شرطة الأخلاق الإيرانية مهووسة بلباس النساء.. قتلٌ وأحكامُ سجن مشينة
بينما الأنظار والقلوب شاخصة باتجاه معاناة أهلنا في فلسطين، ما زالت معركة أخواتنا في إيران ضدّ بطش وأبوية الجمهورية الإسلامية -متمثلة بـ”شرطة الأخلاق”- مستمرة. لا سيّما في ظلّ تعنّتها للانتقام من انتفاضة “المرأة، الحياة، الحرية”.
أرميتا غراوند ميتة دماغيًا بسبب تعنيف “شرطة الأخلاق”..
قالت أسرة أرميتا غراوند، الشابة التي تعرّضت للضرب الوحشيّ في مترو أنفاق طهران، إن الأطباء أبلغونا أنه “لا أمل في بقائها على قيد الحياة”.
وكانت أرميتا غراوند (16 عامًا) دخلت في غيبوبة في وقتٍ سابق من هذا الشهر إثر ارتطام رأسها بقضيب حديديّ. وذلك أثناء اعتداء عناصر “حرّاس الحجاب” عليها، بحجّة “انتهاك قواعدهم الصارمة للحجاب الإلزاميّ”.
وفي تصريح لمنظمة “هنكاو” الحقوقية، أفاد بهمن غراوند، والد الضحية التي تنحدر من أسرة كردية، أن “الأطباء أكدوا توقف دماغها عن العمل، وعدم وجود ما يمكن القيام به”.
وبحسب وسائل إعلام إيرانية، فإن “متابعة الحالة الصحية لأرميتا تشير إلى دخولها في حالة موتٍ دماغيّ رغم جهود الطاقم الطبي”.
الجريمة الثانية بذريعة “الحجاب الإلزاميّ” في عام واحد!
منذ أسابيع، ترقد أرميتا داخل المستشفى تحت حراسةٍ أمنية مشدّدة. وذلك خوفًا من تجدّد التظاهرات الغاضبة التي اندلعت في إيران احتجاجًا على قتلِ مهسا أميني.
فبدأت المخاوف تزداد حول حالتها الصحية نتيجةً للصور التي انتشرت لها والتي أعادت إلى المشهد صورة مهسا أميني وهي ترقد في المستشفى بعد تعرّضها لاعتداء جسديّ حاد على أيدي عناصر “شرطة الأخلاق“.
وكما جرت العادة حاولت السلطات الإيرانية تمرير أكاذيبها حول الاعتداء. فادعت أن “أرميتا فقدت وعيها في مترو أنفاق طهران بسبب انخفاض ضغط الدم”.
كذلك نشر إعلام الجمهورية الإسلامية مقاطع لوالديّ أرميتا غراوند. إذ تحدّثت والدتها وهي في حالة من الخوف والصدمة عن انخفاض ضغط الدم لدى ابنتها. فيما تم الكشف عن ضغوطات تعرّضت لها الأسرة لمنعها من توجيه اتهامات للأجهزة الأمنية بضربها.
وفي تفاصيل نقلتها منظمة “هنكاو”، اقتربت ضابطات “شرطة الأخلاق” من الضحية قبل وصولها إلى محطة مترو “الشهداء”، وطلبن منها تعديل حجابها”.
اعترضت أرميتا على هذا الانتهاك، فافتعلت الضابطات مشاجرة معها واعتدين عليها بالضرب والدفع ما أدّى إلى سقوطها.
وأكدت المنظمة أن أرميتا تمكّنت من دخول المترو، لكنها انهارت فيما بعد، ثمّ غابت عن الوعي وتم نقلها إلى مستشفى “فجر” العسكريّ، التابع للقوات الجويّة الإيرانية.
وطوال الأسابيع الماضية، ظلّت الضحية فاقدة للوعي في ظلّ الانخفاض الشديد في علاماتها الحيوية، حيث توقفت عن التنفس واحتاجت إلى إنعاش قلبيّ رئويّ.
ووفق مقياس “غلاسكو” لتحديد مستوى الغيبوبة، فإن درجة الوعي لديها بلغت الحد الأدنى وهو ثلاثة.
وجاءت الحادثة بعد أيام على الذكرى السنوية لمقتل مهسا أميني على يد “شرطة الأخلاق” نفسها. وها نحن أمام جريمة جديدة بذريعة الحجاب الإلزامي.
سجن نيلوفر حميدي وإلهة محمدي 25 عامًا!
حكمت السلطات الإيرانية بالسجن على الصحافيتين نيلوفر حميدي وإلهة محمدي بالسجن 13 و12 عامًا. وذلك عقابًا على تغطيتهما الأحداث المتعلقة بقتل مهسا أميني على أيدي “شرطة الأخلاق” العام الماضي.
وحكم على الصحافية نيلوفر حميدي (31 عامًا)، بالسجن 7 سنوات بتهمة “التعاون مع الولايات المتحدة”. بالإضافة إلى 5 سنوات أخرى بتهمة “التآمر ضد الأمن القومي”، وعام واحد بتهمة “الدعاية ضد إيران”.
أما إلهة محمدي (36 عامًا)، فحكم عليها بالسجن 6 سنوات بتهمة “التعاون مع الولايات المتحدة”. بجانب المدد والتهم المتبقية ذاتها.
وكانت نيلوفر حميدي أعدت تقريرًا لصحيفة “شرق” الإيرانية، من المستشفى الذي بقيت فيها مهسا أميني خلال الغيبوبة، على مدى 3 أيام قبل وفاتها.
كذلك إلهة محمدي العاملة في صحيفة “هام ميهان” الإصلاحية، كانت توجهت إلى سقز، مسقط رأس مهسا أميني، لتغطية مراسم دفنها ونقل حقيقة ما يجري إلى العالم.
والصحافيتان اللتان ساعدتا في إعطاء القضية بعدًا عالميًا، تقبعان منذ أيلول/سبتمبر 2022 في سجن إوين في طهران. وقد بدأت محاكماتهما في أيار/مايو الماضي.
في السياق، قضت محكمة إيرانية بسجن المحامي الذي يمثّل عائلة أميني لمدة عام.
ومهسا أميني هي شابة كردية تبلغ 22 عامًا، تم قتلها تحت التعذيب في مركزٍ لـ”حرّاس الحجاب” بذريعة “مخالفتها قواعد لباس النساء”.
وأثارت جريمة قتلها حركة احتجاجية واسعة النطاق في كافة المحافظات الإيرانية، خلّفت مئات القتلى والقتيلات والجرحى والجريحات والمعتقلين/ات في عمليات القمع من قبل السلطات.