في لبنان.. مايوه على شاطئ صيدا يهدد سلطة رجال الدين

عند ظهر الأحد 14 أيار/ مايو الجاري، اعتدى “شيخان” وأتباعهما في مدينة صيدا بالشتائم والضرب، على امرأة كانت موجودة على الشاطئ الشعبي للمدينة.

وبذريعة “ارتدائها المايوه” منح الشيخان نفسيهما حق إجبارها، وزوجها على مغادرة الشاطئ.

وفي تفاصيل الحادثة، كانت الامرأة برفقة زوجها، تشرب قهوتها وتقرأ كتابها، عندما أتى المدعو عبد الكريم علوه وشبيحته نحوها، موجّهين إليها الشتائم وكلامًا غير لائق.

ثم أخذا بالتمادي وصولًا إلى تهديدها لمغادرة المكان خلال عشر دقائق وإلّا “ما بتعرفي شو بيصير”.

إجبار الناجية على مغادرة شاطئ صيدا

وبعد رفض الناجية مغادرة المكان، تمسّكًا بحقها بالتواجد في المساحات العامة، عاد الشيخان برفقة شبيحتهم، لاستكمال الاعتداء.

أقدموا على ضرب الناجية، ورشقها بأوساخ موجودة على الشاطئ، لإجبارها على مغادرة المكان.

وعندما أصرّت أمامهم على حقها بارتداء اللباس الذي يناسبها ويعجبها، ردّ المعتدي عبد الكريم قائلًا “شالحة.. شو يعني هلأ أنا حر، بشلحلك”.

في تأكيدٍ إضافي على وقاحة الذكوريين أمثاله، الذين يمنحون لأنفسهم حقّ امتلاك المساحات العامة، وإقصاء النساء عنها.

ولم يكنّ تهديد الناجية بالاتصال “بالدرك” رادعًا لهم، إذ كانوا على يقين حول تماهي السلطتين الدينية والقانونية عندما يتعلّق الأمر بأجساد النساء.

المنظومات الأبوية تتكاتف لقمع النساء

ولو نظرنا في هذا الاعتداء، الذي يستحقّ الوقوف عنده، لوجدنا أن السلوك الذي أقدم عليه عبد الكريم وشبيحته ليس مستهجنًا اجتماعيًا. بل إن المؤسسات القانونية، بالعاملين فيها، تطبّع مع هذه الاعتداءات.

وتبارك الوصاية على أجساد النساء بذرائع “الدين” و”الحشمة والعادات”، ولربما كان هذا اليقين، وفقدان الإيمان بوجود وسائل العدالة والمحاسبة، هو ما منع الناجية من التوجّه إلى “الدرك”.

فحتى البلدية التي يفترض أنها مسؤولة عن المساحات العامة في المدينة، كان ردّها “شو بدك بهالشغلة”.

محاصرات بالأبوية، لكننا ندعم الناجيات ونصدقهنّ..

لم تكن البلدية كمؤسسة، أو كأفراد، المتخاذل الوحيد مع الناجية. فقد شهدت مواقع التواصل الاجتماعي، عقب انتشار شهادة الاعتداء موجة واسعة من الهجوم المضاعف عليها.

فانطلاقًا من الفكر الذكوري الذي منح الشيخين حق الاعتداء اللفظي والجسدي، استكمل أتباعهم ذلك الاعتداء على وسائل التواصل الاجتماعي.

عشرات التغريدات والمناشير التي تلوم الضحية، وتنضح بالكراهية للنساء وأجسادهن وإنكار حقهن وسيادتهن على أجسادهن.

تزامنًا مع موجة تضامن نسويّ واسعة، أكّدت على دعم الناجية، واستنكار الاعتداء الذكوري الذي تعرّضت له.

ونحن اليوم، على معرفة أن معاركنا مع المنظومات الأبوية، وممثليها، طويلة ومكلفة. لكنّنا نعي أيضًا أن هذا الهوس بأجساد النساء نابع من محاولة الذكوريين حماية سلطتهم التي يهددها “مايوه” وتقوّضها ضحكة مرتفعة.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد