في قلب بيروت، بين ركام انفجار المرفأ الذي مزّق أجساد وقلوب آلاف العائلات، تظل قصة ليليان شعيتو في صدارة القصص التي تعرضت لظلمٍ قانوني وإنساني مستمر.
ليليان، التي نجت من كارثة 4 آب، التفجير الذي هزّ قلب العاصمة اللبنانية بيروت، تحمّلت ما لا يُحتمل من آلام الجسد والروح. لكنها اليوم تعيش معاناة أخرى: فقدان حقها في رؤية ابنها الوحيد علي، الذي حرمها إياه زوجها وعائلته بحجج لا إنسانية، وسط تعنت يحول دون تطبيق حكم القانون والقضاء.
“ليليان مشوهة وبلا دماغ، لا يحق لها أن ترى ابنها”!
زوج ليليان شعيتو
موقع “شريكة ولكن” يستمر في متابعة هذا الملف الإنساني والقانوني، ويلتقي بنسمة، شقيقة ليليان، التي شاركتنا تفاصيل الألم الذي تمر به العائلة، وكيف أن حب الأمومة الذي لا يموت يواجه جدرانًا من التعنّت والقسوة. كما نستمع إلى المحامية فاطمة زعرور، التي تتولى القضية، لتوضّح ما وصلت إليه هذه المعركة القانونية وأبعادها الحقوقية، في وجه تعنت الأطراف الحاضنة.
نسمة شعيتو، شقيقة ليليان، تقول:
“ليليان ليست مجرّد ضحية انفجار، هي أمّ تحب ابنها بكل جوارحها، وكل 4 آب تعود الاتصالات لتذكرنا بقصتها، ولكن مع انتهاء اليوم، يختفي كل الاهتمام بقضيتها. أختي لم تنسَ ابنها علي يوماً، حتى حين كانت في الغيبوبة، كانت تشدّ على يديّ عندما أنادي اسمه أمامها”.
عائلة زوجها لم ترحمها، بدلًا من دعمها، ألقوا عليها الاتهامات، مدّعين/ات أنها غير قادرة على التعرف إلى ابنها بسبب حالتها الصحية. حتى أن زوجها ووسيط من قبَله يقولان: “ليليان مشوهة وبلا دماغ، لا يحق لها أن ترى ابنها”، بينما الحقيقة أن ليليان أول ما طلبته حين استيقظت من غيبوبتها كان طفلها علي. هذا الظلم النفسي والجسدي لا يطاق، فكيف يمكن أن تحرم أم من طفلها؟
المحامية فاطمة زعرور تؤكد أن القانون واضح، لا يوجد نص يمنع الأم من لقاء طفلها بسبب وضعها الصحي، وأن رفض التنفيذ يشكّل مخالفة قانونية جسيمة، ويضر بمصلحة الطفل الفضلى. وتضيف أنّ قضية ليليان تواجه تحديات كبيرة من الجهة الحاضنة، التي ترفض تنفيذ الحكم القضائي الصادر لصالح حق الأم في التواصل مع طفلها.
ليليان تطلب حقها البسيط في التواصل مع ابنها، وهذا نداء لكل الجهات المسؤولة للتدخل وإنصاف أم لا تعرف إلا الحب لأعز ما تملك.
تابعوا التقرير الكامل على موقع شريكة ولكن وكافة منصات التواصل الاجتماعي.
إعداد: رويدا الصفدي
تصوير:ديما عامر
مونتاج: شربل عيراني