وفاة رضيعة على ذراع أمها العاملة بشركة نسيج مصرية

في الوقت الذي تحتفي فيه الحكومة المصرية، ببدء تطبيق العمل بأحكام قانون العمل الجديد رقم 14 لسنة 2025 منذ مطلع أيلول/ سبتمبر الجاري، والترويج له باعتباره متوافقًا مع معايير العمل الدولية ويحفظ مصلحة العمال/ العاملات في الحصول على أجر عادل وشروط وظروف عمل لائقة وأمان وظيفي وحماية إجتماعية، فقدت العاملة دعاء محمد طفلته الرضيعة سيليا على ذراعها، عند أبواب الشركة التي تعمل لديها.

وفي التفاصيل، فقدت الطفلة الرضيعة حياتها، بعد أن رفصت إدارة شركة نايل لينين جروب للنسيج والمفروشات بمحافظة الإسكندرية، شمال مصر، منح الأم إجازة أو حتى إذنًا للذهاب بابنتها المريضة إلى المستشفى، واحتجاز الأم لثلاث ساعات داخل الشركة.

“3 ساعات من التوسل من أجل علاج الرضيعة بالمستشفى”

وتوجهت والدة الرضيعة المتوفاة بصحبة عدد من زميلاتها، الخميس 11 أيلول/ سبتمبر الجاري، إلى قسم شرطة الدخيلة لتحرير محضر ضد الإدارة بالتسبب في وفاة ابنتها.

ووفقًا لصحف محلية، قالت العاملة دعاء محمد والدة الطفلة المتوفاه إنها بعد عودتها من إجازة الوضع بعشرة أيام، تعرضت ابنتها الرضيعة للإصابة بجرثومة المعدة، ودخلت على إثره المستشفى. ولم تتمكن الأم من الحصول على إجازة من الشركة عبر الاتصال الهاتفي، ما اضطرها لإحضار الرضيعة للشركة خوفًا من الخصم من راتبها، ويبلغ 2000 جنيه / 40 دولار، الذي تفرضه الشركة على من  يتغيب لمدة يومين.

أضافت دعاء التي لم تتمكن من الغياب لظروفها المعيشية الصعبة: “إحنا محتاجين كل جنيه من المرتب”.

وأكدت العاملة بأن مديرتها رفضت منحها إجازة أو إذنًا رغم رؤيتها لابنتها المريضة على يدها، وظلت ثلاث ساعات تتوسل، حتى أبلغها موظف الموارد البشرية أنه وافق على الإجازة على الرغم من رفض المديرة.

“يدوب خرجت من الشركة والبنت ماتت على إيديا”

تقول دعاء باكية: “يدوب خرجت من الشركة والبنت ماتت على إيديا، روحت المستشفى قالولي انتي صبرتي عليها ليه ده كله.”

وأشارت دعاء إلى أنها كانت في حكم المحتجزة لأن الأمن يرفض خروج أي عامل قبل موعد انصراف الوردية إلا بإذن أو تصريح خروج.

وفي المقابل، دخل أكثر من 600 عامل/ة بشركة لينين جروب في إضراب مفتوح للتضامن مع زميلتهم/ ن العاملة التي فقدت رضيعتها.

“المرأة الجديدة”: انتهاك صريح للحق في الحياة

بدورها، أعلنت مؤسسة المرأة الجديدة عزائها للأم العاملة عن فقدان طفلتها الرضيعة، وتضامنها الكامل مع العاملات والعمال في شركة “لينين جروب” المضربين/ ات عن العمل دفاعًا عن حقوقهم/ن المشروعة وكرامتهم/ن الإنسانية.

وأكدت المؤسسة في بيانها أن “هذه المأساة كشفت عن انتهاك فج لحقوق العمال والعاملات”، وأن “ما حدث لا يعد مجرّد نزاع عمالي فقط، بل هو انتهاك صريح للحق في الحياة والعمل اللائق والأجر العادل، وهي حقوق أصيلة كفلها الدستور المصري والمواثيق الدولية”.

وفي هذا السياق، طالبت مؤسسة المرأة الجديدة وزارة العمل بـ”القيام بمسؤولياتها الكاملة تجاه حماية العمال والعاملات، ومحاسبة الشركة على مخالفاتها الجسيمة، وضمان تفعيل وتطبيق الحد الأدنى للأجور، والالتزام بأحكام القانون والدستور، وإنفاذ معايير السلامة والكرامة في بيئة العمل”.

ودعت المؤسسة كل القوى المجتمعية والنقابية والنسوية إلى “الوقوف إلى جانبهم/ن، والضغط من أجل وقف هذه الانتهاكات الجسيمة، وضمان احترام كرامة الإنسان وحقوقه في بيئة عمل آمنة وعادلة.”