محمد الدايخ ذكوري وبايخ.. و”تعا قلو بيزعل”
يتعمّد الكاتب و”المخرج” اللبناني محمد الدايخ إثارة الجدل عبر وصلات مستمرة من التهريج، فيسقط محتواه في فخ الاشمئزاز.
تحقير محمد الدايخ النساء.. بتشجيع من رودولف هلال
ففي مقابلةٍ مع رودولف هلال، على قناة أل بي سي آي انترناشيونال، تهجّم الدايخ على الممثلة اللبنانية نادين نجيم بطريقة مهينة ولا أخلاقية. أسلوبٌ يطرح الكثير من الأسئلة حول مهنيّة البرنامج، ومسؤولية المقدم، حين أتاح الهواء لكيل كل هذا الكم من الذكورية والكراهية.
إذ وصف الدايخ الممثلة اللبنانية بأنها “سلعة بالنسبة لشركات الإنتاج”، في معرض “تقييمه” اللا مهني للممثلات.
وقال إن “المال يجعل الإنسان العادي نبيًّا، وليس صعبًا أن يجعل من نادين نجيم ممثلة”، في تقصّدٍ واضحٍ لاستحقارها وإهانتها.
وما زاد الطين بلّة كيف صدّق الدايخ نفسه، بتشجيعٍ من رودولف هلال الساعي وراء “ترند” على حساب ذم وتحقير النساء.
إذ كرّت سبحة “تقييم” الممثلات النساء، ليصف نادين لبكي بـ”المزّة”، و”طيبة المرا”، ويعقبها بجملة “مع احترامي لزوجها”!
ما يجسّد أبشع صور الوصاية الذكورية التي يتجرد الرجال فيها من الاحترام المطلق. فتصبح النظرة إلى النساء رهينة مزاجية الرجال وتنميطاتهم، وقوالبهم المحضرة مسبقًا.
“أتبرأ من كلامك”.. دافنينو سوا يا رودولف هلال!
استرسل الدايخ باستعراض “نقده الفنّي” الذي لا يتمت إلى المهنية بصلة، بل كان عبارة عن نميمةٍ ذكورية ساذجة يستند إليه هو ومضيفه لرفع المشاهدات.
ليعتبر أن الممثلة سيرين عبد النور “بيطلع منها إذا اشتغل عليها المخرج منيح”!
في حين حاول مقدم البرنامج رودولف هلال التذاكي، بعد صب نار الإثارة المفعلة على زيت الـ”mansplaining”، عبر التبرؤ من إهانات الدايخ للنساء بشكل عام، وللممثلات خصوصًا. كما لو أن لعبة الإعلام اللا أخلاقية لا زالت مخفية عن الناس، وكما لو أنهما “مش دافنينو سوا”.
منذ العرض الأول.. نمطية وتمييز و”كوميديا” أكثر سوداوية من الواقع
السخافة ليست كوميديا سوداء
لم يكن المحتوى الذي يقدمه محمد الدايخ -منذ عرضه الأول- سوى ترسيخ للنمطية والتمييز، على الرغم ادعائه نقد مظاهر التنميط.
فضلًا عن كونه محتوىً مبنيًّا على استغلال أو تحقير جماعات معينة بغية قطف المشاهدات.
هذه الازدواجية التي تتلبّس استعراضات الدايخ، ليست بحاجة لحلقاتٍ إضافية لكشفها. فمن محاولات “النجومية” على حساب الطائفية، إلى استحضار ورقة النسوية وتطبيع الميزوجينية و”التنكيت” بخطابات الكراهية، يدس “المخرج” سمّ الاستغلال والتطبيع في عسل القضايا المحقة.
لم تكن يومًا السخافة، أو “النكات البايخ” الذي نتنتهجه سيناريوهات الدايخ، طريقًا مستدامًا نحو الكوميديا. أما الكوميديا السوداء فتحتاج إلى رؤيةٍ ناضجة وملهمة، تتعاطى مع مفردات القضايا بحساسية ورقابة ذاتية، فتقدم الفكاهة المظلمة بطريقةٍ جدية ومسؤولة.
وعليه فإن الخوض في “التابوهات”، يلزم الكتّاب والمخرجين عدم تمرير المحرّمات أو تبريرها، عن سهوٍ أو قصد. بل نبذ كل أدوات إنتاج السوداوية التي تحاول الكوميديا السوداء نقدها، والحرص على عدم إنتاجها.
وبالطبع، هذا ما لم يحرص الدايخ على تحقيقه، في حين يصرّ على انتهاز أي فرصة للتأكيد على هشاشة حسّه الكوميدي، وسذاجة فكره الذكوري. ولا فرصةً أمامه الآن، بعد خسارة رصيده الطائفي، أقوى من التهجّم على النساء والجماعات المهمشة والجمعيات النسوية. و “تعا قلو بيزعل”!