جرائم أبوية…الانتقام من الزوجات من خلال بطفلاتهن/أطفالهن في الأردن والعراق
ساهم النظام الأبوي في إنتاج بنية أسرية قائمة على اضطهاد النساء والطفلات/الأطفال، ووضعهن تحت إمكانية استخدام العنف للضغط أو الانتقام أو الإخضاع.
بدافع الانتقام من طليقته أب يقتل طفلته في الأردن
خنق رجل طفلته أثناء زيارتها له، ثم صورها وأرسل المقطع إلى والدتها إنتقامًا منها لتطلبقها له. الأم التي عانت من العنف على يد طليقها، وإجبارها على العمل الجنسي لتأمين مخدراته وكحوله، وجدت نفسها تعيش مجدداً كل الألم الناتج عن الاضطهاد الأبوي بعد استخدام ذات العنف لقتل ابنتها.
أب يعنف ابنته للضغط على والدتها في العراق
بعد محاولة التيار الديني إجراء تعديلات في قانون الأحوال الشخصية، لا تزال جرائم العنف الأسري تشكل خطراً على حيوات الطفلات/الأطفال، وذلك بعد انتشار مقاطع مصورة لأب يقوم بتعذيب وضرب طفلته البالغة من العمر 6 سنوات للإنتقام من طليقته في النجف.
قوانين الأسرة الأبوية وتقنين العنف
تظهر هاتين الجريمتين أن تأسيس قوانين الأسرة والأحوال الشخصية على قيم النظام الأبوي، لن ينتج إلا مزيداً من العنف ضد الأطفال/الطفلات.
حيث تساهم هذه القوانين في تمكين الرجال المعنفين من الحضانة أو من مصير الطفلات/الأطفال، فيقومون بإستخدامهن/م وسيلة للانتقام من النساء.
لا تراعي القوانين أو القيم الاجتماعية أن تعرض النساء للعنف داخل مؤسسة الزواج، سيؤدي بلا شك إلى تعريض الطفلات/الأطفال إلى ذات العنف.
في هذا السياق فإن الحملة الشرسة من التيار الديني لتغيير قانون الأحوال الشخصية في العراق، لا يهدف سوى إلى تمكين المعنفين بشكل أكبر من ممارسة إجرامهم. إجرام يدعو إلى جعل النساء مجرد وسائل للانتاج الاجتماعي ومنعهن حتى من محاولة النجاة.
النظام الأبوي وتفكيك الروابط الأسرية
إن العنف الأبوي يهدف في النهاية إلى الانتقام من النساء كلما حاولن الخروج من حلقة الاضطهاد ومواجهة العنف.
ويظهر ذلك بشكل واضح في تصاعد جرائم العنف ضد الطفلات/الأطفال للانتقام من أمهاتهن/م.
بين جريمة قتل الطفلة في الأردن، وبين جريمة تعنيف الطفلة في العراق ، يُظهر النظام الأبوي أنه نظام يسعى لتفكيك القيم الإنسانية والترابط الأسري. نظام ينتج ينتج آباء معنفين وإنتقاميين، لا يرون في أطفالهن/طفلاتهن سوى وسيلة ضغط وانتقام من نساء قررن الإنفصال.
ويعد استخدام خطاب تفكيك الأسرة والاعتداء على القيم المجتمعية، الوسيلة الأكثر شيوعًا لشيطنة النضال النسوي وتقويض فرصه في الوصول للفئات المعنية. لكن بظهر بشكل قاطع أمام كل جريمة عنف أبوي، أن النظام الأبوي ينتج مجتمعًا قائمًا على التفكك الأسري والعنف والتعدي على كل القيم التي تمجد العلاقات العائلية. مجتمع يمكن للأب فيه أن يعنف طفلاته/أطفاله ويقتلهن/م للانتقام من طليقته أو إجبار زوجته على العدول عن قرار الانفصال.
إن النسوية تدافع عن بنية أسرية قائمة على الآمان والاحترام والحب، أسرة يتوفر جميع أفرادها على ذات الحقوق، ولا تتم مساومة أطفالها/طفلاتها ولا استخدامهن/م ورقة ضغط أو وسيلة انتقام.
لا شك أن شيطنة النضال النسوي من هذه المنظومة الأبوية، يهدف إلى جعل العنف مصيراً غير قابل للتغيير بالنسبة للنساء والطفلات/الأطفال. ووضع آليات عنيفة واقصائية أمام التأسيس لعلاقات عائلية واجتماعية خالية من القهر والإجرام الوحشي الذي يحول الأب لعدو لأطفاله/طفلاته وقاتل لهن/م.