في غزة.. لقمة العيش وسيلة لقتل الكبار والصغار
استشهاد 7 أطفال/ طفلات بسبب الجوع وسوء التغذية
صرّح المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة أشرف القدرة، في بيانٍ صادر في 28 شباط/ فبراير الجاري، بأن حصيلة الوفيات في صفوف الأطفال/الطفلات بسبب سوء التغذية والجفاف قد ارتفعت إلى 7 حالات. ما يرفع عدد الوفيات منذ الثلاثاء 27 شباط/ فبراير إلى 13 طفلاً/طفلة.
وناشد أشرف القدرة المنظمات الدولية، ومنظمات الطفولة للتحرك العاجل لمنع إبادة أخرى سببها هذه المرة الجوع وليس القصف.
وأشار إلى أن “الوزارة بدأت ترصد حالات وفاة بين الأطفال/ الطفلات الرضع نتيجة الجفاف وسوء التغذية في شمال غزة”، لافتًا إلى “وفاة رضيعين نتيجة ذلك في مستشفى كمال عدوان”.
أثناء انتظار المساعدات.. الغدر الصهيوني يتربص بالغزيين/ات
أفادت وزارة الصحة بارتكاب الاحتلال مجزرة مروعة في شارع الرشيد جنوب غربي مدينة غزة، اليوم 29 شباط/ فبراير، بينما كان المئات ينتظرون الحصول على المساعدات.
وأعلن مكتب الإعلام الحكومي عن استشهاد أكثر من 70 فلسطينيًّا/ة وإصابة 250 آخرين في المجزرة.
في سياقٍ متصل، أفاد مراسل الجزيرة بوصول 50 شهيد/ة ونحو 200 جريح إلى مجمع الشفاء إثر قصفٍ إسرائيلي استهدف مواطنين/ات ينتظرن/ون مساعدات شمالي القطاع.
وأطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي النار بشكلٍ مباشر على بعض المدنيات/ين أثناء انتظارهن/م المساعدات.
جاء ذلك بالتزامن مع مواصلة الاحتلال تصعيد اقتحاماته لمناطق عدة بالضفة، من بينها جنين ومخيمها ورام الله ونابلس.
أطفال/طفلات غزة يتركن/ون للموت
تنذر المجاعة في الجزء الشمالي من غزة بكارثةٍ إنسانيةٍ مهولة، حيث ترتفع كل يومٍ حالات الوفيات والإصابات الناتجة عن سوء التغذية وشح المياه.
أدى هذا إلى تفاقم وفيات الرضع والأطفال/الطفلات، وحتى بين صفوف الأمهات والبالغين/ات.
إذ ساهم منع دخول شاحنات المساعدات إلى القطاع، إلى جانب الخطة الممنهجة للاحتلال في جعل الشمال منطقة خالية من السكان، من خلال التجويع وفرض حصار فوق الحصار العام على القطاع، في جعل المدينة تعيش رعب الموت جوعًا أكثر من رعب الموت بالقصف.
أصبحت صور جثث الطفلات/الأطفال المتناثرة في غزة إما بفعل قصف الاحتلال، أو بسبب المجاعة التي تسبب بها حصاره، مألوفة بل ومطبعٌ معها.
ورغم إصرار الكوادر الطبية والإدارية والعائلات في غزة على مواصلة المناشدات الدولية من أجل وقف التجويع ووقف إطلاق النار، فإن السكوت والتجاهل من قبل منظمات الطفولة والصحة وحقوق الإنسان، يرسل إشارة واضحة بالتورط في هذه المأساة.
كما أن الواقع في الدول المجاورة، وعلى رأسها مصر التي تدير المعبر البري الوحيد القادر على وقف المجاعة، يجعل من التجويع إعلانًا للحرب على ما تبقى من غزة.
في عصر التخمة والاستهلاك.. غزة جائعة
تمر أخبار الموت بسبب الجوع أو سوء التغذية في غزة بشكلٍ اعتيادي، في ظل عالم تزعجه أخبار الإبادة، لكن لا يزعجه تطبيعها أكثر.
في عالمٍ يتعب الكثيرون/ات فيه من المقاطعة، لكن لا تتعبه خيانة الأنظمة وتآمرها على تجويع غزة أكثر.. وفي مرحلةٍ تاريخيةٍ تحصد فيها أسلحة نووية عاتية ومجنونة الأرواح بشكل وحشي، ويستخدم الاحتلال سلاح التجويع أيضًا، لكي يضمن ألّا ينجو أحد في غزة، يفتتنا أن يظل موت أطفال/طفلات غزة من المجاعة في عصر التخمة والاستهلاك، خبرًا عامًا في شريط الأخبار أو صورةً على التواصل الاجتماعي.
يؤلمنا أن يضطر أهل غزة لمواصلة الاستغاثة في عالمٍ يصمّ عن عمد آذانه، ويغلق عينيه عن مجزرة بحجم استهداف آلاف الأشخاص اللواتي/ الذين يحاولن/ون الحصول على ما يسدّ رمق جوعهنّ/م، بينما يستهدفهن/م جنود الاحتلال الصهيوني بالرصاص الحي.