جرائم الاستعمار الصهيوني.. اختطاف الأطفال/ الطفلات أحياء وأموات

قتل الاحتلال الصهيوني منذ بدء عدوانه على غزة ما يزيد عن عشرة آلاف طفل/ة. كما خلّفت اعتداءاته الوحشية المستمرة إصابات وإعاقات في صفوف الآلاف. بالإضافة إلى تشريد وتجويع أعداد مضاعفة، وحرمانها من أبسط سبل الحياة المستقرة.

لكن الجريمة التي تضيع في وسط جرائم هذا الكيان الإرهابي، هي اختطاف الأطفال/الطفلات أحياء وأموات.

فالاستعمار الصهيوني لا يكتف بقتلهن/م، بل أيضًا يحتجز جثامينهن/م، وهي ظاهرة خبيثة، تزامنت مع صدور تقارير تفيد بأن الاحتلال يقوم بسرقة أعضاء الشهداء/الشهيدات.

ويستخدم العدو الإسرائيلي الاحتجاز عقابًا بالتوازي مع هدم البيوت والاعتقال والخطف والتجويع ومنع المساعدات الغذائية والصحية من الوصول إلى الغزيات/ين، وغيرها من الجرائم الفادحة.

سرقة الجثامين لا تقتصر على الأطفال/ الطفلات فقط، فحسب الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء، فإن الاحتلال يحتجز جثامين 409 شهيداً/ة في المقابر والثلاجات، بينها جثامين 22 طفل/ة تقلّ أعمارهن/م عن 18 عامًا. وهذا الرقم لا يشمل جثامين الشهداء/ الشهيدات في محيط غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر.

لا يمكن توقّع وحشية هذا الاحتلال، أو اذا ما سيكون الاحتجاز مؤقتًا أم دائمًا.

تعيش العائلات في حزنٍ مضاعف نتيجةً عدم القدرة على دفن أطفالهن/م أو حتى وداعهن/م، والبعض الآخر يعيش الصدمة مضاعفة بعد عودة الجثامين، وتذكّر فعل القتل نفسه.

فقد قامت سلطات الاحتلال يوم أمس،  16 كانون الثاني/ يناير،بإعادة جثمان الطفلة رقية أبو دهوك (3سنوات). وذلك بعد احتجازٍ دام قرابة 9 أيام منذ استشهادها، إثر إطلاق النار على سيارة عائلتها عند حاجز بيت إكسا في القدس المحتلة.

شُيّع جثمان الطفلة رقية، وهي أصغر شهيدة احتُجز جثمانها لدى الاحتلال، وسط حشود خيّم عليها الحزن. وضاعف مقتلها من شدة الألم الذي يحسه الشعب الفلسطيني، وهو يخسر أجيال كاملة من أطفالٍ/ طفلاتٍ لم يعرفوا/ن بعد طعم الحياة.

اختطاف أطفال/ طفلات غزة الرضع.. ماذا يريد الاحتلال؟

في مطلع العام الجاري، صرّح جندي صهيوني لأصدقائه بأنه اختطف طفلة رضيعة في غزة بعد قتل ذويها.

قُتل هذا الجندي لاحقًا في معارك ضد المقاومة، فيما بقي مصير الطفلة مجهولًا.

وفي مقابلاتٍ مع أصدقاء الجندي في وسائل الإعلام الصهيونية، أكدوا أنه أخذ الرضيعة إلى الداخل الفلسطيني المحتل.

وبعد تصاعد الحملات المطالبة بالكشف عن مصيرها، دأب الاحتلال على تضليله الإعلامي عبر ترويج خديعة إنقاذ حياتها.

مجددًا، يجاهر الكيان الصهيوني بنفاقه، ويفضح نفسه كقاتل سادي. إذ كيف لمن قتل والديّ هذه الرضيعة أن ينقذها، وكيف للقاتل الهمجي أن يكون رحيمًا بضحيته؟ وكيف سينقذها من مصيرٍ هو المسبّب له، وكيف سيرعاها وهو من حرمها من والديها بقتلهما؟ وكيف سيقدم لها حياةً كريمة، وهو الذي يسلب ويسرق حيوات شعبها وأرضها وعائلاتها؟

رغم توجيه العديد من النداءات إلى السلطة الفلسطينية للتدخّل من أجل الضغط لإيجاد الطفلة، إلا أن ذلك لم يلق أي اهتمام. ولا تزال هوية الطفلة مجهولة كما مصيرها.

ظاهرة اختطاف الأطفال/ الطفلات الرضّع بعد قتل عائلاتهن/م في غزة، تنبئ بكارثةٍ إنسانيةٍ خطيرة.

فلا نعلم عددهن/م بالضبط، ولا أين يوجدن/ون، وهل ما زلن/وا على قيد الحياة؟ أم أن هناك مخطّط شرٍّ آخر لمحو الوجود الفلسطيني عبر اختطاف الأطفال/ الطفلات من حاضنتهن/م الاجتماعية، ومحو هويتهن/م؟


تداول العديد من روّاد وسائل التواصل الاجتماعي مخاوف توجّه الاحتلال نحو الاختطاف القسري، كوسيلةٍ لمحو الوجود الفلسطيني. إذ سبق أن عبّر الكيان الصهيوني عن خوفه من أن القضية تولد مع الأطفال/ الطفلات، وذلك ما يشكّل عثرةً بالنسبة له في محو فلسطين كأرضٍ وهويةٍ ونضال.

ما نحن متأكدات منه هو أن أطفال/ طفلات فلسطين يتربص بهن/م الشر الاستعماري من كلّ صوب. والعالم يشاهد بصمت، بل ويتواطأ ويسلّح هذا الكيان، ويساعده في مواصلة جرائمه بالحصار والدعم الاقتصادي والسياسي.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد