النزاع المسلّح مستمرٌ باستهداف المدنيّات/المدنيّين في السودان.. مقتل 3 نساء في منازلهن
يحصد الصراع المسلّح في السودان الأرواح يوميًا، حتى تحوّلت الشوارع والميادين إلى ساحاتٍ حربيّة، والمنازل إلى قبور. إذ قُتلت 3 نساء سودانيّات داخل منازلهن، في أقل من 24 ساعة.
تتضارب المصادر الصحفية حول أسباب مقتل النساء الثلاث، بين استهداف المنازل بهجومٍ مسلّحٍ أو قذائف، إلا أن النتيجة واحدة: مزيدٌ من التهديد والترويع والقتل.
مقتل الحكّامة شادن محمد حسين
لقيت الفنانة السودانية المُلقبة بـ”الحكامة” شادن محمد حسين حتفها، بعد استهداف منزلها في أم درمان، في خضم الصراع المسلّح في السودان.
شادن محمد حسين، هي فنانة سودانيّة 35 عامًا. كانت شادن تستخدم الفن لإحياء قيم السلام والمحبة في المجتمع السوداني.
تم تلقيب شادن محمد حسين بـ”الحكامة”، وهو مصطلحٌ مقتبسٌ من التراث الشعبي، ويعني المرأة التي تحمّس قبيلتها في أثناء النزاع والحرب. وكان لشادن رؤية نقدية إزاء دور الحكّامة التقليدي والذي بسببه تفقد القبائل أفرادها في النزاعات والحروب، وتصفه بـ”أبشع أدوار الحكامة”.
إلا أن شادن محمد حسين، استطاعت خلال مسيرتها الفنية، إعادة إنتاج المصطلح، ليكون المرأة الداعية إلى السلام.
أشارت مصادر صحفية إلى أن مقتل شادن محمد حسين جاء على إثر قذيفة استهدفت منزلها.
في حين ذكرت مصادر أخرى أنه تم استهداف منزلها من قبل مسلحين قاموا بقتلها.
وكان آخر ما كتبته الحكامة شادن محمد حسين على صفحتها الشخصية، تكليلًا لرؤيتها ومسيرتها في الدعوة إلى السلام وإنهاء الصراع المسلّح في السودان.
مقتل شقيقتين في منزلهما
قُتلت الطبيبتان السودانيتان من أصل مصريّ ماجدولين وماجدة يوسف غالي، في منزلهما بالخرطوم على إثر النزاع المسلّح.
كانت الطبيبة ماجدولين يوسف غالي، استشارية تخدير وإنعاش. وكانت شقيقتها ماجدة يوسف غالي، طبيبة أسنان.
وبسبب القصف المستمر، تعذّر خروج الجثمانين والدفن في مقابر خارجية، وتم الدفن في حديقة المنزل.
إلا أن تلك ليست المرة الأولى التي يتم فيها الدفن في نفس مكان الوفاة.
حيث تم دفن الفنانة السودانية آسيا عبد المجيد بعد مقتلها، في المؤسسة التعليمية التي قامت بتأسيسها ضمن إيمانها بدورها في توعية المجتمع السوداني وإرساء قيم العدالة والمساواة.
تتضارب التغطيات الصحفية حول أسباب مقتل الطبيبتين. حيث صرّح شقيقهما أنه تم الاعتداء على منزلهما وقتلهما من قبل مسلحين.
بينما تتواتر أخبار بأنه تم العثور على الطبيبتين تحت أنقاض منزلهما على إثر قذيفة.
الشوارع ساحات حرب.. والمنازل قبور
تتحولت الشوارع والميادين إلى ساحاتِ حربٍ بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. إذ يستمر القصف على المنازل والأحياء السكنية، ويدفع المدنيّات/المدنيّين الثمن من أراوحهن/م منذ منتصف أبريل/نيسان الماضي.
نهيبُ بالوضع المُنذر في السودان وخطورته على المدنيّات/المدنييّن العزّل في المنازل. وندعو إلى وقف الاقتتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. ونطالب بالإنهاء الفوري والعاجل للاقتتال، وإيقاف التحصّن بالأحياء السكنية واستخدام الأفراد كدروعٍ بشريّة في الحرب.