
لعبة الانتحار.. هل اغتالت الصهيونية فرجينيا جيوفري الشاهدة الملكة في قضية إبستين؟
تُوفيت فيرجينيا جيوفري، إحدى أبرز الناجيات من شبكة الاستغلال الجنسي التي أدارها جيفري إبستين، في 25 نيسان/أبريل 2025، في منزلها بغرب أستراليا، عن عمر يناهز 41 عامًا، وفق ما أكّدته عائلتها.
الوفاة التي أُشيع بأنها “انتحار”، فتحت الباب أمام العديد من التساؤلات، خصوصًا وأن شهادة فرجينيا جيوفري شكلت حجر زاوية في قضية إبستين، لملاحقة شخصيات نافذة بتهم الاستغلال الجنسي.
كما لا يزال “انتحار” جيفري إبستين داخل السجن موضع جدل وتشكيك كبير، مع وجود أدلة قوية تشير إلى احتمال قتله. واليوم تثير وفاة فرجينيا في ظروف مشابهة المخاوف نفسها.
وكانت فيرجينيا قد أعربت سابقًا عن خشيتها من أن تُسكت بـ”سيناريو انتحار”.
The same woman who warned the world she was not suicidal just “died by suicide” — after exposing one of the most powerful trafficking networks on earth.
The coincidences aren’t coincidences. She was silenced permanently.
Never forget Virginia Giuffre. pic.twitter.com/VcMlXMZc5l
— MatrixMysteries (@MatrixMysteries) April 26, 2025
Remember this….
Hit by a bus
4 days to live
Now suicide right
Virginia Giuffre did not kill herself! pic.twitter.com/h62IG8p0AJ
— SAS (@SasTrendy) April 26, 2025
ففي عام 2019، عقب وفاة إبستين المثيرة للجدل في السجن، أعادت فيرجينيا جيوفري نشر سلسلة تغريدات عن وفاة جيفري إبستين، وعبّرت فيها عن شكوكها حول وفاته. واعتبرت في تغريدتها على تويتر، إكس حاليًّا، أنّه “لم ينتحر” وأن وفاته بدت لها “سيناريو تصفية”.
وفي إحدى تغريداتها حينها، كتبت:
“ليس لديّ أي نية للانتحار.. إن حصل لي شيء، فاعلمن/وا أنني لم أنتحر. الكثير من الأشرار يريدون إسكاتي”.
التغريدة أصبحت لاحقًا مرجعًا لكل من يرفض تصديق رواية انتحار إبستين، واليوم يعيد كثيرون تداولها بعد الإعلان عن وفاة جيوفري نفسها بـ”الانتحار”، ليطرحوا السؤال ذاته: هل ماتت فعلاً منتحرة؟ أم أسكِتت؟ ومن المستفيد من إسكات الشاهدات/ الشهود؟
يُذكر أنه بعد انتقالها إلى أستراليا، تعرضت فيرجينيا لحادث سير مشبوه مع حافلة. وفي الأسابيع التالية، جرى التداول بتقارير متناقضة تشير إلى معاناتها من فشل كلوي وشفاء مفاجئ، ثم، وبشكلٍ مفاجئ أيضًا، سرت أخبار عن “انتحارها” المزعوم.
View this post on Instagram
جزيرة إبستين.. ونمط الإفلات من العقاب
لا تزال وثائق إبستين تكتنفها السرية رغم وعود متكررة بالكشف عنها، آخرها من قبل دونالد ترامب، الذي لم يفِ بوعده لحينه.
ففي الوقت الذي يتم فيه عزل الناجيات ومحوهن، يستمر الجناة بالإفلات من العقاب.
ولم يكن جيفري إبستين مجرّد مليونير أميركي تورّط في جرائم اتجار جنسي واعتداء على قاصرات. كما لم تكن قضيته يومًا قضية رجل واحد، فقد أزاحت النقاب عن شبكة عالمية من الإتجار بالبشر والإبتزاز الجنسي والتلاعب السياسي الذي تحميه نخب من مختلف هياكل السلطة المالية والسياسية والصهيونية.
شبكة نفوذٍ عالميّة تضم ساسة، أمراء، فنانين، وعلماء، تواطأ بعضهم/ن في تغطية جرائمه أو السكوت عنها.
وبعد وفاته الغامضة في السجن عام 2019، كُشفت آلاف الصفحات من الوثائق القضائية، أظهرت تورط شخصيات نافذة في دوائر سلطة استخدمت أجساد الفتيات القاصرات كوسيلة توطيد مصالح.
فيما حُكم على شريكته غيزالين ماكسويل بالسجن، بقيت ملفات أخرى مغلقة لحماية هوية الناجيات.
وشملت الشهادات أسماء مثل بيل كلينتون، برنس أندرو، وستيفن هوكينغ، دون توجيه اتهامات مباشرة، لكنها أظهرت حجم التطبيع مع الاستغلال الجنسي حين يتقاطع مع السلطة والمال.
تكشف قضية إبستين عن نمط عالمي من الإفلات من العقاب، حيث تُحاط البيدوفيليا بشبكات حماية اجتماعية، قانونية، وإعلامية، تسهم في تلميع الجناة وتخوين الناجيات/ الضحايا، خصوصًا حين يمتلك المعتدي رأس مال رمزي أو ديني أو سياسي.
عن دور الاستخبارات.. “أمة تحت نير الابتزاز”
وثقت الصحافية ويتني ويب في تحقيقها الشهير “أمة تحت نير الابتزاز” علاقات إبستين العميقة بدوائر الاستخبارات، بما في ذلك شخصيات مرتبطة بالموساد الإسرائيلي مثل روبرت ماكسويل، والد شريكته في الجرائم غيلين ماكسويل.
فروبيرت ماكسويل، كان رجل أعمال وإعلام بريطانيًا، لكنّ الوثائق والتحقيقات ترجّح عمله كعميل مزدوج لصالح كل من الموساد الإسرائيلي والمخابرات البريطانية (MI6). وبحسب ويتني، لديه علاقات وثيقة مع قيادات إسرائيلية، وورد اسمه في ملفات سرية لضلوعه في نقل معلومات حساسة إلى إسرائيل، وكان مقربًا من رئيس الوزراء السابق إيهود باراك.
لذا تعتبر ويتني ويب، في تحقيقها، أن جيفري إبستين لم يكن مجرّد معتدٍ جنسي بل أداة في شبكة ابتزاز دولية مرتبطة بالاستخبارات، خصوصًا الموساد الإسرائيل. وتؤكّد أنه كان يُستخدم لتوريط شخصيات نافذة حول العالم (سياسيين، أكاديميين، رجال أعمال، وأمراء) في جرائم جنسية مصوّرة، تُستخدم لاحقًا كوسيلة ابتزاز.
في السياق، هناك ترجيحات عديدة، بينها تصريحات لمسؤولين سابقين، تؤكد أنه كان يعمل بتغطية استخباراتية، وأن موته قد يكون تصفية مقصودة لا انتحارًا، بعد أن بات يشكل خطرًا على الجهات التي خدمها، أو بعدما هدد بكشف ملفات حساسة.
ولفتت إلى أن توقف كاميرات المراقبة، وانشغال الحراس وقت وفاته، وإلغاء مشاركة زنزانته، كلّها تفاصيل أُدرجت ضمن “سيناريو التصفية الأمنية”.