العراق.. اغتيال البلوغر نور بي أم بعد تصاعد حملات الكراهية ضد الأفراد الكوير
استيقظت المجتمعات الكويرية في المناطق الناطقة بالعربية على خبرٍ مفجع باغتيال خبير التجميل والمدوّن العراقي نور الصفار، الملقب نور بي أم، وذلك أمس الاثنين 25 أيلول/سبتمبر.
لم يستوجب القاتل الكثير، وهو ما يزال مجهول الهوية وسائل الإعلام من التحدّث إليه. دراجة نارية و3 رصاصات حيّة استقرت في منطقتيّ البطن والرقبة لتردي نور قتيلًا. وشخص ثالث قام بتوثيق الجريمة بعدسته وسط الشارع في العاصمة بغداد وفي وضح النهار.
عن الضحية..
نور بي أم (23 عامًا) هو عابر جندريًا ومؤثر على مواقع التواصل الاجتماعي. حظي بمئات الآلاف من المتابعات على “تيك توك”. ومثلها من التفاعل والإعجاب.
مؤخرًا، اضطر للتوقف عن النشر والتدوين خوفًا على حياته بعد تلقّيه سيل من التهديدات بالقتل ورسائل الكراهية على مواقع التواصل الاجتماعي. بذريعة “ظهوره باللباس النسائي المخلّ والمخالف لعادات المجتمع”. كذلك سبق أن تعرّض لمضايقات اضطرته للاختفاء.
وفي مقاطع مصوّرة سابقة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي العراقية، ذكر الضحية أنه تعرّض لتهديدات في أعقاب عبوره الجندري.
يشار إلى أنه تم نقل جثمان نور إلى الطب الشرعي، وما زال التحقيق في الجريمة جاريًا.
لا شك أن نور لن يكون آخر ضحايا رهاب العبور الجندري وحملات القمع الممنهجة. في ظلّ تصاعد ثقافة التحريض والعنف ضد الأفراد الكوير في العراق.
View this post on Instagram
خلال السنوات الماضية، شهد العراق العديد من جرائم الكراهية المشابهة. منها اغتيال كلّ من المدونة وعارضة الأزياء تارا فارس عام 2018. والمؤثر حمودي المطيري الملقب بـ”ملك إنستغرام”، بذريعة “الشكوك بميوله الجنسية”. ورفيف الياسري، جراحة التجميل المعروفة أيضًا باسم “باربي العراق”.
منذ أشهر، تتعرّض المجتمعات الكويرية لتصاعد خطير في وتيرة الهجمات العنيفة التي تشنها المنظومة الأبوية ضدّها بأذرعها السياسية والقانونية والدينية والإعلامية.
في السياق، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش، في تقرير صدر عنها خلال آب/أغسطس الماضي، إن “استهداف المثليات/ين ومزدوجات/ي الميل الجنسي ومغايرات/ي الهوية الجنسانية عبر الإنترنت والعنف المميت ضدهن/م من قبل الجماعات المسلحة في العراق يقابل بشكل روتيني بالإفلات من العقاب”.
بدورها، أصدرت منظمة “العفو” الدولية تقريرًا خلال الشهر نفسه، دقت فيه ناقوس الخطر بشأن الهجمات العنيفة التي تشنها السلطات العراقية ضد مجتمعات المثلية. ونددت على وجه الخصوص بتوجيه هيئة الإعلام العراقية الذي يقضي باستبدال مصطلح المثلية الجنسية بعبارة “الشذوذ الجنسي” في التغطيات الإعلامية.
نعبّر في “شريكة ولكن” عن غضبنا الشديد مما تعيشه مجتمعات الميم عين اليوم ليس فقط في العراق وإنما حول العالم، من دموية وتهميش وألمٍ نتيجة التاريخ الممنهج من التمييز والمعاداة ومحاولات السيطرة والإخضاع لـ”الأمر الواقع السائد” وتكريس مفهوم “الأسرة النووية”.