احتجاجات وإضراب عن الطعام…أي أمل للاجئين/ات السودانيين/ات في إثيوبيا؟

بعد انقطاع الغذاء عن اللاجئين/ات السودانيين/ات في منطقة “أولالا” بإقليم الأمهرا في إثيوبيا أعلنوا/ن يوم 23 أيار/مايو، الإضراب عن الطعام. وذلك بعد تخصيص الكمية القليلة المتبقية من الغذاء للأطفال وكبار السن وذوي الإعاقة. مطالبين/ات بالتدخل الإنساني العاجل من المنظمات الإنسانية لإغاثة المعسكر من الجوع وإنقاذ المرضى وإجلائهم/ن إلى مكان آخر أكثر أماناً.

وبلغ عدد المضربين/ات عن الطعام 2843 فيما تم استثناء 2133 طفل، و 76 شخصًا من ذوي الإعاقة، و1196 من الحوامل و327 امرأة مرضعة، بالإضافة إلى عشرات المسنين.

اعتصام مفتوح ومعاناة مستمرة

قبل خوض معركة الإضراب عن الطعام، كان اللاجئون/ات قد دخلوا في اعتصام مفتوح منذ أكثر من ثلاث أسابيع في غابة ال “أولالا” التي تبعد عن معسكر النزوح بكيلومترين فقط.

وذلك من أجل لفت الانتباه إلى المعاناة الإنسانية الكارثية التي يعيشونها، بسبب انعدام المساعدات الغذائية والصحية، والأمن، وهطول الأمطار الغزيرة وعدم توفر الإيواء وتزايد معاناة المرضى والأطفال والرضع والنساء. كما يعانون من الإعياء بسبب المياه الملوثة حيث ظهرت أمراض الكلى والسكري مما يفاقم من هذه المعاناة.

ويبلغ عدد اللاجئين/ات السودانيين/ات في غابات “الأولالا” بأمهرا 6080 شخصًا، قرروا تقنين الغذاء المتوفر، الذي كان يكفي لخمسة أيام فقط، وتمكنوا من الاستمرار به لأكثر من ثلاثة أسابيع.

وبحسب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين فإن أكثر من 53,500 لاجئا/ة عبروا الحدود إلى إثيوبيا، نصفهم/ن تقريباً في إقليم الأمهرا والنصف الآخر في إقليم بني شنقول قمز.

وفي وضع مشابه يشتكي اللاجئون/ات السودانيون/ات في منطقة الكرمك الإثيوبية في إقليم “بني شنقول قمز” من عدم اكتمال إجراءات التسجيل الرسمية بجانب ضعف الخدمات الصحية والإيواء.

وأكدت إحدى اللاجئات في “الكرمك” عدم توفر الإيواء الكافي بمعسكر استقبال اللاجئين/ات وقلة المساعدات الغذائية بجانب إشكاليات في العلاج وعدم توفر الكوادر الصحية المؤهلة.

وبحسب المفوضية السامية لشئون اللاجئين فإن إقليم بني شنقول قمز في اثيوبيا المتاخم للسودان يأوي أكثر من 20 ألف لاجئ. فيما اشارت إلى أن العدد الكلي للذين عبروا الحدود من السودان إلى الدول المجاورة بلغ 2,6 مليون شخص.

انعدام للأمن وفشل أممي في حماية السودانيين/ات

وحسب موقع “التغيير” فإن المتحدث بإسم اللاجئين/ات كشف بأن الأوضاع الأمنية المحيطة بالمعسكر تهدد حيواتهم/ن بشكل كبير، خصوصاً في ظل الاشتباكات المتواصلة بين الجيش والمليشيات الإثيوبية، تدور على بعد 2 كيلو متر من المنطقة التي يقيمون فيها.

وأكد أنهم/ن يتعرضون للتضييق من المزارعين الإثيوبيين في المنطقة كما يتعرضون للاعتداء من قبل ملشيا الفانو والشرطة الفيدرالية.

كما أشار إلى أن الحكومة الإثيوبية هددت باستخدام القوة لإجبارهم/ن على مغادرة غابات “الأولالا” وذلك بحضور ممثلين عن مفوضية اللاجئين الدولية. وأضاف :”أن العالقين/ات السودانيين/ات، طالبوا حينها بإعادتهم/ن إلى السودان، على أن تعتذر أديس أبابا للعالم عن التقصير في حماية حياتهم/ن”.

وكانت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد أكدت أنها تمكنت بالتعاون مع دائرة اللاجئين والعائدين في إثيوبيا والسلطات الإقليمية، من زيادة دوريات الشرطة. ونبهت إلى عودة بعض اللاجئين إلى مواقعهم/ن بينما واصل معظمهم/ن الإقامة على جانب الطريق، على بعد حوالي 1.5 كيلومتر من معسكر أولالا فيما تتواصل الجهود لإقناع بقية المجموعة بالعودة إلى الموقع.

ولكن المتحدث بإسم المعسكر قال بأن مفوضية اللاجئين، المفوضية لم تقم بأي تحرك حقيقي لحمايتهم/ن وإغاثتهم/ن ، وأنها فشلت في اقناع اللاجئين/ات بالعودة إلى معسكرات “الأولالا” التي ادعت أنها مجهزة، لكنها تفتقر لأبسط مقومات الحياة، خصوصاً في ظل الانعدام التام للأمن نسبة لانتشار حاملي السلاح المحليين وتزايد الانتهاكات والسطو المسلح.

كما أوضح أن المواد الغذائية التي كانت تقدم للاجئين/ات غير كافية مشيراً إلى أن حصة أي اللاجئ/ة شهريا تبلغ 10 كيلو قمح، ورطل زيت طعام، و900 جرام من العدس، وكيلو دقيق ، ومعلقتين من الملح، وأوضح أن تلك الكمية من الغذاء لا تكفي اللاجئين/ات لعشرة أيام مبيناً إنهم يعيشون أوضاع مأساوية في ظل عدم توفر مصادر الدخل، وأنهم/ن اضطروا لترك ما تبقى لكبار السن والأطفال والمرضى.

أي أمل للاجئين/ات السودانيين/ات ؟

في ظل هذه الأوضاع المأساوية وموجة التهجير المستمرة بسبب الحرب، لا يجد السودانيون/ات أمامهم من وسيلة أخرى سوى تعريض أنفسهم/ن لمخاطر الإضراب عن الطعام في مخيمات للنزوح تفتقر لأي اسعافات صحية عاجلة.
فيما تواصل المنظمات الدولية التحجج بقلة الحيلة وعدم القدرة على التعامل مع الأزمات التي تشهدها المنطقة بسبب الحرب.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد