم كل من تتجرأ على كسر الصمت، والقفز فوق التنميط الجندري.
فخلال كلمةٍ ألقاها، حول العنف ضد النساء في نقابة المحامين/ات في بيروت، انطلق كسبار من معايير ذكورية لتنميط السلوكيات الشخصية.
واعتبر أنه “لا يجب أن تتعدى المرأة على صفات الرجولة، فتصبح مسترجلة. ولا الرجل على صفات المرأة فيصبح مخنثاً”.
نمطيةٌ لا تحقّق إلا إعادة النساء إلى بيت طاعة الأعراف، التي فنّدت للنساء والرجال أدوارهن/م. حتى لا “تصبح النساء مسترجلة، والرجال مخنثة”، بحسب بيان نقابة الصحافة!
كما استحضر حينها ورقة حماية الرجال، في محضر الحديث عن حماية النساء من العنف الأسري.
إذ تخوّف من “التعسف في استعمال الحق، فتدّعي النساء أنهن يتعرّضن للعنف، في حين أن هذا الأمر ليس صحيحاً”.
View this post on Instagram