تعددت الضحايا والقاتل واحد: “فحل” ذكوري لا يقبل الرفض

هل أصبحت ذريعة "الحب" نهجاً لقتل النساء والفتيات؟

بعد نيرة أشرف وسلمى بهجت من مصر، وإيمان إرشيد من الأردن، انضم اسم الشابة المصرية أماني عبد الكريم الجزار إلى قائمة ضحايا الرفض.

إذ قُتلت أماني (19 عاماً) على يد شاب لم تتحمّل ذكوريته رفضها الارتباط به.

تعددت أسماء الضحايا، والقاتل واحد، “فحل” ذكوري لم ينشأ على تقبّل الرفض، وتشرّب مفاهيم تسلطية بالية برّرت له “فورات هيجانه” بذريعة “الحب”.

وهي إعادة تدويرٍ سطحية وساذجة لخطابٍ ذكوري محرض على تعنيف النساء وقتلهن.

مقتل أماني عبد الكريم الجزار على يد أحمد فتحي

هذه الجريمة، هي الرابعة من نوعها خلال أقل من 3 أشهر، والثالثة في مصر.

بينما تصدّرت ذريعة “الحب” تبريرات القتل الممنهج الممارس بحق النساء والفتيات.

وقد ارتكب أحمد فتحي (29 عاماً) جريمته بإطلاق بالرصاص عليها بعد أن رفضت الارتباط به.

وتداولت مصادر صحفية مصرية أن “غافل الضحية خلال خروجها من منزلها، وأطلق عليها النار من مسدس خرطوش، في الشارع بقرية طوخ طنبشا التابعة لمحافظة المنوفية، شمالي القاهرة”.

وأكدت أسرة الضحية، في حديثٍ صحفي، أن الجاني “لطالما حاول اعتراضها بالمعاكسات وطلب الزواج لكنه لم يكن جدياً، لذا لم يتقدم لخطبتها باصطحاب أسرته ولم يدخل إلى منزل الضحية مُطلقاً”.

ولفتت الأسرة إلى أن أماني “اشتكت من مضايقات الشاب مراراً، إلى أن باغتها يوم الجريمة، عقب خروجها من المنزل، بطلقةٍ من سلاح ناري تسببت في وفاتها”.

هل أصبحت ذريعة “الحب” نهجاً لقتل النساء والفتيات؟

أثار خبر مقتل أماني، التي عُرفت بطالبة المنوفية، حالة من الذعر على مواقع التواصل الاجتماعي.

إذ بات هذا النهج في التعدي على حرية الفتيات، وحقهن بالرفض وبالحياة نهجاً يتناقله المجرمون من بعضهم البعض. 

واعتبرت بعض التعليقات أن التعاطف مع القتلة، على غرار ما حصل مع محمد عادل قاتل نيرة أشرف، بالإضافة إلى تبرير قتل النساء والفتيات بذرائع مختلفة، هو سبب مباشر لتفاقم الظاهرة.

بينما أشارت تغريدة أخرى إلى أن “مقتل أماني عبد الكريم هو تأكيد على أن الأزمة تربوية وأخلاقية قبل كل شيء، وهي منتشرة في مختلف مجتمعاتنا العربية ليس فقط في مصر”.

الجريمة الثالثة من نوعها في مصر والرابعة عربياً

تجدر الإشارة إلى أن جريمة ذبح نيرة أشرف أمام حرم الجامعة، في 20 حزيران/يونيو 2022، لا زال يتردد صداها في الشارع المصري، خصوصاً بعد تقديم محامي القاتل طعناً في حكم الإعدام الصادر بحقه.

وبعد ساعاتٍ معدودة، تكرّر سيناريو القتل المتعمد نفسه بحق الطالبة الأردنية إيمان إرشيد.

إذ قتلها عدي.خ رمياً بالرصاص في جامعة العلوم التطبيقية الخاصة، شمال العاصمة عمان، بعد أن هددها بأن يكون مصيرها كمصير نيرة أشرف بسبب رفضها له.

وبعد أسابيع من الجريمتين، وتحديداً في 9 آب/أغسطس 2022، شهدت مدينة الزقازيق في محافظة الشرقية شمالي البلاد، مقتل الطالبة سلمى بهجت التي طعنها زميلها إسلام محمد 17 طعنةً في الشارع، لأنها رفضت الزواج منه.

هذه الجرائم الـ4 لاقت غضباً شعبياً واسعاً، ترافق مع مطالب بالقصاص من القتلى، وسط مخاوف من استمرار تفاقم هذه الظاهرة، في ظل التبريرات الاجتماعية التي يحصل عليها القاتل، ومحاولات التذنيب التي طالت وتطال الضحايا.

من قاتل إيمان إرشيد إلى قاتل أماني عبد الكريم الجزار

سيناريوهات متشابهة من التهديد إلى الانتحار

وعلى غرار نهاية مأساة الأردنية إيمان إرشيد، التي أُغلقت بانتحار القاتل “عدي. خ” بنفس المسدس الذي صوبه تجاه ضحيته، انتحر قاتل أماني خاتماً بموته قضيةً دمويةً يخشى أن لا تكون الأخيرة.

وعُثر على جثة الجاني أحمد فتحي عميرة في طريق “مصر – إسكندرية” الزراعي، التابع لدائرة مركز شرطة قويسنا في المنوفية، منتحراً بالسلاح الناري نفسه “فرد خرطوش” الذي أزهق به روح أماني.

وترك الجاني رسالةً مصورةً، حاول من خلالها تبرير جريمته، متحدثاً عن “حبه” الذي دفعه إلى قتل الضحية وحرمانها من حقها بالحياة، معلناً أنه “سيأخذ حقها منه”.

وأعلنت وزارة الداخلية المصرية انتحار القاتل، علماً أن المادة 14 من قانون الإجراءات الجنائية تنص على أنه “تنقضي الدعوى الجنائية بوفاة المتهم”.

 

 

 

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد