المغنية منال ابتسام ضحية استهداف استخباراتي بقيادة الإمارات
كشف كلّ من موقع “درج ” اللبناني وصحيفة “دير شبيغل” الألمانية عن وثائق تثبت استهداف المغنية الفرنسية من أصل سوري منال ابتسام من قبل شركة استخبارات سويسرية خاصة.
وأن هذا الاستهداف كان بإيعاز من مسؤولي النظام في الإمارات، بتعاون مع الشركة المذكورة لتنفيذ اغتيالات معنوية لشخصيات مختلفة.
وكانت منال واحدة من الشخصيات التي نفذّت شركة ALP services حملات ضدها، تتضمّن اتهامات بالانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين.
لماذا منال ابتسام؟
قبل نحو 5 سنوات، اشتركت الفرنسية من أصل سوري، ببرنامج “ذا فويس” بنسخته الفرنسية، مؤدّية ترنيمة “هللويا”، وهي ترتدي الحجاب.
وكانت تلك هي المرة الأولى التي تظهر فيها فتاة محجبة في هذا البرنامج، إذ أسرت الجمهور من العالمين العربي والأوروبي بعذوبة صوتها.
ولكن رحلتها في البرنامج لم تكن طويلة. فقد انسحبت قبل نهاية الموسم على إثر حملة ضدها على تويتر وكافة مواقع التواصل الاجتماعي اتهمتها بالانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين.
وانطلقت الحملة من تغريدة نشرتها منال تعليقًا على أحداث مدينة نيس الفرنسية، والتي استنكرت فيها ربط التديّن بالإرهاب.
هكذا، كان الاستنكار البديهي الذي عبّرت عنه المغنية الموهوبة ذريعة لانطلاق حملة اتهمتها بالانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين في أوروبا. بالإضافة إلى استهداف ممنهج على خلفية حجابها أدى إلى ظهورها في مقطع مصور تعلن فيه انسحابها من البرنامج.
على الرغم من ذلك، لم تتوقف التغريدات والمقالات التي تستهدفها، كما كشف التحقيق إلى وجود حسابات مزيفة تتعمّد تغيير المعلومات على “ويكيبيديا” للشخصيات المستهدفة، ومن ضمنها منال.
وبعد عامين من انسحابها، قررت خلع الحجاب، ما أعاد اسمها إلى واجهة التهجّم والانتقاد مرة أخرى، والتي لم تكن بحسب التقرير حملات عشوائية.
فشركة الاستخبارات الخاصة كان لها هدف واضح ومحدد، تقاضت أجرًا يتراوح بين 20 إلى 50 ألف يورو لتحقيقه.
ما الذي يجعل الإمارات تستهدف شخصيات بعينها؟ وما الرابط بينها؟
الوثائق المسربة التي حصلت عليها المواقع الصحفية كشفت أن الأمر مرتبط بالصراع الجيوسياسي بين الإمارات وقطر.
وقد يبدو هذا السبب غير مرتبط بمغنية، إلا أن أسلوب الاستهداف الذي طال منال كان مختلفًا عمّا تم اتباعه لتصفية بقية الشخصيات.
ومن الجدير بالذكر، أنه لا يوجد رابط محدد بين الشخصيات، سوى “غضب الإمارات عليهن/هم”. فالأمر بالنسبة لها يبدأ من افتراض أن شخصية ما تنتمي إلى الإخوان المسلمين، وبالتالي يجب استهدافها.
وهذا الاستهداف ليس نابعًا من اختلاف ديني أو عقائدي، بل هو قائم على تضارب المصالح السياسية والرغبة بفرض النفوذ والسيطرة.
على ضوء ذلك، كانت شركة الاستخبارات السويسرية الخاصة تقنع رجالات النظام الإماراتي باستهداف الأشخاص فقد وضعت ضمن قائمتها 1000 أوروبي/ة من بينهن/م 200 فرنسي/ة.
وقد أبدت منال غضبها قائلة “هذا كلام فارغ، لم أقل ولم أفعل شيئًا يمكن أن يجعل أحدهم يعتقد بأني أنتمي دينيًا أو سياسيًا لحزب ما”.
وأضافت “أنا أحب فرنسا، وأدين العنف، كما أدين ربط الدين بالإرهاب”.
يأتي هذا التحقيق ليكشف زيف ادعاءات الإمارات بسعيها نحو التحرر والتطوّر، ليثبت أن النهج الاستخباراتي القائم على التصفية والاغتيالات المعنوية هو الوجه الحقيقي لرجالات هذه الأنظمة الأبوية.