
نيرة أشرف نموذجًا: اغتيال رمزي للنساء بالذكاء الاصطناعي
ترند عالمي يتحول إلى أداة لإعادة إنتاج العنف ضد النساء
بعد عامين على مقتل الطالبة المصرية نيرة أشرف أمام جامعة المنصورة ، على يد زميلها محمد عادل، عادت قضيتها إلى الواجهة من جديد، ولكن هذه المرة عبر إحدى موجات الصور المصنوعة بالذكاء الاصطناعي.
ففي خضم انتشار ترند “Hug My Younger Self” (أحضن نسختي الصغيرة)، الذي يقوم على توليد صور تجمع الشخص البالغ بنسخته الطفولية باستخدام أدوات مثل Gemini AI، أقدم البعض على استغلال التقنية لإنتاج صورة تجمع نيرة بقاتلها، في مشهد أثار موجة غضب عارمة على مواقع التواصل الاجتماعي.
ما جرى يكشف عن شكل جديد من أشكال العنف ضد النساء وهو “الاغتيال الرمزي”، أي تحويل الضحية إلى مادة للسخرية أو تبرير الجريمة بدلاً من إدانتها. فالدفاع عن القاتل، أو السخرية من ضحيته، أو إعادة إنتاج صورها في سياقات مهينة، كلها مظاهر تؤكد أن ثقافة العنف لا تنتهي بإعدام الجاني، بل تستمر في المجتمع عبر الخطاب والصورة.
الصورة التي جرى تداولها على سبيل “المزاح”، اعتُبرت من قبل ناشطات/ين وحقوقيات/ين إهانة لذكرى نيرة، لما تحمله من إعادة إحياء للجريمة وتطبيع مع مرتكبها.
مركز “تدوين لدراسات النوع الاجتماعي”، وهو منظمة مصرية مستقلة، علّق على الواقعة قائلاً: “محمد عادل لم يُعدم حقًا، فهو لا يزال حاضرًا في كل شخص يدافع عنه أو يسخر من ضحيته، وفي كل خطاب يبرر العنف ضد النساء”، مؤكدًا أن مثل هذه الممارسات تعكس ثقافة مجتمعية تبرر الجريمة وتعيد إنتاج العنف بأشكال مختلفة.
من المذبحة أمام جامعة المنصورة إلى الصور الساخرة.. “العنف لا يتوقف”
طرحت القضية تساؤلات ملحّة: كيف يمكن لمجتمع بأكمله أن يواجه إعادة إنتاج العنف عبر التكنولوجيا؟ وما الحدود الأخلاقية لاستخدام الذكاء الاصطناعي حين يصبح أداة لإحياء المآسي بدلاً من تضميد جراحها؟
وكانت مدينة المنصورة (دلتا مصر) قد شهدت في 20 يونيو/حزيران 2022 جريمة القتل البشعة، عندما أقدم الطالب محمد عادل على ذبح زميلته نيرة أمام كلية الآداب بعد مشادة كلامية، كشفت التحقيقات فيما بعد، إنها تأتي على خلفية رفض متكرر لنيرة من الإرتباط والزواج بالقاتل، قبل أن يتم توقيفه من قِبل الأهالي.
وفي 14 يونيو/حزيران 2023، نفذت السلطات حكم الإعدام الصادر بحقه في سجن جمصة بمحافظة الدقهلية.، ليسدل الستار على القضية التي هزت الرأي العام المصري.