أكثر من 4.5 مليون امرأة من الأمهات وأطفالهن يموتون سنويًا أثناء الحمل أو الولادة
أصدرت منظمة الصحة العالمية، خلال مؤتمر عالميّ في كيب كاون بجنوب إفريقيا، تقريرًا بعنوان “تحسين صحة الأمهات والوليد/ات والبقاء على قيد الحياة وتقليل حالات الإملاص أي موت الأجنّة”.
يشير إلى أن أكثر من4.5 مليون امرأة من الأمهات، وطفل/ة، يمتن/ يموتون سنويًا أثناء الحمل أو الولادة، أو الأسابيع الأولى بعدها.
أي بمعدل وفاة واحدة كل 7ثوانٍ، وذلك نتيجةً لأسباب يمكن الوقاية منها، أو علاجها إذا ما توفّرت الرعاية المناسبة.
وأظهر التقرير أن إحراز التقدّم في خطة تحسين البقاء على قيد الحياة للأم والطفل، قد تعثّر منذ عام 2015. إذ تحدث
نحو 290 ألف حالة وفاة بين الأمهات كل عام، و1.9 مليون حالة لوفاة الأجنة – الذين يموتون بعد 28 أسبوعا من
الحمل و 2.3 مليون حالة وفاة بين الأطفال حديثي الولادة خلال الشهر الأول من العمر.
وضع نهج تحويلي قائم على مراعاة النوع الاجتماعي هو ضرورة ملحّة:
وقالت مديرة القسم الفني في صندوق الأمم المتحدة للسكّان، الدكتورة جوليتا أونابانجو أن ” وفاة أيّة امرأة أو فتاة
صغيرة أثناء الحمل أو الولادة، هو انتهاك خطير لحقوق الإنسان الخاصة بهنّ. كما أنه يعكس الحاجة الملحّة لتوسيع
نطاق الوصول إلى خدمات الصحة الجنسية والإنجابية الجيدة، كجزء من التغطية الصحية الشاملة والرعاية الصحية
الأولية، لا سيما في المجتمعات التي شهدت فيها معدلات وفيات الأمهات ركودًا، أو حتى ارتفعت خلال السنوات
الأخيرة”.
حيث أفاد أقلّ من ثلث البلدان عن وجود وحدات لرعاية الأطفال الخدّج (حديثي الولادة)، كما أن أقلّ من 60% من النساء يتلقينَ 4 فحوصات خلال فترة ما قبل الولادة من أصل 8 توصي بها منظمة الصحة العالمية.
%60 فقط من النساء اللواتي تتراوح أعمارهنّ بين 15 و 49 عامًا يتّخذن قرارتهنّ بأنفسهنّ فيما يتعلّق بصحتهنّ وحقوقهنّ الجنسية والإنجابية.
للجائحة العالمية أثر مضاعف على النساء الحوامل، أو الأمهات وأطفالهنّ:
كما لفت التقرير، إلى آثار جائحة كوفيد 19 على النظم الصحية، فمن بين 100 دولة شملها الاستطلاع كان هنالك
دولة واحدة فقط من كل 10 دول، خصصت تمويلًا كافيًا لتنفيذ خططها في مجال رعاية الأمومة والولادة.
ويأتي ذلك نتيجة للضغط الذي خلّفته جائحة كورونا على النظم الصحية. وقد علّق أنشو بانيرجي المسؤول بالصحة
العالمية قائلًا “لا تزال النساء الحوامل والأطفال الخدّج يموتون بمعدلات عالية بشكل غير مقبول في جميع أنحاء العالم”.
وهو ما يُظهر اعتبار الصحّة الإنجابية للنساء، وطفلاتهنّ/ أطفالهنّ أمرًا ثانويًا لا يتمّ إدراجه كأولويّة ضمن موازنات الدول االسنوية، أو خططها للرعاية الصحية.
الحصول على الرعاية الصحية الملائمة سينقذ حياة النساء وطفلاتهنّ/أطفالهنّ:
وأشارت أحدث بيانات المنظمة أن 60% فقط من النساء اللواتي تتراوح أعمارهنّ بين 15 و 49 عامًا يتّخذن قرارتهنّ بأنفسهنّ فيما يتعلّق بصحتهنّ وحقوقهنّ الجنسية والإنجابية.
فشدّد التقرير على ضرورة مساعدة النساء الأكثر فقرًا، ومن يعشن تحت ظروف هشّة اقتصاديًا عبر تدخلات عدّة منها:
حصول النساء والأطفال على رعاية صحية جيدة وبأسعار معقولة أثناء الحمل، وخلال الولادة ، وبعدها.
وجود مزيد من العاملات/ين الكفؤات/ين في مجال الرعاية الصحية، بالإضافة إلى ضرورة تأمين الأدوية، والإمدادات
الأخرى كمياه الشرب النظيفة والكهرباء الجيدة.
لأنه واستنادًا إلى التوجّهات الحالية لهذه الدول، لن تتمكّن أكثر من 60 دولة من تحقيق أهداف الحدّ من وفيات
الأمهات وطفلاتهنّ/أطفالهنّ بحلول عام 2030.