شيرين عبد الوهاب.. المرأة التي كنّاها أو يمكن أن نكونها

مرة أخرى، عادت وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الإخبارية لتتلقف مأساة شيرين عبد الوهاب، وعلاقتها السامة بطليقها حسام حبيب.

هذه المرة، كان العنوان وصمة جديدة “هستيريا وغضب” شيرين، مصحوبًا بمقطع مصور نشره حسام تظهر فيه شيرين وهي تحطم أثاث (الاستوديو) الملوك لكليهما معًا بالشراكة.

ولكنّ التفصيل الجوهري الذي تغافلت عنه أغلب هذه الصفحات، هو امتناع حسام عن فضّ الشراكة وإعطاء شيرين حصتها.

بالإضافة إلى الاعتداء عليها وضربها بآلة حادة تسببت لها بجرح في رأسها، وعدة كدمات في جسدها ووجهها، ما دفعها إلى التوجه لقسم الشرطة والتقدّم بشكوى بحقه.

شيرين عبد الوهاب.. الفتاة الفقيرة العفوية، والنجمة المعنّفة

قبل كل شي، شيرين امرأة، وهذا ما تحاكم وتلام عليه، وتقيّم جميع تصرفاتها بناءً على النظرة الأبوية لما يجب أن تكون النساء عليه.

حين اقتحمت شيرين الوسط الفني بصوتها الجميل، وعفويتها، وخفة ظلها كانت تتعرض للتنمر على شكلها، وصفت بالـ “صبي”.

وحين أطلقت العنان لعفويتها على المسرح وفي المقابلات تعرّضت للانتقادات، والاستخفاف. مرة أخرى، بسبب النظرة الأبوية لما يجب أن تكون عليه الامرأة.

وحين تزوجت من حسام، وعبّرت عن هيامها به، تعرّضت للوم لأنها “تبالغ” بإظهار مشاعرها، أما حين اختبرت التعنيف والاستغلال والتلاعب تحوّل الجميع إلى وصيّ على صحتها النفسية والجسدية، وأولهم شقيقها الذي قال في اتصال هاتفي مع إحدى المحطات المصرية إنه “ضربها لحمايتها من نفسها” عقب انتشار أخبار عن إدمانها.

ومرّ الخبر مرور الكرام، حفلة التعنيف والانتهاكات الجماعية تلك لم سقف عندها أحد، فقد كان التركيز كلّه منصبًّا على انتقاد وإدانة شيرين التي “سمحت لحسام باستغلالها”.

 

 
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by Sharika wa Laken – شريكة ولكن (@sharikawalaken)

 

في المقابل، كان حسام يستغلّ علاقات القوة والضعف في الوسط الفني، ويستغلّ عفوية شيرين ليرسم لها صورة “المرأة الهستيرية” التي “تدفعه” إلى تعنيفها. رغم أنها لم يوفّر فرصة للتلاعب والكذب بشأن مسألة التعنيف تلك، وخصوصًا في المرة الأخيرة.

اختبرت شيرين العيش تحت مجهر الجمهور، وأحكامه. والتعامل مع انتقادات المنصات الفنية واستسهالهم لاقتحام حياتها واستباحة خصوصيتها.

حاولت شيرين النجاة أكثر من مرة، كانت آخرها عندما توجّهت إلى الشرطة لحماية نفسها، فانتهى بها الأمر كما قد ينتهي مع أي واحدة منّا، التراجع خوفًا من الفضيحة.

فأمام قضاء غير عادل، يغيب عنه قانون عنف أسري، وأمام مجتمع يطبّع ويبرر تعنيف النساء واستغلالهن، ويعتبر المشهورات “مستباحات”، تتمسّك شيرين بعفويتها وإصرارها على النجاة والحياة.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد