نادية الهمداني.. امرأة يمنية تخوض معركة ضد الحرمان من الميراث
كشفت اليمنية نادية الهمداني عن خوضها لمعركة ضد رجال عائلتها من أجل الحصول على حقها في ميراث والدها.
ونشرت نادية عبر فيسبوك ما تعرضت له من ظلمٍ وإجحاف لحرمانها من حقوقها في أرضها وأملاكها في منطقة همدان بمحافظة صنعاء.
من معاناة الحرب إلى ظلم النظام الأبوي
بعد أن كانت تدير أعمالها ومستقرة ماديًا، أدت الحرب في اليمن إلى نزوح نادية الهمداني في أغسطس/آب 2015. فخرجت من مدينة تعز إلى العاصمة صنعاء، وكانت تظن مثل الكثير من الشعب اليمني أن النزوح سيكون مؤقتًا. لكن الحرب استمرت لسنوات، وما زالت تداعياتها متواصلة إلى اليوم.
بعد تدمير منطقتها وضياع بيتها وأرضها وعملها، بقيت نادية من دون مصدر دخل. واستنفذت كل ما لديها من مال وذهب عام 2018.
تسرد نادية في منشوراتها كيف تفاقمت معاناتها بعد إصابتها بمرضٍ خطير، استنفذت معه كل ما لديها من مال وذهب. فاضطرت للاستدانة من الناس، لكي تستطيع مواصلة العلاج.
وبعد رجوعها من رحلة العلاج أصبحت بدون مأوى، تلاحقها الديون التي أدت إلى تدهور حالتها المادية وتركها بلا مأوى.
لم يتبق من وسيلةٍ أمام نادية سوى مطالبة رجال عائلتها بإرثها الذي تركه والدها، ويتضمن أراضٍ وأملاك في منطقة همدان. بعد أن كانوا قد استولوا عليها وحرموها منه.
ساهم النظام الأبوي في جعل معاناة نادية أكبر، حيث كان تأثير الحرب مضاعفًا بسبب سيادة القوانين الأبوية التي تصعب من فرص نجاة النساء من الحروب والمرض والكوارث.
الاعتصام بعد فقدان الأمل في الحل
توضّح نادية الهمداني أنها طرقت جميع الأبواب وحاولت التواصل مع قائد محور همدان، والشيخ سلطان السامعي عضو المجلس السياسي الأعلى من أجل أن يتوسطوا عند أقربائها الذين يملكون نفوذًا قويًا لدى جماعة الحوثي في صنعاء ويستخدمون ذلك النفوذ في مصادرة حقوقها.
ولكن جهودها باءت بالفشل إلى حدٍّ دفعها إلى التفكير في الانتحار، ولكن مقربين منها ساعدوها في تخطي تلك المحنة.
وبعد يأسها من الحصول على أية مساعدة رسمية أو واسطة تمكّنها من حقها المشروع، اضطرت نادية إلى اللجوء لمواقع التواصل الاجتماعي لشرح مظلوميتها وإيصالها للرأي العام.
وفي 14 أيار/مايو قررت نادية الهمداني أن تعتصم أمام مقر إقامة الشيخ سلطان السامعي، عضو المجلس السياسي الأعلى، بصنعاء.
ولفتت نادية إلى أن اختيارها مكان الاعتصام يرجع لكون الشيخ السامعي هو المسؤول الوحيد في سلطة صنعاء الذي تعرف مقره، وتستطيع الوصول إليه.
تكشف قضية نادية الهمداني عن استمرار المظالم التاريخية للنساء مع قوانين النظام الأبوي في شقها الديني والسياسي، التي تحرمهن من حقوقهن المشروعة ومنها الإرث.
ويعد الإرث من أبرز القضايا التي تواجه النساء في البلدان ذات الغالبية المسلمة بسبب استخدام رجال العائلة للسلطة الأبوية في منعهن من هذا ميراثهن ومفاقمة معاناتهن الاقتصادية والاجتماعية.