السلطة الأبوية في العراق والهوس بأجساد النساء
تحركت السلطات الأبوية في العراق ضد عرض أزياء أقيم في أحد المراكز التجارية بمدينة البصرة.
أتى ذلك بعد هجماتٍ تحريضية واسعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، طالبت بإغلاق القاعة التي شهدت العرض في المركز التجاري ومعاقبة القائمين عليه.
تعود تفاصيل الحدث إلى قيام نقابة العمال والحلاقين في مدينة البصرة بتنظيم حدث “مهرجان البصرة تحييكم الأول”، في مركز “شنشل” الذي استضاف العرض.
وشُنت هجمة شرسة على الجهات المنظمة والمشارِكات، بسبب ظهور فتاة يعتقد أنها “عارية” خلال تقديم العرض.
ما استدعى تدخل محافظ البصرة وطالب الأجهزة الأمنية “بمحاسبة وإغلاق القاعات والصالات المخالفة”، التي تقوم حسب تصريحه بـ”الإخلال بالحياء والآداب العامة وتسيء للذوق العام”.
وأسفرت الهجمات الذكورية عن تحريض واسع طال عارضة الأزياء والجهات المنظمة بما فيها نقابة العمال ونقابة الحلاقين.
تنبع هذه الهجمات من قلب السلطة الأبوية التي ترى في أجساد النساء مصدرًا للعار وملكيات عامة يحق للجميع أن يطالب بحجبها أو عقابها.
وردت الجهات المنظمة على هذه الهجمات بنفي ما ورد فيها. إذ صرّح أحد القائمين على الحدث بأن “الفتاة لم تكن عارية، بل كانت ترتدي زيًّا بنفس لون البشرة”.
وأضاف أن “السلطات المحلية تعجلت في الإجراءات”، مشيراً إلى اللجوء للقضاء، وفق ما نقلته وسائل إعلام محلية.
هذا يكشف بعمق عن التخبط والجهوزية لمعاقبة النساء. والتبرير عادة ما يكون جاهزًا، يكفي أن تكون امرأة حتى تستحق العقاب.
فيما أشارت تصريحات من نقابة العمال إلى أن الحدث لم يكن مخالفًا، وجرى وفق التصريحات التي تسنها الجهات الرسمية. وهو ما يشير إلى استغلال المؤسسات الرسمية في العراق للأفكار الذكورية في الإلهاء وإشعال الهجوم على النساء.