آسيا عبد الماجد ضحية الاشتباكات العنيفة في السودان

ممثلة السودان الأولى

توفيت آسيا عبد الماجد بتاريخ 3 آذار/ مايو عن عمر يناهز 80 عامًا، جرّاء إصابتها بطلقٍ ناري ناتج عن الاشتباكات الدائرة، في العاصمة السودانيّة الخرطوم.

ووفق عائلتها، فقد تمّ دفنها في أرض حضانةٍ كانت قد أنشأتها وعملت فيها كمعلّمة للأطفال طوال الفترة الأخيرة من حياتها، وذلك لتعذّر نقل جثمانها بسبب استمرار الاشتباكات.

ممثلة السودان الأولى

اعتلت آسيا خشبة المسرح عام 1965 لتكون أول امرأة سودانية تقوم بذلك، وحصلت بعدها على لقب “ممثلة السودان الأولى”.

محققةً بذلك إنجازًا ثوريًا لصالح الممثلات السودانيات جميعهنّ، فقد فتحت لهنّ بابًا مغلقًا بحكم الأعراف التي كانت

تعتبر التمثيل “انتقاصًا” من قيمة المرأة.

فقبل مشاركتها ببطولة مسرحية “بامسيكا” التي تم عرضها في الذكرى الأولى لثورة تشرين الأول/ أكتوبر، كان

يتم الاستعاضة عن وجود الممثلات، بممثلين رجال لتأدية الأدوار النسائية.

لكنّها لم تكن مرّتها الأولى كممثلة، فقد شاركت في عدّة عروضٍ تمثيلية خلال مراحل دراستها الأولية، وانضمت

لاحقًا إلى جمعية التمثيل وأدّت بعدها أدوارًا من الأدب العالمي مثل شجرة الدر، وكليوباترا، وساندريلا.

انتقلت آسيا إلى مصر للدراسة، فتخرّجت من كلية الفنون المسرحية فيها عام 1972 وكانت الأولى على دفعتها، من بين زملائها أحمد زكي، وعفاف شعيب، وسميرة محسن.

وعند بدء تشغيل تلفزيون السودان كانت آسيا تشارك دون أجر ماديّ، في مسرح المجتمع والذي كان عبارة عن دراما تقدّم ببث مباشر.

واهتمّت بالتعليم ما قبل المدرسيّ، فأسست روضة “أم إيهاب” في مدينة الخرطوم بحري، ثم توسعت

مؤسستها التعليمية لتضم جميع المراحل حتى المرحلة الثانوية.

وإلى جانب التمثيل، أنتجت آسيا عبد الماجد عدّة أبحاث تناولت فيها مواضيع ثقافية واجتماعية، يذكر منها:

تاريخ المسرح السوداني، الذي استند إليه المعاصرات/ين اللواتي/ الذين كتبن/ كتبوا مسرحيات بعده.

ومعجم فنيّ مختصر عن المسرح والموسيقا والسينما. بالإضافة إلى العديد من الأبحاث في قضايا الطفولة.

لم تكن آسيا هي الامرأة الوحيدة التي قتلتها المعارك الأخيرة في السودان، فقد أسفر النزاع الأخير عن مقتل ما لا

يقل عن 700 شخص، بينهم نساء وأطفال.

 وهرب أكثر من 10 آلاف شخصٍ بحثًا عن الأمان، غالبيتهنّ/هم من النساء والأطفال/ات، اللواتي تعرّضن لعنف جنسيّ، أو سرقة.

حيث لا تزال القوى المتصارعة على السلطة تتعمّد إقحامهن في معاركها، وتعريضهنّ للخطر.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد