
بقطع الخيم المهترئة وبقايا الملابس من تحت الركام عن مواجه الغزيات لكابوس الحيض
تنتشلُ الغزيات ما تبقى من أقمشة الملابس تحت ركام منازلهنّ المقصوفة، لاستخدامها بدلاً من الفوط النسائية الصحية المخصصة للحيض.
“أصبح سعر الفوطة الصحية سبعين شيكل، ما يساوي 19$، بعد أن كانت تُباع بـ5 شيكل فقط”، تقول أم العبد امرأة غزية في تقرير لـBBC عربية.
تتحول بقايا القماش المنتشل الملوث، إلى فوطٍ تضعها النساء هناك تحت ملابسهن الداخلية، ويسمينها محليًّا بـ “الشرايط”.
جيراننا في مركز الإيواء حصل ابنهم على تحويلة للعلاج بالخارج قبل غلق المعبر، فأهدوني خيمتهم/ن، وخطر على بالي أن أحوّل قماش خيمتي المهترئة لفوط صحية.
قصاصات الخيم وملابس الرجال الداخلية بديلًا
أكثرُ من 700 ألف امرأة وفتاةٍ في سنّ الحيض يواجهن هذه الأزمة بشكلٍ مباشرٍ في القطاع المحاصر، بحسب صندوق الأمم المتحدة للسكان في غزة. وأكد أن ما يتوفر داخل القطاع من فوط صحية نسائية لا يغطي سوى أقل من رُبع احتياجات النساء هناك، فضلًا عن عدم كفاية المياه ومستلزمات النظافة الشخصية والمراحيض.
تستخدم نساءٌ أخريات قصاصات الخيم بديلًا عن الفوط، فبعد أن خسرت أم وسام جميع ملابسها بسبب القصف، لجأت لقصاصة خيمتها المهترئة.
تقول: “جيراننا في مركز الإيواء حصل ابنهم على تحويلة للعلاج بالخارج قبل غلق المعبر، فأهدوني خيمتهم/ن، وخطر على بالي أن أحوّل قماش خيمتي المهترئة لفوط صحية، وانتقلنا للعيش في خيمة جارتي لأنها أحسن حالًا من خيمتي”.
تحوّلت مستلزمات النساء إلى عبءٍ على بعض الأسر الغزية بسبب الحرب، خصوصًا على الرجال المعيلين لأسرهم، لهذا اضطر أبو أحمد إلى التبرع بملابسه الداخلية لبناته السبع؛ ليستخدمنها بدلاً من الفوط الصحية أيام الحيض.
تسلخاتٌ والتهاباتٌ وكرامة مهدورة
تشير منظمة “أكشن إيد”، وهي منظمة دولية غير حكومية تُعنى بحقوق الإنسان ومكافحة الفقر، وتركز بشكلٍ خاص على دعم النساء والفئات المهمّشة في الأزمات والصراعات، أن استخدام النساء لقطع القماش المأخوذة عن بقايا الملابس تحت الركام، وبقايا الخيم المهترئة وغيرها، بدلًا من الفوط الصحية، مع انعدام المياه والصابون اللازمين للنظافة الشخصية، يعرّضهن لمخاطر صحية جسيمة تشمل التهابات المسالك البولية والجهاز التناسلي، والالتهابات الجلدية والروائح الكريهة، مع مضاعفات صحية قد تؤدي إلى مشاكل طويلة الأمد.
والله بستحي أحكي إيش اللي بتعمله في أجسامنا، التهابات وتسلخات، وأشياء بخجل أحكي عنها.
إضافة إلى ذلك، يسبب غياب الخصوصية وعدم القدرة على الحفاظ على النظافة حالة من الإحراج، والضغط النفسي، ما يؤثر على كرامتهن النفسية والاجتماعية.
“والله بستحي أحكي إيش اللي بتعمله في أجسامنا، التهابات وتسلخات، وأشياء بخجل أحكي عنها، والله تعبنا ومتنا كوننا نساء في هذه الحرب، والله تعبنا”، تشكو أم العبد ما تفعله “الشرايط” بأجسادهنّ.
وأشار الصندوق الدولي للأمم المتحدة للسكان أن شح الفوط الصحية مع غلاء أسعارها دفع النساء والفتيات إلى اللجوء إلى بدائل مؤلمة وغير آمنة مثل المناديل المستخدمة للحمام، والإسفنج وقطع من الملابس القديمة أو الأقمشة الممزقة، وعادة ما يُعاد استعمالها دون غسيل مناسب، ما يؤدي إلى التهابات في الجهاز التناسلي والمسالك البولية، ومضاعفات صحية خطيرة، خاصة في ظل غياب الماء النظيف والصابون والخصوصية في مراكز الإيواء.