في لبنان.. مراجعة قانونية لإبطال قرار تعسفي ضد النساء
من صيدا، رفعنا صوت الثورة النسوية قبل أشهر، وإليها تعود الحناجر اليوم. إذ تقدّمت ميساء الحنوني؛ الامرأة التي منعت من حقها الدستوري بارتياد الشاطئ بذريعة ارتداء “المايوه”؛ بالإضافة إلى كل من جمعيات “فيفتي فيفتي” و”أوبيرج بيتي” و”كفى” و”فيمايل”، بمراجعة أمام مجلس شورى الدولة بواسطة المحامية لارا سعادة، لإبطال القرار التعسفي الذي يرعى تقييد حرية النساء في صيدا.
ويشترط القرار الصادر عن المجلس البلدي في المنطقة، برئاسة محمد السعودي، الذي تم الطعن به أمام مجلس شورى الدولة، على مرتادي/ات مسبح صيدا الشعبي التقيد باللباس “المحتشم” والطلب من عناصر البلدية وشرطتها وإدارة المسبح مراقبة تطبيق هذه الشروط والتقيّد بها.
وفي مقابلة خاصة لـ”شريكة ولكن”، أكدت لارا سعادة متابعة القضية قانونيًا حتى إبطال القرار التعسفي. وأكدت أن القرار “يقيّد الحقوق الفردية وينتهك الحرية الشخصية للنساء. كما يفرض عليهنّ خيارات وأنماطًا ثقافية لا تتوافق مع طبيعة النظام اللبناني”.
وشددت على “ضرورة الإبطال لما في القرار من مخالفة واضحة للنظام المدني، وتجاوز للدستور اللبناني”.
سنحرر شاطئ صيدا… وكل الممتلكات العامة
في دولةٍ “كل عصابة فيها فاتحة ع حسابها”، لن تهنأ العصابات المتطرفة بتجاوزاتها ما دامت النضالات النسوية والأصوات الحقوقية بالمرصاد.
ففي سجل قادة التعصّب الطائفي والأبوي والعنصري، الذين يتقاتلون على كل شيء تقريبًا بينما يجمعهم تنميط النساء وتجريدهن من حقوقهن وحرياتهن، الكثير من التجاوزات القانونية. وللنساء والفتيات نصيبهن الوافر من هذه الاعتداءات، في ظل مباركة العرف ومصادر التشريع الذكورية.
من الآن إلى حين استرجاع النساء لحقّهن الدستوري بارتياد شاطئ صيدا باللباس الذي يخترنه، رغم أنف رعاة القرارات المتعصبة المتجاوزة للقانون، نؤكد أن لا قدسية تعلو على قدسية الحرية، ولا صوت يعلو فوق صوت الحق.
وسنحرّر شاطئ صيدا والممتلكات العامة من قيود التعصب ونشاز الأبوية وفساد السلطوية.
كيف هدّد “مايوه” ميساء الحنوني سلطة رجال الدين؟
عند ظهر الأحد 14 أيار/ مايو الماضي، اعتدى “شيخان” وأتباعهما في مدينة صيدا بالشتائم والضرب، على ميساء، أثناء تواجدها على الشاطئ الشعبي للمدينة.
وبذريعة “ارتدائها المايوه” منح الشيخان نفسيهما حق إجبارها، وزوجها على مغادرة الشاطئ.
وفي تفاصيل الحادثة، كانت ميساء برفقة زوجها، تشرب قهوتها وتقرأ كتابها، عندما أتى المدعو عبد الكريم علوه وشبيحته نحوها، موجّهين إليها الشتائم وكلامًا غير لائق.
ثم أخذا بالتمادي وصولًا إلى تهديدها لمغادرة المكان خلال عشر دقائق وإلّا “ما بتعرفي شو بيصير”.
وبعد رفض الناجية مغادرة المكان، تمسّكًا بحقها بالتواجد في المساحات العامة، عاد الشيخان برفقة شبيحتهم، لاستكمال الاعتداء.
فأقدموا على ضرب الناجية، ورشقها بأوساخ موجودة على الشاطئ، لإجبارها على مغادرة المكان.
أثار الاعتداء حينها موجة غضب عارمة، تخطّت الفضاء الافتراضي إلى العالم الواقعي.
إذ نظمت مجموعات نسوية، من ضمنها “فيمايل”، وقفة احتجاجية على شاطئ مدينة صيدا اللبنانية، ظهر الأحد 21 أيار/مايو الماضي.
وطالبت المحتجات بحقهن في امتلاك المساحات العامة، وعدم إقصائهن عنها تحت أية ذريعةٍ كانت.