
أكثر من 80 امرأة مفقودة في السويداء: “ليش ما نذبحهم طيب؟”
تتواصل التقارير حول حالات اختطاف جماعي لنساء من محافظة السويداء، في ظل معلوماتٍ أولية غير مكتملة تشير إلى اختفاء عشرات النساء، وتظهر فيديوهات يريد فيها الخاطف مبادلة نساء وشباب مختطفين، لا سيما في قرى نجران والمجدل والطيرة، إضافة إلى مدينة السويداء ومحيطها.
أكثر من 80 امرأة
أحصى/ت ناشطون/ات حصيلة أولية ضمّت ما لا يقل عن 80 امرأة وفتاة، بعضهنّ تأكدت وفاتهنّ، وأخريات عدن إلى عائلاتهن، بينما لا يزال مصير العدد الأكبر مجهولاً.
كما شملت الحالات المُبلّغ عنها أفرادًا من عائلات بكاملها.
تضمنت لائحة المختطفات من النساء الدرزيات حتى الآن أسماء كل من:
رغد سامر أسد، لونا الباروكي، تاج منذر، ضحى علم الدين، ماجدة أحمد نصر، منال أسد نصر، ميساء نصر، ناهدة حمد نصر (أم يامن)، شذى دليقان، رؤى الأطرش، عُلا شرف الدين، باسمة العوام، سمرا مرت حكمت ذيب، ريم بريك، مياسي قطيني (أم ياسر)، ريما قطيني، نادية صقر، خالدة حمد، أم جمال محمودة الملحم، وفاء دارب نصر (أم تميم) وأحفادها: بانا، غنى، جواد تميم نصر، رنا الحلبي، دعاء غرزالدين، الطفلات سيرين وتالا الخطيب، شمس سائر سلامة، شريفة الصالح، هالة صلاح الدين، روان سليمان، سهام صافي نصر، ريما أسعد بوشبلي نصر وأطفالها، حياة بوشبلي نصر، ماجدة رافع، ماجدة نصر، منال نصر، سلوى عطرشان نصر، والدة وأخت باسم، وسيم، وعصام نصر، زوجات نزيه ومهند حمد، صالحة بوعاصي وابنتها ليلى، زوجات فراس وبسام نصر، إلهام بوعاصي وكناينها، هديل عبد الحي، خلود هايل الحسين وبناتها وأولادها، ناديا صقر، ماجدة ريدان وبناتها شهد وسيرين الخطيب، لمار أو تالا الخطيب، نجود الشاطر، أم نجدت، ربى راضي شنان، وئام صلاح الدين، نوال حسين رافع، ماجدة ومجدي نسيب عقل وزوجته هيام أبو خير، مجد زهر الدين، رفاه هنيدي، امتثال العاقل، خلود العاقل، وامرأة أبو غسان سلمان بندق.
في هذا السياق، أكدت الناشطة المدنية والسياسية سوسن أبو رسلان أن العديد من المختطفات ظهرن خلال خروجهنّ مع عناصر مسلحة تابعة لقوات العشائر على مرأى من الإعلام. كما حمّلت هند قبوات، وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل، مسؤولية أمن وسلامة النساء المختطفات.
ووفق إفادة شهود عيان، فُقدت الشابة رغد سامر أسد أثناء مرورها برفقة والدتها على طريق فرعي بين الرحى وسهوة بلاطة، حيث تعرضت ثلاث سيارات تقل نساء لإطلاق نار، أدى إلى انقلاب إحداها. أُصيبت الأم وفقدت الوعي، واستيقظت في وقتٍ لاحقٍ عند أحد منازل المنطقة دون أن تتمكن من معرفة مصير ابنتها، التي تأكد لاحقًا أنها توفيت.
“هم أخذوني”.. مباشرةً على الهواء
في محاولةٍ فاشلة لتزييف الوقائع وتلميع الجريمة، ظهر عدد من النساء المختطفات في فيديوهات مسجّلة من أحد مسلحي العشائر يدّعي إنقاذهن، وهنّ: ماجدة ريدان وبناتها، شهد وسيرين الخطيب، وتالا ولمار الخطيب.
إلى جانب المصور، يظهر مسلحٌ آخر، أشار أقارب العائلة المنكوبة إلى أنه الشخص ذاته الذي ظهر في فيديو سابق يوثّق إعدامًا ميدانيًّا رميًا بالرصاص. من مسافة صفر، أعدم المسلّح مواطنًا درزيًّا أعزل يدعى مروان الخطيب، بينما ما يزال مصير ابنه ربيع الخطيب غير مؤكد بعد.
من داخل المنزل، تم خطف النساء، بعد حرقه بالكامل. تقول إحدى قريبات العائلة: “أخذوهن هي والبنات، حرقوا بيت عمي وأخذوهن. ما منعرف إذا عايشين أو قتلوهن، منشان الله، أخذوا نسوان كثير من رضيمة”.
حرقوا بيت عمي وأخذوهن. ما منعرف إذا عايشين أو قتلوهن… منشان الله، أخذوا نسوان كثير من #رضيمة.”
هذه الجريمة تُعد #انتهاكًا_صارخًا لـ #القانون_الدولي ، وتشير إلى #استهداف_طائفي #ممنهج ضد المدنيين من #الطائفة_الدرزية في #ريف_السويداء.
— ،،، (@Sy_intelligence) July 18, 2025
وقد التقت قناة، على الهواء مباشرة، مقاتلين من قوات العشائر يقودان سيارة فيها نساء، وذلك خلال بث مباشر من أحد محاور القتال. وأكد أحد المسلحين أمام الكاميرا أنه ينتمي إلى قوات العشائر وأنه يحمي النساء، في حين توجّه المراسل بالسؤال إلى إحداهنّ داخل السيارة، فأجابت بأنها كانت محاصرة في قرية الطيرة لمدة أسبوع. وعندما سألها لماذا سلّمت نفسها للمسلحين، أجابت: “هم طلعوا أخذوني”، وهو ما فُهم من قبل المتابعين على أنه إشارة لاختطافها. ليقاطع المذيع في الاستوديو البث فجأةً: “الوقت غير مناسب لإجراء الحوار”، ما أثار جدلاً واسعاً.
دعا هذا الفيديو الناشطين/ات إلى البحث عن هويات النساء، وتبيّن أنهنّ: ريم بريك، ونجود الشاطر، ووالدتها أم نجدت، التي قالت للمراسل: “هم طلعوا أخذوني”، وغالباً قُتل ولدها ملهم ونجدت، وتم إحراق بيتها قبل خطفها. والأخطر من ذلك هو ظهور المسلح ذاته الذي ادعى إنقاذ النساء، في فيديو يقطع رأس شخص آخر.
وضع إنساني مزرٍ للنساء
نوّهت نبال النبواني، في فيديو صورته صباح ١٩ تموز/ يوليو، بعد هروبها من قريتها في ريف السويداء، إلى وضع إنساني وصحي خطير تعيشه نساء السويداء في ظل الحصار المفروض على المحافظة، إذ تعاني بعضهنّ من غزارة واضطراب في الدورة الشهرية بسبب الظروف النفسية السيئة.
كما ذكرت حادثة لامرأة حامل جاء موعد ولادتها، وكل المشافي خارجة عن الخدمة ولا يوجد أطباء، والطريق غير آمن: “حرام، كانت رح تموت من الوجع”. وقدروا التواصل مع طبيبة ذهبت معها، ولم تدرِ ما حصل بعدها.
وفي شهادة صوتية مرعبة لطبيبة من السويداء، تظهر بشاعة الإجرام بحق النساء في الهجمات الأخيرة على المحافظة: “جثث بالطرقات مرمية، مقطعة.. أثداء نساء مقطوعة، متناثرة.. عيون مقلوعة، جثث معرّاة، السويداء منكوبة”.
وفي سياق الهجوم على السويداء، وقعت عناصر تابعة لسلطة الشرع في يد المقاتلين الدروز في السويداء، وبحسب كلام إحدى الناشطات التي تواصلت مع ناشطة من السويداء، عثر المقاتلون في الهواتف المحمولة المصادرة من المهاجمين على فيديوهات تظهر تعذيبًا واعتداءات على نساء، ولم يتسنَّ بعد الحصول على معلومات كافية ودقيقة.
في الجامعات.. خطف وتهديد بالاغتصاب
امتدت نيران خطف النساء إلى خارج السويداء، إذ أعلنت منى مهدية فريج عن فقدان ابنة شقيقها، آية عامر فريج، الطالبة في السنة الثانية بكلية الآثار في جامعة دمشق، وذلك بعد انقطاع الاتصال بها مساء يوم السبت 20 تموز 2025، قرابة الساعة الخامسة، حيث غادرت حرم الجامعة باتجاه منطقة باب توما، وسط حالة من الغليان الطائفي شهدته الجامعات السورية بعد مجازر السويداء.
إذ تم الاعتداء على طلاب السويداء في سكن جامعة حلب، وخرج طلاب ذكور في كلية الهندسة جامعة دمشق بيان مصور: “الجامعات لا تتسع لهويتين.. فإما نحن وإما نحن!”. وقد عادت آية في الساعات الأخيرة دون تفاصيل حتى الآن.
نغتصبها؟
“لازم نشوف عهد ونقتلها ونبيعها أشلاء”
“نسيت شغلة … نغتصبها ”
“ليش ما نذبحهم طيب ؟”
نُشرت محادثات لطلاب في السنة الثالثة بكلية الطب البشري بجامعة دمشق، احتوت على تهديدات صريحة بالاغتصاب والتقطيع وبيع الأشلاء ضد دكتورة درزية تدرّس مادة “Evidence Based Medicine”.
وتضمنت المحادثات أسماء واضحة للطلاب المشاركين، ورغم نشر الأسماء الثلاثية للطلاب مع ارقامهم الامتحانية لم تصدر إدارة الجامعة أي توضيح رسمي بشأن هذه المزاعم أو ما إذا كان قد تم فتح تحقيق داخلي بحق الطلاب المذكورين.
سلطة على النساء
وكعادة أي سلطة إقصائية تملك جمهورًا ذكوريًّا يرى في نساء الخصم وسيلة لإذلاله، فيلجأ للخطف والشتم والترهيب، خرجت مظاهرة في حي الميدان الدمشقي مساندة لهجوم السلطة على السويداء، ليهتفوا: “الما بيشارك أمه درزية”.
بينما قوبلت وقفة صامتة أمام البرلمان في دمشق ترفع لافتات “الدم السوري على السوري حرام” بالضرب والاعتداء من قبل شبيحة السلطة، وظهر أحدهم في فيديو يوجّه الشتائم والإهانات للصحفية زينة شهلا: “ما بدي مد إيدي عليكي.. عطوني عصا!”.
لا يبدو هذا السعار الطائفي من فراغ، إذ أثار شخص يدعى معمر الشرع، حاصل على دكتوراه في الشريعة والقانون، جدلًا واسعًا بعد أن نشر على صفحته الشخصية بتاريخ 18 تموز/ يوليو 2025، فتوى تضمنت إجازة “سبي نساء طائفة الموحدين الدروز”، مشيرًا إلى أن هذا الحكم، وفق تعبيره، قد آن أوان تفعيله بعد 500 عام من التوقف عن العمل به.
وفي دلالة على أن خطف النساء والاعتداء عليهنّ لن يقف عند طائفة بعينها، نشر أحد الأشخاص فيديو مصورًا من منزله الذي داهمته قوات تتبع للأمن العام، وقد سرقوا أمواله واغتصبوا زوجته كما يقول، إثر خلاف بين أخيه وزملائه في “مخفر بداما بجسر الشغور” بحسب الرجل.