بيان توضيحي صادر عن منصة شريكة ولكن

على إثر حملة التشهير والوصم التي طالت صحافيات منصّة “شريكة ولكن” في الأيام الأخيرة، التزمنا -كما جرت العادة- بعدم الانزلاق إلى مستوى النقاش العنيف والمؤذي.

لكن، احترامًا واستجابةً لرغبة عدد من الصديقات والحليفات النسويات والمتابِعات، ننشر هذا الموقف التوضيحي.

أولًا، انسجامًا مع قيمنا النسوية، نترفّع عن الرد على الاتهامات والتصريحات والمنشورات التي نثق أنها لا تدين إلا من قامت بنشرها. كما نمتنع عن الخوض في تفاصيل الانتهاكات والممارسات السلطوية والعنيفة الموثقة التي مارستها الزميلة السابقة المعنية – أو أيٍّ زميلات سابقات – بحق فريق العمل، وبحق صحافيات مستقلات تعاونَّ مع منصّتنا.

إن انتهاك خصوصية عضوات الفريق، ونشر أسمائهن ومحادثاتهن الخاصة ضمن مجموعات العمل، والتشهير بهن وشتمهن ووصمهن والتحريض عليهن على المنصّات المفتوحة، لا يعكس سوى النزعة العنفية والسلطوية التي عايشناها والتي لا تمت بصلة لقيم وأخلاقيات العمل النسوي.

وفي الوقت الذي نبذل فيه جهدًا مستمرًا لحماية هويّات زميلاتنا في مواجهة عنف المنظومة الأبوية، وجدن أنفسهن معرّضات لاستباحة ولانتهاكٍ عنيفٍ وتهديدٍ ممنهج لأمنهن وخصوصيتهن، ما شكّل استكمالًا مباشرًا لأذًى نفسيٍّ ومعنويٍّ سابقٍ تعرّضن له من قِبَلها.

ثانيًا، نؤكّد أننا تمنينا على جميع الزميلات المتضرّرات عدم الرد أو الانجرار نحو هذا المسار العنفي، بما في ذلك الامتناع عن نشر أيّة وثائق أو معطيات تُدين أو تُشهّر بمن ينخرطن في هذه الحملة ضد المنصة والعاملات فيها. وعليه، فإن المنصة غير مسؤولة عن أي منشور قد يصدر بشكلٍ شخصي عن أي من المتضررات.

ورغم توثيق الزميلات لانتهاكاتٍ يومية تثبت تجاوز المعنيّة للأخلاقيات المهنية والقيم النسوية، ومهاجمتها شبه اليومية لهن، بشكلٍ لا يمكن تفريقه عن الابتزاز والتلاعب الأبوي، ورغم التثبّت من نهجها التسلّطي والإكراهي، اخترنا الصمت احترامًا لقيمنا وحرصًا على عدم الانجرار إلى دائرة عنفٍ موازٍ.

ثالثًا، رغم كل ما سبق، لا نزال نرفض المضي بمسارٍ قضائي كما يطالبنا البعض، إيمانًا بحق الجميع في التعبير والنشر وحق الرأي العام في تكوين قناعاته بحرية. لكننا نحتفظ بحق أيٍّ من الزميلات المتضررات اللجوء إليه في ظل استمرار حملة التشهير الانتقامية غير المبررة بحقهن، وهو حق لا يمكن للمنصة التدخل لمنعه.

رابعًا، فيما يتعلّق بمعايرتنا بـ”غياب المحاسبة”، نذكّر بأننا نعمل وفق نموذج الإدارة الأفقية الذي يرفض العقوبات السلطوية، ويؤمن بدور ويحترم مساحة كل عضوة داخل المجموعة.

ونحن، إذ نقرّ بأن هذا النموذج قد لا يناسب جميع زميلاتنا، نحترم تجربة ورأي وتعبير، أي زميلة أو امرأة مرتبطة أو مستفيدة من المنصة، عن أي غبن أو أذى ولا نتردّد بالمراجعة الذاتية والتقييم للتجربة واتخاذ التدابير والإصلاحات اللازمة، والأهم نمتلك الشجاعة على الإعتذار. نحن في مسار تعلّمٍ دائم، نراجع أنفسنا، وننصت لكل نقدٍ بنّاء، دون ادّعاءٍ للكمال.

خامسًا، رغم امتلاك المنصة الحق الحصري بنشر برنامج “مش حقيقي”، ورغم تكبّدنا تكاليف إنتاجه مع أتعاب مقدّمته، نعتذر من جمهور المنصة عن نشر الموسم الثاني منه، والذي تم الإعلان عنه مؤخرًا.

إن احترامنا للنساء والفتيات اللواتي نعمل لأجلهن، والتزامنا بالقيم النسوية والأخلاقية، يحول دون منح مساحة لمن يمارسن العنف الأبوي -أيًّا كان شكله- على منصتنا. لن نخدع متابعاتنا من خلال تقديم خطابٍ ورسائل نسوية على لسان من يتناقض هذا المحتوى مع ممارساتهن الواقعية.

أخيرًا، نُذكّر كل مستفيدة أو عاملة لدى منظمتنا بالإيميل الخاص لتقديم المراجعات والشكاوى، والتي تتولاها لجنة مستقلّة من الهيئة الإدارية، ونؤكّد التزامنا بالحفاظ على هذه القنوات كمساحة آمنة ومفتوحة للجميع: feedback@fe-male.org

 

تحديث:

احترامًا واستجابةً لاستفسارات وطلب عدد من المتابعات والصديقات للمنصة، ننشر هذا التحديث كإضافة على البيان الصادر عن منصة شريكة ولكن.
أولًا، نتوجه بجزيل الشكر والامتنان للمتابعات والحليفات النسويات من مصر ولبنان وكافة الدول الناطقة بالعربية، على رسائل الدعم والتضامن مع المنصة وفريقها في ظل حملة التشويه والتحريض التي نتعرض لها. كما نتقدّم بالاعتذار من جميع الزميلات اللواتي طالتهن الحملة وعرّضت أمنهن وسلامتهن الشخصية والنفسية للخطر نتيجة قيام مطلقة الحملة بانتهاك خصوصيتهن، شتمهن، التشهير بهن، التحريض عليهن ونشر أسمائهن، محادثاتهن وحساباتهن الشخصية على وسائل التواصل الإجتماعي.
كما أكدنا في موقفنا السابق، ورغم حملة التشويه والإساءة والتحريض التي لم تتوقف وطالت كامل فريق عمل المنصة، لا زلنا نتمسك بقيمنا الأخلاقية التي تمنعنا عن نشر أية أحاديث أو وثائق تظهر انتهاكات مطلقة الحملة ضد منصتنا وعضواتها. ونكتفي هنا بتوضيح الحقائق حول الانتهاكات المزعومة التي ادعتها مطلقة الحملة، دون الخوض طبعًا في ما تضمنته الحملة من شخصنة ورمي أحقاد ومناوشات لا تمت للمهنية والقيم النسوية بصلة.
1- فيما يتعلق بطبيعة وعقد العمل:
إن الزميلة السابقة المعنية ومنذ بدء تعاونها مع منصة شريكة ولكن، لم يربطنا بها أي عقد عمل، بل إن العقد بينها وبين المنصة كان عقد استشاري قائم على تنفيذ مهام معينة لقاء بدل مالي ثابت. كذلك، لم تكن المعنية ملزمة بأي دوام عمل وبالتالي فإن الادعاء بأنها كانت تعمل في أيام العطل وما بعد ساعات العمل فهو عار عن الصحة ولا علاقة للمنصة به في حال كانت تقوم بذلك إذ أنه ليس من موجبات العقد، القائم على المخرجات وليس ساعات وموجبات عمل.
في بداية تعاونها معنا، كانت المعنية تتعاون مع فريق التحرير كمحررة، ونتيجة النزاعات التي اختلقتها مع فريق التحرير بأكمله ولأننا لا نؤمن بالإجراءات العقابية، قمنا باستحداث حلّ عبر تغيير مهامها من التحرير اليومي إلى المساعدة في موقع اللغة الإنكليزية التابع للمنصة وتولي تحرير المقالات الخاصة الواردة من صحافيات مستكتبات. ونتيجة تعاطيها السلطوي أيضًا مع محررة اللغة الإنكليزية، قمنا مرة أخرى بوقف تدخلها في العمل التحريري باللغة الإنكليزية وحصرنا عملها مع الصحافيات المستكتبات. مجدداً، رغم ورود ثلاث شكاوى موثقة من صحافيات متعاونات معنا حول طريقة تعامل الزميلة السابقة المذكورة، لم نقم بفسخ عقدها لأننا مجددًا نؤمن بآليات معالجة غير عقابية واكتفينا بإعطاءها التوجيهات اللازمة للتعامل مع الصحافيات، وتولت منسقة التحرير بدلاً عنها استكمال العمل والمتابعة مع الصحافيات مقدمات الشكوى بعد تقديم الاعتذار منهن.
بالنسبة لفسخ العقد، وكما أظهرت مطلقة الحملة نفسها في الوثائق التي نشرتها، فإن رئيسة التحرير أعلمت الموظفات والمتعاونات مع المنصة منذ شهر تموز/يوليو 2024 بالصعوبات المالية والعملية التي تواجه المنصة وبخطر عدم القدرة على تجديد العقود للعام 2025. وكذلك، قامت إدارة المنصة وكما وعدت في الايميل المذكور ببدء العمل على المشاورات والتقييمات الداخلية في شهر آب/اغسطس 2025، وجميع هذه التقييمات موثقة لدينا. في شهر أيلول بدأ العدوان الصهيوني على لبنان وانغمس فريقنا بالتعامل مع المعاناة الشخصية والنفسية جراء الحرب، جهود الإغاثة في كافة المناطق اللبنانية دعمًا للنساء والفتيات النازحات، تغطية أخبار وآثار الحرب في لبنان وغزة. خلال هذه الفترة، خسرنا مركزين بفعل الاعتداءات الصهيونية، لم يكن الفريق قادر على التواجد في المكتب أو متابعة سير العمل الطبيعي وطبعًا تفاقمت أزمتنا المالية نتيجة مقاطعتنا لعدد من الممولين بسبب مواقفهن من الابادة في غزة ولبنان ونتيجة عدم قدرتنا على العمل على البحث عن مصادر تمويل بديلة. فور دخول اتفاق وقف اطلاق النار في لبنان حيز التنفيذ، وانكشاف الوقائع حول وضعنا المالي المتأزم، قمنا بإبلاغ الموظفات والمتعاونات اللواتي لن نستطيع تجديد عقودهن للعام 2025، وتم ذلك في بداية شهر كانون الأول/ ديسمبر 2024.
وهنا يهمنا التوضيح أن طبيعة العقد بين المنصة وبين مطلقة الحملة المذكورة، لا تلزمنا قانونيًّا بإعطاءها مهلة لإنهاء العقد، خصوصًا وأنها على علم بأن العقد الذي وقعته ينتهي حكمًا في نهاية شهر كانون الأول/ ديسمبر 2024. في المقابل، وتماشياً مع قيمنا النسوية، كنا نعاملها معاملة باقي الموظفات ونطلعها على ونشركها بكافة القرارات الادارية، ليس لأن ذلك موجب او حق لها بل استناداً الى نموذج القيادة التشاركي المتبع في منصتنا.
2- فيما يتعلق ببرنامج “مش حقيقي”:
إن هذا البرنامج هو إنتاج المنصة التي تملك الملكية القانونية لحقوق نشره، وقد استلمت مطلقة الحملة كامل مستحقاتها المالية مقابل انتاج وتقديم البرنامج. كذلك، من ضمن مهامها في العقد كان العمل على انتاج 12 فيديو ترويجي (Reels) للحلقات، وهو ما لم تلتزم به الأخيرة رغم تلقيها أتعابها كاملة، بينما تحمّل الفريق الابداعي العامل مع المنصة مشقة العمل على هذه الفيديوهات. وهنا أيضاً لم نأخذ أي اجراءات بحقها، ليس ضعفاً بل لأن اسلوب العقاب الذي طالما طالبت به المعنية لا يشبهنا.
لا يوجد أي بند في العقد مع المذكورة، المرتبط بالبرنامج، يلزم المنصة بأخذ أذونات منها على المحتوى او النشر او الترويج. ورغم ذلك، ولأننا نؤمن بالتشاركية قمنا بعرض الفيديوهات الترويجية عليها لإبداء الرأي وجدول النشر، وبعد المتابعة معها لمدة أكثر من ثلاث أسابيع، والتذكيرات المتعددة من الفريق، لم تتفاعل مع أيٍّ من المراسلات. وعليه، والتزامًا بموجبات النشر، قمنا بنشر البرنامج. وبالتالي، لا صحة لأية ادعاءات بالانتهاك في هذا الإطار، ورغم تعليقها على عدم وضع إشارة “تاغ” لها من قبل مسؤولة المنصات الرقمية، قامت زميلتنا بالتفاعل بإيجابية معها والتوضيح بأنه غير مقصود وجاء نتيجة جدولة النشر المسبقة، وقامت بإضافة التاغ لها، ولكن بالطبع من الواضح أن كل ذلك كان مجرد ذريعة لافتعال هذه الحملة الحاقدة والمغرضة. علمًا أنّ المنشور الذي اعترضت على عدم وضع “tag” فيه، هو نفسه تضمّن تصميمًا كُتب عليه اسمها، والوصف التوضيحي “الكابشن” تضمن اسمها أيضًا. وهو ما يفترض وجود سوء نية مبيتة من طرفها.
3- فيما يتعلق بالمهنية والمحاسبة:
نعتقد أنه لا شيء يضاف هنا على ما نشرته مطلقة الحملة، والذي يظهر بوضوح محاولتها الدائمة التعدي على مهام غيرها، وصمها فريق عمل كامل بانعدام الكفاءة، تهجمها الدائم وسلطويتها في التعامل مع الزميلات… وفي كل مرة، كما هو مبين في التسجيلات والمحادثات المجتزئة التي نشرتها الأخيرة بنفسها، كانت تحاول الفرض على رئيسة التحرير التدخل بالمناوشات اليومية التي كانت تختلقها مع الزميلات، وهو بالطبع ليس من ضمن المهام المهنية لرئيسة تحرير. رغم ذلك، كانت الأخيرة تتفاعل بشكلٍ دائم مع رسائلها محاولةً تذكيرها باحترام دور وكفاءة باقي الزميلات وأخلاقيات التعامل ضمن فريق العمل. وفي كل مرة كانت تختلق الإشكاليات، كانت تقوم بإرسال إيميل شكوى للإدارة، وتدّعي المظلومية، وإن لم تتفاعل الإدارة مع ادعاءاتها الكاذبة و”تعاقب” الزميلات الأخريات الناجيات من ممارساتها أو تصادق على جميع آرائها وأوامرها، تبدأ بشتم الإدارة ومعايرتها بغياب المحاسبة والمهنية.
نتيجة ذلك، بادرت رئيسة التحرير وعرضت عليها تقديم شكوى ضدها وضد كامل فريق العمل للهيئة الإدارية، وهي الهيئة العليا التي تنظر بالشكاوى. رغم ذلك، لم تقدم مطلقة الحملة التحريضية على تقديم أي شكوى رسمية للهيئة الادارية، وقررت بالمقابل اتهامنا بغياب آليات المحاسبة.
أما بالنسبة للإدعاءات المرتبطة بالتمييز العنصري، يهمنا التذكير بأن فريق عملنا يضم عضوات من 5 جنسيات مختلفة، ومن بينهن عضوات اختلقت ضدهن الزميلة السابقة المحرضة خلافات يومية، إذ أنها لم توفر أي زميلة مهما كانت جنسيتها. كذلك، فإن المنصة تتعاون مع صحافيات من كل الدول الناطقة بالعربية، وأكثر من 40% من الصحافيات اللواتي نتعامل معهن من الجنسية المصرية، وجميع الزميلات بتنوّع هوياتهن وجنسياتهن، لم يلقين سوى معاملة مهنية ونسوية من قبل المنصة بشهادتهن، ولم يصلنا من أحدهن اعتراض مهنيّ يومًا سوى ضد الزميلة السابقة المعنية.
بالنهاية، نؤكد أن المنصة لديها سياسات تحريرية ومساءلة داخلية تعمل على تطويرها بشكلٍ سنوي منذ تأسيسها في العام 2013، ونحن في ورشة مراجعة وتطوير دائمة في هذا الاطار. ونشدد على ما ذُكر في البيان السابق بأننا لا ندّعي الكمال ونمتلك شجاعة الاعتذار من أيّة زميلة أو مستفيدة من منصتنا عن أيّة تجاوزاتٍ أو انتهاكاتٍ واقعية من قبل أيّة عضوة في فريق عملنا. أما الحملات المشوّهة والانتقامية دون مبرر حقيقي وواضح فلم ولن ننزلق اليها لا بالأمس ولا اليوم ولا غداً.

انتهى البيان.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد