رغم بطش الاحتلال.. لن تكون غزة أرضًا بلا سكان
يواصل الاحتلال الصهيوني ارتكاب المجازر الوحشية بحق سكان غزة من الشمال إلى الجنوب. حيث لا ملاذ آمن ولا مكان يمكن أن يحمي آلاف المهجرات/ين قسراً. في ظل استمرار الحصار والتواطؤ، بل والمشاركة الدولية في هذه الحرب الاستعمارية، تظهر أهدافها الإبادية كل يوم.
الاحتلال يستهدف مدارس الأونروا
يواصل جيش الاحتلال الصهيوني استهداف مراكز غوث اللاجئين/ات (الأونروا) في نهج واضح. وذلك لجعل حصار غزة أكثر قسوة، من خلال تحييد المنظمات الإغاثية من الواجهة.
في هذا الصدد، قصف الاحتلال مدرسة “أبو عريبان” التابعة للأونروا والتي تؤوي مهجرات/ين قسراً في مخيم النصيرات. أسفر القصف عن استشهاد 17 شخصاً وجرح 80. ونقلت قناة الأقصى، عن مدير مستشفى العودة، أن أكثر من 70% من المصابين/ات من النساء والأطفال/الطفلات.
مجزرة مواصي خانيونس وحشية لا متناهية
في سياق متصل أقدم الاحتلال الصهيوني على مجزرة مروعة في مواصي خانيونس. حيث استخدم السلاح الأمريكي وأقدم على قتل 90 شخص وجرح 300. في هجوم يوضح أن مادام هذا الاحتلال يتغذى على تسليح عسكري من القوى الاستعمارية العالمية، فإن حرب الإبادة لن تتوقف. بل أصبحت المجازر روتينًا يوميًا في عقيدة سفاحي الاحتلال.
استهدف الاحتلال مصلين في مخيم الشاطئ
على جانب آخر من فصول الإبادة، ارتكب الاحتلال مجزرة جديدة في منطقة الشاطئ باستهداف المسجد الأبيض. أدت المجزرة إلى ارتقاء 22 شهيداً من المصليين، وإصابة أكثر من 20 آخرين، معظمها إصابات خطيرة.
كانت القذائف قد سقطت على مصلى صغير أقيم على أنقاض المسجد الأبيض الذي دمره الاحتلال في حربه الإبادية.
عقيدة الاحتلال الاستعمارية لمحو الشعب الفلسطيني
تأتي هذه المجازر من سياسة استعمارية تؤسس للمشروع الاستيطاني الإحلالي الذي يهدف لأن تكون فلسطين أرضًا بلا سكان.
هذه الحرب على غزة ماهي إلا مواصلة لمشروع ظل الكيان الصهيوني والقوى الاستعمارية التي صنعته يمهدون له الطريق منذ النكبة.
فقد كانت سياسات الاستيطان والاستيلاء على الأراضي مجرد فصل غير مكتمل، من مشروع هدفه الرئيسي هو الإبادة الكاملة للشعب الفلسطيني ومحوه، لكي يتسنى لهذا المشروع الطفيلي أن يدق أوتاده في الأرض. بل ويواصل مشروع التوسع الذي يمتد لبلدان أخرى في المنطقة.
في هذا الصدد، فإن عقيدة جيش الاحتلال تُبنى أول ما تُبنى على نزع إنسانية الفلسطيني/ة وتصوير حياته بأنها أقل قيمة ويمكن لهذا الجيش السادي أن ينهيها.
يظهر ذلك جليًا من تصريحات قادة الاحتلال وآخرهم الوزير المزعوم “غالانت” الذي وصف سكان غزة بالحيوانات البشرية، في تبرير لجرائم جيشه الوحشية.
في سياق متصل، نشر إعلام العدو شهادات لستة جنود من الاحتلال شاركوا في الحرب الإبادية في غزة. وصرحوا أن القاعدة الوحيدة التي كانت تعطى لهم هي أن يبطشوا بأهل غزة ويقتلوا كل من يتحرك.
بعضهم صرح أنه كان يطلق النار لأنه يشعر بالملل. آخر وصف قصف المباني بالممتع، وآخر قال أن الأمر أشبه بألعاب الفيديو. بينما أظهروا أن التعليمات الوحيدة التي تلقوها هي حرق المنازل واطلاق النار على أي شخص بالتحديد الأطفال.
هذه العقيدة السادية وإطلاق العنان لأكثر كوامن النفس البشرية شراً وأكثر الممارسات بطشًا كانت وستظل المحرك الأساسي للاستعمار قبل السلاح والتقنية. فالهدف من هذا النظام الوحشي هو محو كل ما يتعلق بالأرض وسكانها وتاريخها، لكي يكون الاستيلاء عليها نهائيًا ودون مقاومة.